الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-21

4:59 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-21 4:59 صباحًا

التنوع الثقافي في ليبيا ما بين دوره في التطور الحضاري والمخاوف من الانقسام

YJM

الثقافة الليبية هي مزيج من مجموعة ثقافات تشمل العربية، والأمازيغية، والإسلامية، والمغاربية، والمتوسطية، والأفريقية، وجميعها انصهرت مع بعضها وكونت الهوية الليبية، مع احتفاظ كل عرق بسمات تميزه عن غيره.

والتنوع الثقافي في ليبيا هو الذي يشكل الهوية الليبية ثقافيا واجتماعيا، ويقدم دورا فاعلا في إبراز المستوى الحضاري في ليبيا.

إبراز الثقافات

وقد يكون التنوع الثقافي في ليبيا عاملا مهما في تطوير المستوى الحضاري وزيادة حجم الخبرات المجتمعية، لذلك فإن إبراز التنوع الثقافي يحتاج لمجموعة من الخطوات العملية، وفي هذا الصدد قال موسى أحمد حريم، وكيل وزارة الثقافة المحلية بحكومة الوحدة والوطنية في وقت سابق، إن عوامل إبراز التنوع الثقافي المتخذة تتمثل في الاهتمام بالأدب والتراث المتنوع وإعطاء الفرص لكل المكونات الثقافية الليبية للتعبير عن ذاتها، وإبراز عمقها التاريخي والحضاري من خلال الفنون والآداب، والفعاليات الثقافية، كما تستوجب المرحلة تشجيع التظاهرات الثقافية والفنية، وتيسير حركة النشر والطباعة باللغات المتنوعة في ليبيا.

وسعيا لإبراز الثقافات المختلفة في ليبيا ومنحها حقها استحدثت وزارة الثقافة بحكومة الوحدة الوطنية، مؤسسة ثقافية تدعم الثقافة المحلية، وهي المركز الليبي للثقافات المحلية، كما اعتمدت رسميا مهرجان جادو للثقافة الأمازيغية، لتضمن له الاستمرارية والانتشار.

اللغات في ليبيا

ومن بين ملامح التنوع الثقافي في ليبيا، تنوع وتعدد اللغات، ما جعلها متحفاً لغوياً مفتوحاً لعديد اللغات، وفي هذا الصدد سجل موقع إثنولوج الذي يهتم بإحصاء أعداد متحدثي كل اللغات الإنسانية الحية حول العالم عدد 10 لغات حية في ليبيا.

وأوضح الموقع أن هناك 8 لغات أصلية وواحدة غير أصلية، بالإضافة إلى لغتين مؤسساتيين وثلاث لغات قوية ومثلها في ورطة وواحدة تحتضر، والاخيرة قد انقرضت، كما تم سرد 20 لغة غير معترف بها.

الموقع ذاته أشار إلى 9 اتفاقيات دولية متعلقة بالحقوق اللغوية وقعت وصادقت وانضمت إليها الدولة الليبية.

وصنف منشور “إثنولوج” السنوي اللغة السوكنية بالمنقرضة والتي لا يوجد متحدثين بها اليوم، أما الأوجلية فهي اللغة المهددة بالانقراض قريباً كونها لا تُعلم ولا تُدرس، أما اللغات الغدامسية والتباوية والتارقية فاعتبرها مهددة بخطر الانقراض بدرجة خفيفة في حال عدم الاهتمام بها وتطويرها.

وبالحديث عن اللغات الأم أكدت الأمم المتحدة أن هناك كثير من التحديات أمام التنوع اللغوي بسبب عدد المتحدثين، ففي ‏الوقت الحالي، يفتقر 40% من سكان العالم إلى سبل الحصول على التعليم بألسنتهم الأم، ‏ويتجاوز ذلك الرقم 90% في بعض المناطق. ‏

وفي هذا الإطار كشفت أبحاث المنافع التي تعود على المتعلمين عند استخدام الألسن ‏الأصلية في التعليم، وتعزيز نتائج التعلم الأفضل، واحترام الذات، ومهارات التفكير النقدي. ‏ويدعم هذا النهج كذلك التعلم بين الأجيال وصون الثقافة.‏

من جانب آخر انعكس هذا التنوع أيضا على المطبخ الليبي واللباس الشعبي وعادات المناسبات الاجتماعية المختلفة، إضافة إلى عقد الندوات والملتقيات المختلفة التي تناقش حقوق الأقليات في الدستور والانتخابات واحتياجاتهم وتطلعاتهم.

قبول التنوع الثقافي

وبشأن قبول التنوع الثقافي قال الكاتب والباحث عمر أبو القاسم الككلي، إن الاعتراف بوجود التنوع الثقافي والدعوة للحفاظ عليه، يعد تطورا مهما في الفكر السياسي والأخلاقي، والممارسة العملية أيضا، وهو توجه عصري بشكل أساسي.

وأكد أن “الجمود الثقافي الذي تنتجه وتعيد إنتاجه ثقافة ما يعتبر حالة غير صحية تعود على هذه الثقافة بالضرر. أما التجدد والتطور، بهذه النسبة أو تلك، فهو حالة صحية وطبيعية تنشط الحراك الداخلي لهذه الثقافة، من ناحية، وتمتن العلاقات التفاعلية مع الثقافات الأخرى، سواء على المستوى الوطني، أو العالمي، من ناحية أخرى. وهذا الحراك الداخلي أمر لا مفر منه، لذا فإن التكيف معه أفضل من مقاومته”.

تعزيز الوحدة الوطنية

فيما رأى آخرون أن التنوع الثقافي والمعرفي والحرص على إبرازه ومنحه حقه يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية.

وفي هذا الصدد نظمت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بحكومة الوحدة الوطنية خلال الأيام الماضية، بالتعاون مع المركز الليبي للثقافات المحلية بمقر المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، جلسة حوارية أقيمت تحت شعار ” التراث هوية جامعة لليبيين “.

وأشارت وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية مبروكة توغي، خلال الجلسة إلى أهمية هذه المناسبة وتعزيز التعايش بين مختلف كل المكونات الليبية، موضحة ان ليبيا زاخرة بتنوعها الغني والمتعدد وهي فسيفساء رائعة تضم في ثناياها مختلف الالوان والاطياف الثقافية التي تتعكس تاريخا عريقا وحضارة متجذرة حيث تتلاقح فيها الثقافات المحلية. 

من جانبه أكد رئيس المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي “محمود الفطيسي” على ضرورة الاعتزاز بالهوية الوطنية والتمسك بالوحدة الوطنية.

وعلى الرغم من أهمية وقيمة التنوع الثقافي في ليبيا والتأكيدات على ضرورة الحفاظ عليه، تبرز بعض المخاوف من تسبب هذا التنوع في التفرقة والانقسام، على الرغم من أن كثير من نسيج هذا التنوع انصهر في المجتمع وأصبح جانبا جميلا يسعى الكثيرون لمعرفته والاطلاع عليه والمشاركة فيه.

ما بين قيمة التنوع الثقافي في ليبيا ودوره في تدعيم أسس الوحدة الوطنية وزيادة التطور الحضاري في البلاد وبين المخاوف من الانقسام، يبرز دور تعزيز الجانب الإيجابي في تلك الثقافات ودورها في بناء المجتمع لدحض أي مخاوف قد تُثار.


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة