القديد إرث تاريخي ثقافي.. هو أكلة ليبية اعتمدت إحدى طرق تجفيف اللحم التي استخدمها الليبي القديم والتي تعتبر جزءًا من التراث الغذائي اليومي، القديد منذ القدم يُضاف إلى الأطباق المختلفة لتحسين النكهة والقيمة الغذائية.
القديد من الليبي القديم إلى الرومان والإغريق
انتقل القديد من الليبي القديم إلى شعوب الحضارات الرومانية والاغريقية حيث كان جزءًا من الرحلات العسكرية لجيوشهم ومن المؤمن الأساسية التي يحملونها.
كان الجنود الرومان والإغريق يعتمدون على القديد كمصدر رئيسي للبروتين لسهولة نقله وتخزينه ولقدرته على البقاء صالحًا للأكل لفترات طويلة دون الحاجة للتبريد.
القديد كان يستخدم كمخزون غذائي لفصل الشتاء، حيث كانت المصادر الطازجة للطعام نادرة. عملية التجفيف تسمح بحفظ اللحم لفترات طويلة دون أن يفسد، مما يساعد في تأمين الغذاء خلال الفترات الصعبة.
يعتبر القديد من أهم مؤن السفن في الحضارات الرومانية والإغريقية وجزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للبحارة لضمان حصولهم على التغذية الكافية خلال الرحلات الطويلة.
القديد لدى الليبي القديم
كانت أساليب تجفيف اللحم تشمل تعليقه في الهواء الطلق مع استخدام الملح لحفظه.كانت هذه الطريقة فعالة في منع نمو البكتيريا والحفاظ على اللحم صالحًا للأكل لفترات طويلة، كان أيضاً الغذاء الرئيسي للقوافل التجارية.
القديد بعد دخول الإسلام إلى ليبيا
أصبح للقديد طقوس مختلفة حيث تحول إلى عادة وعرف خلال عيد الأضحى، يتم ذبح الأضاحي واستخدام أجزاء من اللحم لصنع القديد ويتم تخزينه واستخدامه عام كاملاً حتى يهل عيد الأضحى الذي يليه.
ويعتمد الليبيون طريقة موحدة في كل البلاد في تقديد اللحم أو تجفيف اللحم وهي تقطيع اللحم إلى شرائح رفيعة، ثم تُفرك شرائح اللحم بالملح وبعض التوابل مثل الكركم والفلفل الحار، تُعلق شرائح اللحم في الهواء الطلق لتجف تحت أشعة الشمس، وتستمر هذه العملية لعدة أيام حتى يصبح اللحم جافًا تماما ثم يسخن الشحم الجاف حتى الذوبان ويضاف له قطع اللحم ويطهى جيداً ويتم تخزينه.
القديد في الطقوس الدينية
القديد من الأكلات الليبية الأساسية في الطقوس الدينية حيث ارتبط تصنيعه بعيد الأضحى، كما اشتهر يوم عاشوراء بأكلة الكسكسي بالفتاشة كوجبة رئيسية في هذا اليوم والفتاة يستخدم فيها النصف الأمامي من لحم الأضحية يتم تجفيفه خلال أيام العيد وطهيها في هذا اليوم ، ويشتهر أيضاً إفطار عيد الفطر بوجبة المقطع وتعرف أيضاً بـ رشتة برمة وهي تشبه المعكرونة وتطهى بالقديد.
القديد في ثقافات أخرى
يعرف بالباسطرما في مصر وتركيا وأرمينيا يتم تتبيل اللحم وتجفيفه مع خليط من الثوم والتوابل، ويُعتبر من المأكولات التقليدية.
يعرف في أمريكا الشمالية البيف جيركي ويُعد مشابهًا للقديد الليبي، حيث يتم تجفيف اللحم وتتبيله بتوابل مختلفة.
مايعرف لبيلتونغ في جنوب أفريقيا هو نوع آخر من اللحم المجفف، ولكنه يُحضر باستخدام خلّ التفاح وبعض التوابل الأخرى مثل الكزبرة والفلفل.
القديد هو وجبة النجاة من الجوع في حالات كثيرة ومخزون الأمان لدى الليبي القديم إرث تتوارثه الأجيال ممتد ومتواصل منذ ألاف السنين.
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.