وسط زخم كبير من الحضور المحلي والعربي والدولي، جرت مراسم افتتاح معرض طرابلس الدولي في دورته الخمسين.
المعرض الذي افتتح صباح اليوم تتواصل فعالياته حتى 21 مايو الجاري، ضم مشاركات من أكثر من 300 شركة تنوعت بين الليبية والعربية من مصر وتونس والجزائر والسعودية، إضافة إلى مشاركات دولية من إيطاليا وتركيا وإندونيسيا وإيران.
هذه المشاركات زادت من التنوع في المعروضات لتشمل كافة المجالات والقطاعات من تجارة وصناعة وزراعة وأمن زراعي وغيرها من المجالات.
ويهدف المعرض الذي افتتحه وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية محمد الحويج بحضور وزراء المالية، الصناعة والمعادن، السياحة، البيئة ووكلاء الوزارة ورئيس إدارة الهيئة العامة للمعارض ومدير عام معرض طرابلس الدولي وعدد من رؤساء مجلس إدارة الجهات التابعة للوزارة ورؤساء الغرف التجارية وعدد من سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى ليبيا ولفيف من أصحاب الأعمال والشركات والمشاركين بالمعرض ، إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الخبرات
وعلى هامش الفعاليات، أكد الحويج على أهمية تنظيم هذا المعرض لما له دور كبير في دعم وتطوير الاقتصاد الوطني وخلق فرصة حقيقة للشركة بين القطاع المحلي والأجنبي.
تاريخ المعرض وتأسيسه
وتضمنت إحدى أجنحة المعرض استعراضًا لتاريخ معرض طرابلس الدولي وبعده الثقافي والمجتمعي فضلا عن البعد الاقتصادي والتجاري لمنطقة حوض المتوسط.
وفي هذا الصدد يجدر التذكير بأن معرض طرابلس الدولي الذي يعد ملتقى لأصحاب الشركات والأعمال وغيرها، قيمة أثرية حيث أدرجت لجنة التراث في العالم الإسلامي التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في 2023، بوابة المعرض ضمن قائمة المواقع التاريخية والثقافية الليبية على القوائم النهائية للتراث المادي وغير المادي في العالم الإسلامي.
هذه الواجهة الكبيرة المميزة استغلتها إيطاليا لتكون صورة لطوابع بريدية بينها طابع صدر في العام 1930 بمناسبة الدورة الرابعة من معرض طرابلس الدولي.
من ناحية أخرى يعد معرض طرابلس الدولي أحد أقدم المعارض التجارية في أفريقيا والعالم العربي، وبرزت فكرة تأسيسه لأن موقع ليبيا الاستراتيجي جعلها مركزاً تاريخياً مهماً من مراكز التجارة القديمة، ما جعل الفينيقيين يعتبرونها موقعًا مهما لموانئهم ومحطة رئيسية للتصدير والاستيراد وذلك في القرن السابع قبل الميلاد.
وفي العصر الحديث برزت فكرة إنشاء معرض طرابلس الدولي عام 1926، إلا أن أولى دوراته انطلقت في 1927، في مكان غير موقعه الحالي بطرابلس، إلا أنه انتقل إلى مكانه القائم اليوم منذ الدورة الثالثة التي أقيمت في 1929.
تواصل فعاليات المعرض ودوراته عامًا بعد عام حتى وصل للدورة الـ 13 وتوقف في 1939 قبل الحرب العالمية الثانية، ثم عاد لنشاطه في 1962، وفي 1929 انضم لاتحاد المعارض الدولية وكان أول معرض عربي ينضم لعضوية هذه الجمعية الدولية، كما أنه كان عضوا مهما في تأسيس الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات عام 1995.
ما بين حاضر معرض طرابلس الدولي والزخم الذي يشهده اليوم من المشاركين، وبين التاريخ الذي مر به المعرض تتواصل الفعاليات والأنشطة في التطور والانتعاش والتي تنعكس بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد الليبي وعلى سمعة ليبيا في الخارج.