للشاعرين : أحمد الفاخري و معاذ شيخ
تدخلي لازم لفض النزاع بين صديقيّا .. معاذ شيخ وأحمد الفاخري المجيدان .. وللشعراء هذيان أنيق يسربل المعاني دون تنوق وحيث كان الليل بنجومه وقمره المضيء للمتسامرين صديق .. في عصرنا لم يعد الفضاء الفضفاض بنسيمه ملهم إنما هو الفضاء الأزرق .. تقول القصة الأخيرة للحب الأخير .. ذات ليلة فيسبوكّية التقى الشاعران وتحدّثا عن الشعر والعشق ، فوُلدت هذه القصيدة. سجالا أو نزالا أو تناظرا .
الحــــــبّ الأخيـــــــــــر
في الحبِّ وَلَيلِي وجُنوني … أَجملُ مَقتولٍ ألقَانِي
فَأنَا المجنُونُ إِذَا ذُكِرتْ … وَأنَا الَمأسُورُ بِأشجَانِي
مُشتَاقٌ وَحدِي مُحتَاجٌ … أَبدًا مَوعُودُ الأزمَانِ
الشّوقُ تَزَايدَ يَغمُرُني … لِيَنامَ الحُبُّ بِأحضَانِي
فَوقَ الإحسَاسِ يُحلِّقُ بِي … وَإلَى الَمجهُولِ تَغَشّانِي
*
الحُبُّ سَيبسُط سُلطَتَه … يَعْلُو وَيُقيِّدُ أَرْكَانِي
يَا حبّ كَأَنَّكَ أسْئِلةٌ … لا وَحيَ يُجِيبُ بِعُنوانِ
وَكَأَنَّ لِسِحْرِكَ أُغْنِيَةٌ … تَشْدُو بِجَمِيلِ الأَلْحَانِ
*
الْحُبُّ كَسَاعَةِ مِحنَتِنَا … كَحِكَايَةِ هَذِي الأوطَانِ
كُتِبَتْ بِالشّوقِ ملاَحِمُهَا … نُسِجَتْ بِرَحِيقِ الحِرْمَانِ
هِيَ صُورَةُ أَحْلامٍ رُسِمَت … فِي الدَّمعَةِ تَحتَ الأذقَانِ
هِيَ قِصَّةُ تَارِيخٍ كُتِبَتْ … فِي القَلبِ بِكُلّ الأَلوَانِ
*
هَلْ كَانَ الْحُبّ سَيَرحَمُنَا … إِن ثَارَ الْقَلبُ كَبُركَانِ
أَو كَانَ بِذَلِكَ يَقتُلُنَا … لِيَخُطَّ رِوَايَةَ إِنسَانِ
*
أَحتَاجُ الحُبَّ أَمُوتُ بِهِ … كَي أَحْيَا فِي كُلّ مَكَانِ
كَيْ أَعبُرَ كُلّ مَسَافَاتٍ … كَيْ أُبْحِرَ خَلْفَ الأَحْزَانِ
لا وَردَ كَعِطرِ حَلاوَتِهِ … رَيحَانٌ لا كَالرّيحَانِ
فَيَضُوعُ بِرُوحِي يَأْسُرُهَا … وَيُقَيّدُ قَلْبِي كَالْجَانِي
سَفَّاحٌ أَجْمَلُ سَفّاحٍ … بِالشّوقِ الأحْمَرِ أَحيَانِي
سَيَظَلُّ الْحُبّ يُرَافِقُنِي … وَأَمُوتُ بِعِشْقٍ أَبقَانِي.
حررتها الإعلامية عفاف عبدالمحسن