الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-20

12:11 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-20 12:11 صباحًا

farag moftah

بلى !!! وتلحقها علامة تعجب تلك الإجابة ببلى ! قلتها بعد تمحص ونقاش وقد يستهجنها كثر تابعوا الخلخلة أين مكمنها ربما نتوافق ؟ فا للحرص الشديد من العائلات على أبنائهم فهل يعقل أن يشاركوا هم في صنع إعاقة لهم .. ياسادتي وسيداتي ليست الإعاقة ما تعلمون من عجز جزئي أو كلي في الأطراف أوبعض الجسد .. إنها الإعاقة الأخطر الفكرية والعملية والتضامنية والمشاعرية تجاه المكان والمنتمى وكثيرا ما قلت ناصحة بعض الأمهات اللائي أعيش تفاصيل حياتهن .. من فضلك عيشي معهم لا تعيشي لأجلهم .

واعتقدت أن خلخلة حياتية فكرية عملية قد تُتَدارك بهكذا جملة أرددها عبر برامجي الاجتماعية وحتى الثقافية حتى التقيت في حوار تنموي بصديقي المدرب التنموي المتخصص بالجانب الأسري فرج مفتاح بوعيشه .. ودار نقاشا مستفيضا نقلته هنا ربما الكم الكيفي النوعي المستمع للبرامج ليس هو الكيف القارئ للمقالات فنشعر بالرضى بين الكيفين لنحصل على كم تصلهم الفكرة المتغلغلة أوصال أسرنا الليبية وربما العربية عامة أن الآباء والأمهات في طريقهم لبناء إنسان متكامل إنما يصنعون إنسانا معوقا لحياته إذا ما أردت إسقاط الأمر دينيا فسأقول ( لا يعرف البر بالوالدين ) إذن بلى إجابة سليمة ولكن التفاصيل سأترككم تتواصلونها مع ماكتب المدرب الاجتماعي فرج … حيث قال :

قرأت وأنا أجهز لمحاضرة تنموية في إطار اجتماعي أسري وأنا الباحث الدقيق في كيفية إصلاح شأن الأسرة بدء من الزوجين وقبل الزواج أصلا والشراكة الاجتماعية الخطيرة هذه التي نتاجها بشر جدد إما أن تنعم بهم الحياة فيثرونها وهم يعيشون فيها وإن كابدوا وهكذا سنتها ليست على حال من استقرار أفراح ولا دوام أتراح أو انهم يتعسون أنفسهم ومن حولهم بعدم تمازجهم الطبيعي المنطقي في إطر أسرية سليمة لأنهم لم يعيشوا السلامة والأمان الواجب توفرهما في محيط أسري هادئ مطمئن جامع لا منفر .. هذا وقد أطلت الكلام .. قرأت :  (( إحذر من صناعة المعاق في بيتك )) فكان الأمر برمته الذي استشفيته من الدراسة تلك مشهدية تراجيدية تتكرر في كل البيوت التي فيها الأب والأم أو الأم لوحدها يقعان تحت فكرة (( أنا أعيش من أجل أبنائي )) والمرأة تقول (( أنا أعيش من أجل أهل بيتي )) بينما الصحيح في الأمر أن الناس جميعا من منطلق التعاون الحياتي حتى في هذه المنطقة الاجتماعية الدقيقة (( نحن نعيش مع بعضنا )) وهكذا تتوازن الكفة .. وفعلا بعد التدقيق في المشهدية التي سأسردها لكم من حيث قرأت نحن دون أن ندرك نصنع معاقا في بيتنا .. إذ  يتكرر في كل بيت : شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه.. يستيقظ صباحاً ويترك فراشه دون ترتيب .. فالأم ستتولى ذلك. ويستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن.. فالأم ستتولى جمعها وغسلها وكويها وإعادتها للغرفة .. يقدم له الطعام جاهزاً ليتناوله قبل ذلك أو بعده لايتعب نفسه بغسل كوب أو صحن.. فالأم ستتولى كل ما يترتب على هذا. يذهب لمدرسته أو جامعته ويعود لينام أو يسهر على سنابشات أو تويتر أو انستجرام أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن يأخذ ” بريك ” استراحة ويمد يده ليأكل، جزاه الله خيرا على ذلك، ويعاود الجهاد أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللابتوب. وأحياناً في أوقات فراغه قد يتكرم بالجلوس مع بقية أفراد أسرته لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضراً وقريباً من أصحابه الذين يقضي معهم جُلّ أوقاته حتى لا يفوته لا سمح الله تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون صاحبنا هذا لا يسهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل. يترك المكان في فوضى ويزعل إن لم يعجبه العشاء وإن رأى في البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمر مر السحاب. طبعاً التصليحات مسؤولية والده أليس كذلك ؟ والتنظيف والترتيب مسؤولية أمه فقط (( انتهى المشهد)) …

تفكرت فيما أراه حولي وتوصلت لنتيجة واحدة: أظن أننا نجحنا في خلق جيل معوق نعم جيل وبتفوق معاق أو فلنقل معيق لمعنى التلاحم المجتمعي والتراحم البيتوتي والتعاون الفطري .. جيل جله يتصرف وكأنه ضيف في منزله لا يساعد ولا يساهم ولايتحمل مسؤولياته بعد أن يشب قادرا على الاعتماد على نفسه صبيا أو صبية حتى ولكن في مجتمعنا الصبيان أكثر تركا وتسيبا وإهمالا وعنجهية مع أسرهم وحتى سن التكليف ثم الشباب فالكهولة التي حددت بسن ( 30 عاما ) أأسره وحتى بعد حصوله على الوظيفة .. هو وهي يعيشان في بيت والديهما كضيوف ويبقى الوالدان .. أو الأم المربية المسؤولة وحدها التي تعودت في مجتمعنا وحيث ربيت فيها فكرة أنها لا حياة لها إلا محيطها منزلها وزوجها والأبناء وساقية تدور حولها منهكة على حساب صحتها البدنية والنفسية عيشي لأجلهم .. وقد ندرج الحال على الأب في حال تحلى بحس المسؤولية المفرطة حيال أبنائه فلا يتوان عن العمل ليل نهار لتوفير مايستحق ولا يستحق لأجلهم هكذا الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات في البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد .. مهجوسان بتحمل المسؤولية تربية وتلك الرؤية غير المتوازنة في الحياة تزرعها أنت في أولادك أن لا دخل لهم بما يدور في بيتهم إلا ذواتهم ومايحتاجون هذه الأنانية والإعاقة المجتمعية “لا تخلق فيهم فجأةً “ولا حتى بعد الزواج لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهلهم إلى بيت الزوجية وأي ثقافة تلك ثقافة ( الإعاقة والاتكالية )وبالتالي جيل لا يُعتمد عليه أبدا في بناء بيت أو أسرة أو تحمّل مسؤولية !!! فكيف لشخص اتكالي أن ينشىء أسرة مستقلة ومستقرة ؟ وبعدها نتساءل عن ارتفاع معدلات الطلاق في جيل اليوم  بالليبي ” وليش ما عندهم صبر!؟ “.

السليم والصحيح للبناء الأسري .. أن تعود ابنك أو ابنتك على تحمل بعض المسؤوليات في البيت هذا من كل بد يساعد في بناء شخصيته وبناء جيل مسؤول اجتماعياً ” المسلم القوي أحب إلى الله من المسلم الضعيف وفي كل خير ” تحمل المسؤولية يجعلهم أقوى ويعينهم على مواجهة ما سيأتيهم مستقبلاً. ويساعدك أنت في الاعتماد عليهم ويساعدهم هم في التفكير بالآخرين، ما يجعلهم أقل أنانية وأكثر تقديراً وفاعلية في بيوتهم ومحيطهم ومن ثم وظيفتهم ومجتمعهم مستقبلا. في حين اتكالهم عليك أو على الخادمة يجعلهم أكسل وأضعف وأكثر سطحية ولا يعدهم للمستقبل.

# مهارة يجب اكتسابها من الوالدين أولاً .. أعزائي .. الحمل والولادة شيء فطري ، لكن أن تجتهد لأسرتك وأن تتحمل مصاعب الحياة ذكراً أم أُنثى هذه مهارة يجب اكتسابها من الوالدين أولاً. وأخيراً أيتها الأم وأيها الأب : إن لم ترب ابنك على تحمل المسؤولية في منزلك، ستعلمه الدنيا،  لكن !!! دروس الدنيا ستكون صادمة ومتأخرة وأقل حناناً وأكثر قسوة منك. فكن عونا له ولا تكن عونا عليه فيها .. لاتنشىء أولادك ضيوفاً في بيتك بدء من التعاون إلى أخذ الرأي والمشورة فيما يخص قرارات البيت وقراراتهم الشخصية بنقاش ومجالسة حيوية عقلانية دافئة فيها من أسس البناء الإنساني مالا يجعلهم متذبذبين .. علمهم كيف يكسبون الأجر والثواب من رب العباد ببر الوالدين فيكونون عوناً لك ، فاعلين في بيتك وثم في بيوتهم ومجتمعهم. ونسأل الله أن يعيننا على التربية ويصلحنا ويصلح فلذاتنا لنا.

المدرب التنموي- فرج مفتاح

الإعلاميةعفاف عبدالمحسن


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة