أم الخير الباروني
تأويل صمت.. تجوب المسافة
بين المجيء وطول انتظار
مرافئ تشرع للاحتضار
تراود طيف سفين يغادر
رصيف تدلى بسقف النهار
صديقين كانا كلفحة ذكرى
تصافح نسيانه بانكسار
تنساب فوق سفوح التلاقي
وتورق عند شفير القرار
وتذكر ذات حلم مراوغ
ينقش لها الصمت فوق الجدار
فسال البكاء كمدِّ يسافر
وفرت إليها ثواني الرحيل
والريح يحضنها بالعويل
فتجري، تلوّح،
تنادي، توقف
“تعبت أيا بحر هجراً ونأيا”
يكاشفها الموج بالاعتذار
فلا الخطو يبلغ سر مداه
ولا الرمل يحفظ حق الجوار.