تثير عمليات التجميل جدلاً واسعاً بين فئات مختلفة من المجتمع، فرغم أنها تلقى هجوماً شديداً من قبل علماء الدين وخبراء اجتماعيين، فإنها باتت تستقطب الكثير من الرجال بعد أن استقطبت عدداً كبيراً من النساء أيضاً، ومازالت عمليات التجميل تثير جدلاً كبيراً بين الذين يرونها ضرورة لعلاج عيوب ولادية وبين من يرونها تغييراً لخلق الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، ومازالت النتائج التي تسفر عنها عمليات التجميل مثاراً للانتقاد، حيث يرى كثيرون أن نسبة الفشل بها كبيرة، في حين يرى الأطباء أنها أصبحت أكثر نجاحاً بفضل تطور العلم، إلا أن إقبال الرجال على عمليات التجميل أثار حفيظة الكثيرين ورأوا أنه يخالف العادات والتقاليد المحافظة.
وقد أكد خبراء التجميل لـصحيفة الوطن أن أبرز العمليات التي يلجأ إليها الرجال هي عمليات شفط الدهون وتجميل الأنف.
الصلع والكرش هوس يصيب الرجال
في البداية يقول الدكتور طارق شلتوت، استشاري نفسي، إن الرجال يهتمون بالجراحات التجميلية لعلاج الصلع بزرع الشعر والقضاء على الكرش وشد الترهلات وتجميل الوجه، خاصة أن الرجل قديماً كان يستسلم لآثار الزمن الواقعة عليه مع تقدمه في العمر وضعف الفحولة، لكن الآن يشعر ابن الستين كأنه مازال شاباً، فيكمل مظهره ويصلح آثار تقدم العمر بالجراحات التجميلية، وهذا تفسيره النفسي أنه أكثر إقبالاً على الحياة، خاصة أن هناك عدداً لا بأس به من النساء في عمر الثلاثين والأربعين دون زواج، إما بسبب العنوسة أو الطلاق، ويريد الرجل الخمسيني أو الستيني التقدم إليهنَّ والزواج من جديد ليكون مقبولاً دون أن يلقى رفضاً لأي سبب.
تجميل الرجال والتصابي ليس ظاهرة صحية
ويؤكد الدكتور شلتوت أن هوس تجميل الرجال والتصابي ليس ظاهرة صحية، إنما مؤشر لوجود مشكلة نفسية لدى الرجل، وهنا يتم علاجه نفسياً أولاً قبل إجراء أي جراحة له، ويضيف: أرى أن جراحة التجميل للرجل لابد أن تكون مقنعة، كأن يكون العيب الذي يريد إصلاحه الشخص لافتاً للنظر ويسبب له ضعف الثقة بنفسه.
النساء وراء سعي الرجال إلى التجميل
ويتابع: أحياناً النساء يكن السبب في سعي الرجل إلى جراحة التجميل، فهناك بعض الحالات كانت تحثهم زوجاتهم على اتباع حميات غذائية، وبعد فشلهم اقترحوا جراحة شفط الدهون، فالرجل أيضاً يحب أن يكون مقبولاً في عين زوجته، وهذا لا يمنع أن هناك العديد من الرجال مصابون بهوس التجميل، وهنا الطبيب الذكي لا يغامر بإجراء جراحة له، بل يحوله إلى استشاري أمراض نفسية، فهو غالباً لن يرضى بنتائج الجراحة لأن مشكلته نفسية في المقام الأول.
الرأي الطبي التجميل بين الإضطراب النفسي ونظرة المجتمع
من جهتها تقول الدكتورة أمينة الهيل: إن اضطراب الشخصية نتيجة اهتمام الفتاة أو الشاب وخصوصاً المراهقة بالشكل الخارجي في مرحلة الطفولة من الوالدين أو أحدهما أو تعرض الفتاة لانتقاد شديد بالنسبة للشكل أو الجسم، ومنهن من ترى أنها من خلال عمليات التجميل تستطيع أن تجذب الانتباه لها، وكذلك لا ننسى تأثير الأصدقاء ووسائل الإعلام، مما يثير شغف التجميل لديهم، وككلمة أخيرة لابد من البحث عن السبب الحقيقي لرغبة الفتاة أو الشاب في إجراء عمليات التجميل، فقد يكون السبب الحقيقي نفسياً، فحينها تحتاج الفتاة والشاب للمساعدة من اختصاصي نفسي.
وأضافت د. الهيل: إن التقليد للمشاهير وانعدام الثقة لدى بعض المراهقات سببان للجوئهن لعمليات التجميل، ولا ننس أيضاً الرسائل المبعوثة من خلال وسائل الإعلام التي بدورها تثير هوس تقليد المشاهير.
يقول استشاري الترميم والتجميل، الدكتور سعيد الكلداري، إن للمدارس والجامعات وأحاديث المجالس دوراً كبيراً في تشكيل فكرة الشباب عن العمليات التجميلية، فضلاً عن الفضائيات التي تنال نصيب الأسد في ذلك.
ويضيف: إن المواطن لا يرى في العمليات التجميلية سوى ما هو متعارف عليه متغافلاً وجود عمليات تجميل علاجية بالدرجة الأولى أكثر من كونها تحسين مظهر.
.
نسبة 25 % من راغبي عمليات التجميل في قطر
وأضاف: إن الرجال يشكلون ما نسبته 25 % من راغبي عمليات التجميل في قطر، وقال: «لقد أصبح الذكور ينافسون الإناث في عمليات التجميل كما يتضح من ارتفاع نسبة إقبالهم مقارنة بالأعوام الماضية».
ويتابع: «خلال الأعوام الأخيرة زادت نسبة إقبال الذكور حتى أصبحوا يشكلون 25 % من نسبة الإقبال على العمليات، وأكثر العمليات التي ينافسون بها الإناث هي تجميل الأنف، لتأتي بعدها كل ما يتعلق بالجسم كشفط الدهون وتحديداً منطقة الصدر، فقد يتحمل الرجل بروز بطنه، لكن في الغالب لا يحبذ انتفاخ الصدر.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.