أزمة كل عام تتكرر في الجنوب الليبي.. لدغات العقارب وعدم توفر الأمصال وقلق من تسببها في وفيات خاصة بين الأطفال.
وفي هذا الصدد أعلن مستشفى الكفرة، أمس الخميس، وفاة الطفل عبدالكريم عبداللطيف بوبشير، 12 عاماً، جراء لدغة عقرب، وهي ثاني حالة وفاة مسجلة لديه بلدغات العقارب في العام الجاري.
وأكد المستشفى استقباله اليومي لحالات مصابة بلدغات عقارب في أقسام البالغين والأطفال على حد سواء، أغلبها تعاني من سمية عالية.
وكان مستشفى الشهيد عطية الكاسح في الكفرة قد أعلن في 26 مايو الماضي وفاة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات جراء تعرضه للسعة عقرب سامة، مشيرا إلى أن تسجيل العديد من الإصابات خلال الأشهر الماضية حيث بلغت 397 حالة تعرضت للسعة عقرب.
خروج العقارب
من جانبه أرجع مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، ارتفاع حالات الإصابة بلدغات العقارب لارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، وسرعة الرياح في بعض الضواحي.
وأعرب الناشط المدني، رمزي المقرحي، عن مخاوفه من استمرار نقص الأمصال اللازمة لعلاج اللدغات في أغلب مستشفيات الجنوب الليبي، مشددا على ضرورة عدم اقتصار الجهود على مطالبة السلطات بتوفير الأمصال المضادة للسموم، وأن تشمل مكافحة انتشار العقارب التي بدأت تتسرب إلى الأحياء السكنية.
وأشار إلى رصد خروج العقارب من أوكارها في فترة المساء، لذلك تكثر الإصابات المترددة على المستشفيات في هذه الفترة.
وأكد المقرحي ضرورة أن تكون هذه المعطيات حاضرة في برامج دراسية تستند إليها خطط السلطات لمكافحة انتشار العقارب، والقضاء عليها.
وفي سياق ذي صلة نبهت المسعفة وعضو جمعية الهلال الأحمر خديجة عنديدي في تصريحات صحفية، إلى ضرورة الحذر من لدغات العقارب، مشددة على أهمية تسليط الضوء على الموضوع لتأثيره على الصحة العامة.
وأشارت لاهتمام جمعية الهلال الأحمر بالتوعية بخطورة العقارب وسرعة اللجوء للمستشفيات وتدريب الأهالي على الإسعافات الأولية.
الفصد
وعلى الرغم من أهمية الإسراع بتلقي المصل في حالة الإصابة بأي لدغة، إلا أن نقص الأمصال في كثير من الأحيان دفع أهالي الجنوب إلى البحث عن وسائل بديلة لإنقاذ حياة المصاب، ومنها الفصد.
والفصد هو إحداث جرح غير غائر بأداة حادة، قريبًا من مكان لسع العقرب، ثم الضغط لإخراج الدم الفاسد، الذي يميل إلى السواد بسبب السم، ويستمر المعالج في الضغط حتى يعود الدم إلى لونه الطبيعي، ما يعني أن المريض تخلص من السم.
وفي هذا الصدد قالت عنديدي في تصريحات صحفية سابقة إنه “بالمقارنة بالأمصال غير الفعالة، فإن طريقة (الفصد) أكثر فاعليةً وأمانًا للمصابين”، مؤكدة أنه لم يتم رصد أي حالة وفاة مصابة بلسعات العقارب استخدمت الفصد.
توفر أمصال
وفي سياق آخر، استلم فرع جهاز الإمداد الطبي فرع المنطقة الجنوبية عدد 1000 مصل مضاد لسم العقارب، و100 مصل مضاد لسم الثعابين، بالإضافة إلى تسليم مستشفى الثورة بمدينة البيضاء عدد 100 مصل مضاد لسم العقارب، و50 مصل مضاد لسم الثعابين.
جاء ذلك بناء على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة المُشير خليفة حفتر وتنفيذاً لخطة واستراتيجية الحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد بتوفير الأمصال المضادة للمسموم للمؤسسات الصحية.
صيد العقارب
ونتيجة لانتشار العقارب في فصل الصيف وتصاعد المخاوف منها، يعمد سكان الجنوب لاتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية مثل رش المنازل بالمبيدات الكيماوية، أو نصب مصائد للعقارب.
فكرة نصب المصائد للعقارب، كانت فكرة لدى بعض الأهالي لاستثمارها في التعاون مع جهات مختصة في صناعة اللقاحات والأمصال.
ويعد سم العقرب يعد من أغلى السوائل في العالم، الذي يصل سعر الغرام الواحد في بعض من أنواعه إلى نحو 8 آلاف دولار، ويستخدم في تطوير عدد من الأدوية من بينها الأدوية المستخدمة في علاج الخلايا السرطانية.
ما بين محاولات السيطرة على انتشار العقارب في الجنوب الليبي والقلق من عدم توفر الأمصال والجهود البدائية لإنقاذ المصابين وبين اعتبار صيد العقارب مشروع اقتصادي يمكن أن يكون مصدر دخل هام لبعض المستثمرين، يبقى الهدف الأول هو حماية الناس من لدغات العقارب.