تتسم ليبيا بخليـط عظيم من الفنون والثقافات المتعددة، وذلك لموقعهـا الجغرافـي الممـيز الذي يتـوسط عدة دول متعـددة الثقافات، فمـن أفريقيا جنوبـاً وحضـارتهم وثقافتهـم الممزوجـة بين البسـاطة والعراقـة، ومن الشرق دولة مصـر وما تتميـز به من قـدم وأصـالة مختلفة الحضارات، وغرباً بلـدان المغـرب العربي والتي تعتبـر ثقافتهم فرانكفونيـة نوعـا ما، كل ذلك جعل ليبيا تتمتع بتراث ثقافي غني يشمل الثقافة الشعبية في الممارسات والمعتقدات والأفكار والتعبيرات التي يتقاسمها عدد كبير من الناس في داخل المجتمع الليبي.
وتتميز ليبيا إلى جانب كل ذلك بالاختـلاف الداخلـي في الدولـة نفسهـا، فهي خليـط متعدد بيـن عـرب وأمازيـغ وتبـو وطوارق، والكـل لازال إلى وقتنـا الحالي محافظ على ثقافته التي ورثها، بالإضافة إلى عصر الحداثـة والقرى الصغيـرة المحافظة على عاداتها وأصـالتها، المتمثلة في ما نراه جليـاً بالتمسك باللغـة والعـادات اليومية، وما تلاحظه بين تنوع كل هذه الثقافات هو الصلـة القويـة التي تربـط الشعـب الليبي بعضه ببعض ومحافظته على النسيج الوطني المختلف ثقافياً، وهذا وما يميز ليبيا بين دول المنطقة.
وتشمل الثقافة في ليبيا أشكالاً مختلفة من الفن والموسيقى والرقص والأدب، المتجذرة بعمق في تاريخ البلاد وتقاليدها، وتعد الموسيقى جزءًا أساسياً من الثقافة الشعبية الليبية، فهي مزيج من الأساليب والأنواع المختلفة، بما في ذلك الموسيقى الشعبية التقليدية والموسيقى العربية والتأثيرات الغربية، ويعد الرقص أيضاً جانبًا مهمًا من الثقافة الشعبية الليبية، فهناك العديد من الرقصات التقليدية التي يتم إجراؤها بشكل شائع في ليبيا، وتتميز هذه الرقصات بأزياء نابضة بالحياة والموسيقى.
ولعبت الفنون الشعبية دوراً أساسياً في تشكيل الهوية الثقافية للبلاد، وتشير الفنون الشعبية إلى الأشكال الفنية التقليدية التي يمارسها الناس في حياتهم اليومية، ويزخر الفن الشعبي في ليبيا بموروث هائل ومتنوع وهذا التنوع ساهم في إثراء ثقافة المجتمع الليبي، وبالرغم من اتساع المساحة الجغرافية للبلاد إلاّ أن الموروث الليبي ظل مقرباً للمسافات بين أبناء الوطن، ولا يمكن أن تلمح ذلك التباعد الكبير بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية والوسطى أو الجنوبية
بشكل عام، تلعب الثقافة الشعبية والفنون الشعبية دوراً أساسياً في تشكيل الهوية الثقافية لليبيا، لإنها توفر نافذة على تاريخ البلاد وتقاليده الغنية، ولا تزال جزءًا مهمًا من المجتمع الليبي اليوم.