الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-20

4:38 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-20 4:38 صباحًا

01-47

امجاور اغريبيل

منذ اربعة الاف سنة وهو عمر مدينة غزة كانت خلالها مطمعا للغزاة ومقبرة لهم .. ولم يخلو التاريخ من اسم غازي او مغامر إلا وكانت له مع غزة حكاية ، تارة تهزمهم وينتحرون على اسوارها ، وتارة ينتصرون عليها بعد خسائر جسيمة.

غزاها البابليون ، والاشوريون ، والمصريون ، واليونانيون ، والرومان ، والفرس ، ووقف اسكندر الاكبر ستة اشهر عاجزا عن كسر شوكتها . سميت بغزة من العزة والكبرياء والشموخ الذي اتصفت به عبر التاريخ .

لم يجرؤ اتباع النبي موسى على دخولها وفضلوا البقاء في التيه وخالفوا امر ربهم لان بها شعب الجبارين .

واحتاج الانجليز وحلفاؤهم إلى خوض ثلاث معارك ضد غزة ، لحقت  بهم  الهزيمة في اثنين منها ، وماكانوا لينتصروا عليها  في الثالثة لولا تحالف بعض العرب معهم .

هكذا كانت غزة حاضرة على الدوام ، تصنع التاريخ وتشارك في احداثه ، حتى استحقت ان تسمى بغزة الاجيال.

من موقعها استمدت اهميتها كملتقى للتجارة والقوافل وحلقة للوصل بين مصر والشام من جهة ، و الجزيرة العربية من جهة اخرى.

ولا زال هذا الموقع يثير شهية الجميع ويدفعهم للتامر ضدها بما فيهم العرب انفسهم .

 قال عنها نابليون انها بوابة فلسطين ، فلا احد يفكر في احتلال فلسطين قبل ان يلحق الهزيمة بغزة .

كل الحوادث التاريخية اثبتت ذلك ، ومانراه اليوم من صمود اسطوري لأهل غزة يؤكد هذه الحقيقة.

ويؤكد حقيقة اخرى وهي اننا خذلنا اهل غزة مثلما لم نخذلهم من قبل.

خذلنا اطفالهم ،  ونسائهم ، وشيوخهم ، وخذلنا انفسنا وكل تاريخنا …فلم يسجل التاريخ من قبل ان النخوة العربية كانت تسمح بما نراه يحدث من قتل وتدمير وتهجير وصل حد الإبادة.

صحيح ان الهزيمة لحقت بنا وخسرنا كل معاركنا تقريبا لكننا لم نخسر انفسنا يومها ابدا …

فاعذرينا ياغزة هذه المرة

فنحن الخاسر الاكبر ،

وانت الفائز الوحيد رغم كل ما لحق بشبعك من تقتيل وبارضك من خراب ودمار .

نحن الخاسر الوحيد لأننا خسرنا انفسنا بعد ان خسرنا احترام العالم لنا…..

غزة….

 لا تعولي علينا كثيرا، فكل ما يمكن أن نقدمه لك من مساعدة، هي الاستنكار، والتنديد، وفي أفضل الأحوال هو الخروج في تظاهرات ، نعود بعدها إلى بيوتنا وقد نسينا كل ما حل بك.

غزة… نحن أمة ضعيفة لا تملك شيئا من أسباب القوة، قرارها ليس بيدها وإرادتها فقدتها منذ زمن بعيد، وثرواتها منهوبة.

غزة..نحن امة تعيش في الماضي ولا علاقة لها بالمستقبل.

غزة …نحن امة تغضب اشد الغضب

لأمور في غاية التفاهة ، لكنها تغمض عينيها ولا تحرك ساكنا لو تعرضت للذل والمهانة….


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة