كلف مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، فريق عمل مشترك مع شركة غوشتاف لصناعة إضافات الوقود الحيوي لدراسة مشروع دمج مبادئ الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في جميع مراحل عملية الاستثمار.
وأفادت محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار بأن هذا المشروع يعود على ليبيا بفوائد عدة منها بيئية واقتصادية واجتماعية.
بيئيًا
وأوضحت أن الجانب البيئي يتمثل في إنشاء غابات من شجرة الجاتروفا للعمل كبالوعات لامتصاص الكربون من الغلاف الجوي، بالإضافة إلى المساهمة في إنتاج الوقود الحيوي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وذلك لمواجهة مشكلة التغير المناخي والاحتباس الحراري.
كما أن جذور الجاتروفا تعمل على تثبيت التربة ومنع انجرافها، إضافة إلى أن أوراقها المتساقطة تسهم في زيادة محتوى المادة العضوية في التربة، مما يُحسن خصوبتها وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه.
وفي سياق ذي صلة تُشكل مياه الصرف الصحي بعد معالجتها مورد مائي حيوي لمشاريع زراعة الجاتروفا، وبذلك يتم التخلص من هذه المياه المهددة للمواطن وللبيئة بطريقة فعالة وآمنة، علاوة على تحفيز تقدم خط المطر جنوبًا وزيادة معدلات الهطول المطري، مما يسهم في مقاومة التصحر.
اقتصاديًا
أما الجانب الاقتصادي، فيتمثل في المساهمة الفعالة في توطين التكنولوجيا الأحدث في مجال صناعة الوقود الحيوي، خاصة وأن المشروع سيؤهل ليبيا للحصول على دعم من الصناديق البيئية، وصناديق الطاقة الخضراء، والبنك الدولي للكربون، وغيرها من الجهات الداعمة لمشروعات التنمية المستدامة والصديقة للبيئة.
ويوفر المشروع 25% من قيمة الدعم المالي للمحروقات في ليبيا، من خلال خفض استهلاك الوقود بنسبة 25%، وذلك باستخدام إضافات شركة “بايوناس” الشريك الاستراتيجي لشركة “غوستاف”
من ناحية أخرى تُعد الجاتروفا من الأشجار الموفرة في استهلاك المياه وقدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية.
وتمكن الجاتروفا من استخدام أجزائها في صناعات الصابون، والأسمدة العضوية، واستخدام بقايا البذور كعلف للماشية، إضافة لتوسيع رقعة الاستثمار في موارد ليبيا البشرية عبر توفير فرص عمل جديد بالداخل.
اجتماعيًا
أما الجانب الاجتماعي فيتمثل في توفير فرص عمل من خلال المشاريع التي ستبنى عليها وبالتالي تحقيق الأمن الاجتماعي للأسر من خلال دخل شهري ثابت، وإعادة توزيع السكان، وتعمير الأراضي القاحلة والجافة، و انخراط السكان في برامج التنمية .
جهود المحفظة
واستندت محفظة أفريقيا للاستثمار على أن قطاع الطاقة هو العمود الفقري للاقتصاد الوطني، في دعم مشروع الوقود الحيوي في ليبيا المُستخلص من شجرة الجاتروفا، والذي يمكن تصنيفه كمخطط استراتيجي يرفع من القيمة الاقتصادية والقدرة التنافسية للنفط الليبي، كما يمثل المشروع ركيزة أساسية من ركائز ملف توطين الصناعات النفطية.
ولتحقيق هذا الهدف تعمل المحفظة على وضع استراتيجية استدامة شاملة تضع في الحُسبان المعايير البيئية؛ من خلال استخدام تقنيات صديقة للبيئة، والتركيز على دراسات جدوى للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة ودعم جهود تعزيز كفاءة استخدام الطاقة.
الاهتمام العالمي بالشجرة
جدير بالذكر أن المساحات المزروعة بهذه الشجرة زادت خلال السبع سنوات الماضية 14 ضعفا حول العالم.
وكانت المساحات المزروعة حول العالم بشجرة الجاتروفا في 2008 حوالي 900 ألف هكتار، لكنها وصلت في 2015 إلى 13 مليون هكتار.
ويعزى هذا الارتفاع في التوجه لزراعة هذه الشجرة إلى السعي للاكتفاء من الوقود الحيوي، ولتحقيق ذلك قررت الصين زراعة 13 مليون هكتار، وخصصت الهند 39 مليون هكتار لزراعة شجرة الجاتروفا.
ما بين الدراسات والمناقشات التي تسعى محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار للاستناد عليها لبناء مشاريع توفر استدامة تتناسب مع البيئة وبين التنفيذ الواقعي، تبرز فجوة قد تحتاج للدفع قدمًا خاصة وأن العديد من الدراسات أجريت في هذا الصدد ولم تجد مكانها للتنفيذ، وذلك حسب آراء نشطاء ومدونين.
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.