الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-20

4:44 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-20 4:44 صباحًا

afaf

    عفاف عبدالمحسن

بين الفكر والأدب

وجب أعزائي القراء أن تكون علامة التعجب قبل علامة الاستفهام حين يباغتني أحدهم بسؤال كهذا أو بالأحرى خيار كهذا !! فمن البديهي أنني كامرأة ناجحة عمليا مؤداه نجاحا اجتماعيا أو بالعكس لأنني إنسانة ناجحة إجتماعيا بين أسرتي وعائلتي ومحيطي فإنني بهم ولهم ومعهم نجحت عمليا .. هذا ما أعرفه وأرغبه كتسلسل منطقي طبيعي وإلا لمن وبمن سأنجح في مجتمعي لو كان الفشل حليفي .. كما أنني أعتبر المرأة في كل مقاماتها وتواقيتها ناجحة فمن تهيء ذاتها لنجاح الآخرين هي ناجحة بهم كالأم التي تربي أولادا ينفعون أنفسهم ومجتمعهم دون أن تخطو خطوة خارج بيتها في مصنعها الحميمي الخاص  تصنع النساء والرجال القادرين على أخذ دور ومكان ومكانة في مجتمعهم وبدلا من أن تكون واحدة تخدمه خلقت من رحمها وبتعبها ومجهودها الجسدي والنفسي عددا من الرجال والنساء الفاعلين إذ يعد دورها توازنا نفسيا ورعاية جسمانية وتربية قيّمة قِيِمِيّةً لجيل من الشباب . هذا جانب وفي الجانب الآخر فتاة عركت الحياة ودرست وكرست نفسها للعمل إما لأجل نفسها وهذا مستبعد في وقتنا وإما من أجل عائلتها وهذا كثير وفي الخضم نست متطلباتها الخاصة أو انها تناستها او تلهت عن الأناني بالجميع حولها .. أوان المجتمع بمنظوره الضيق ضن عليها حق تواجدها بجدارة في موقعين بيتها وعملها فحرمها أن تكون أما وزوجة أو حتى حبيبة فقط كونها تلك المعتدة بذاتها القادرة على حل مشكلاتها بل وآخرين كثر يتبعون خطاها ويعيشون بمعيتها وتعبها فهكذا صنفت من قبل البعض الساذج المفرغ من محتواه الثقافي والإنساني (فقدت أنوثتها ) لايمكن احتواؤها , .. وصيغة الاحتواء هنا أن تكون أمة وخادمة دون فكر يناقش ويستوعب , دون مستوى علمي رفيع يستفيد منه ابناؤها . لذا جابهني السؤال الذي فغرت له بؤبؤ عيني قبل أن أستوعب مضامينه الغريبة ؟ بل قد يعتقد البعض أنه سهل وإجابته تتطلب فقط عددا من الصيغ حسب من يطرح عليها السؤال كيف تحلله في ذهنها أو كيف ترى ذاتها .. مثلا :

إحداهن تؤمن تماما بدورها الإيجابي وكما سبق وذكرت تؤكد أن كل من النجاحين يفضي إلى الآخر.. ستقول ربما لامبرر للإجابة سؤال غير منطقي؟

وأخرى ضعيفة تهاوت تحت وطأة كلمات تلاحقها بعد أن عملت كثيرا وحازت النجاحات وهي متواصلة ولكنها ضعيفة تجاه معتقدات خاطئة بالتأكيد ستنهار باكية من السؤال وتجيب ليتني نجحت اجتماعيا قبل أن يفوتني القطار وأسمى ” عانسا ” وتصبح خياراتي ضئلية إما يتقدم لخطبتي أرمل يريد تربية أطفاله أو عجوز يريد من يسنده بقية عمره أو متزوج ملّ حياته مع امرأة لايتعاطى معها فكريا أو … , وتعلن بإجابتها تحت هذا الضغط النفسي والمجتمعي ليتني كنت ناجحة إجتماعيا . 

            ولكنني تحيرت من أين راود السائل هذا السؤال ؟ والدور هنا في الإجابة له .. إذ قال دون تبجح حقيقة وقد كان صوته يختلج بمشاعر مختلطة فيها من الحزن والغضب والدهشة الكثير .. قال :

” لأنني رأيت كثيرا منكن يخبئن وراء قصص النجاح الباهر كمبدعات أو موظفات وصلن لدرجات مهمة وظيفيا إما قصص فشل زواج او فشل للوصول إلى الزواج وتكوين أسرة وفي الحالين هذا إجحاف ! فاإلى متى تستبعد الناجحات في أعمالهن وخدمة المجتمع عن أذهان العائلات حتى وإن رغب الارتباط بها ابنهم فهم يبعدونه بحجة أنها لن تكون ربت بيت ناجحه ويصدرون أحكاما واهية مبنية على الأنانية ؟ وتلك يتحجج زوجها أنها غير متفرغة له والحقيقة قد يكون هو مثقلا كاهلها بكل الأعباء رغم تعاونها هي معه على مشاق الحياة والمعيشة بعملين داخل البيت وخارجه وهو كأنه لايرى ولايسمع المهم طلباته مجابة ولو على حساب راحتها وحين تقصر ليس لإخفاق بل لتعب يجري ليلتقي أخرى يبثها أوجاعه ويترنم لها ترنيمة العذاب لتقع في حبائله الواهية ويحل لنفسه الخيانة ثم يتخلص منها عند أول منعطف أقصد من القديمة ليرتبط بجارية . ولكن ياصديقتي إلى متى!؟

استمعت إجابة صديقي المنفعلة وأنا مستغربة كونه من ذاك المجتمع الذكوري وصدقت لأول مرة أن هناك فعلا من يناصر المرأة ويقف بجانبها وورائها وقد تقولون لماذا لأول مرة .. لأننا لم نكن تحت دائرة الأضواء ونحن نتحدث لم نكن في إذاعة أو تلفزيون أو عبر لقاء جماعي يمكن أن يتباهى فيه صديقي الرجل بنظرته المتقدمة وفكره التحرري تجاه المرأة بل كنا وحدنا نعج بالعمل ومشاكله ؟ وقد سمع عن أخرى طلقت وهو يعرف جيدا على ما جبل ذاك الزوج المصاب بالانفصام (( الشيزوفرينيا)) ككثر يهللون بأفكار تحررية ويبطنون عكس ذلك تماما وراء جدران بيوتهم المغلقة .. وهذه أسرها لكم فقط ولم أقلها له ربما فكر فيّ أيضا ولكنه استحى من التصريح وأنت أيضا الا يواجهونك لما أنت عانس ؟؟ وحين تخيلت هذا ابتسمت دون أن أبرر له سبب ابتسامتي .. والحقيقة أنني لا أعترف أساسا بهذه الكلمة الدخيلة وأعتقد جازمة أنني ناجحة على الصعيدين المهم سيداتي في الأمر مزيد من الثقة بالذات والقدرات .. ولتطمئن قلوبكن قرأت مرة عن معنى عانس .. فوجدت المعنى يفضي إلى أن أي إنسان غير فاعل بحيث يفيد نفسه وغيره أو غير قادر على الفعل ليكون مفيدا هو عانس أي ( عديم النفع ) فكري لوهلة هل انت مع كل ما تقدمين عديمة النفع ؟! إذن ابتسمي وقولي لمن يواجهك بهكذا كلمة يقصد منها إحباطا مثلا أو إغاظتك وتجريحك .. أنا مفيدة جدا فاعلة جدا معطاءة لمجتمعي ككل ولأهلي على وجه الخصوص تأثيري في المجتمع ملحوظ وخطواتي ثابتة إذن لست عديمة النفع بل عضو في المجتمع حي ّ في أي موقع أنا الأنثى الحياة ..  وفي كل سني عمري أنا الأنثى الخفق إذا نضب وخفت تنتهي حياة برمتها .  كل أو


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة