في مثل هذا اليوم قبل عشرة سنوات اغتيلت الحقوقية والمناضلة الليبية سلوى بوقعيقيص في مدينة بنغازي وخطف زوجها بعدها كان ذلك يوم 24 يونيو عام 2014 من قبل مسلحين مجهولين.
كانت سلوى قد تعرضت للاغتيال فور إدلائها بصوتها في انتخابات مجلس النواب 2014 وظهورها على قناة النبأ التي كانت تديرها أطراف نافذة في تيار الإسلام السياسي، سلوى خلال المداخلة ترافقها أصوات الرصاص.
بعد هذه المداخلة مباشرة اصيبت الناشطة السياسية بأكثر من 11 رصاصة استقرت إحداها في الرأس مُباشرة، كما وتعرضت لعدة طعنات في عدة أماكن من الجسم.
كانت جريمة اغتيالها واحدة من ضمن سلسلة اغتيالات عديدة شهدتها مدينة بنغازي بشكلٍ مستمر للنشطاء المدنيين والسياسيين والإعلاميين والحقوقيين، بحيث أصبحت تلك الفترة تمثّل كابوسًا حقيقيًا للمدينة وسمت بفترة طيور الظلام.
كانت سلوى تشغل منصب نائبة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني واحدى مؤسسات منبر المرأة الليبية من أجل السلام في مدينة بنغازي حتى اغتيلت يوم 25 يونيو من العام 2014.
كانت سلوى تعرف بمواقفها الثابتة والداعمة للعملية الديمقراطية ودفاعها اللافت عن قضايا حقوق الإنسان وداعيةً لتحقيق السلام في جميع أنحاء ليبيا.
كانت سلوى ضمن المعتصمين الأوائل أمام المحكمة المطالبين بمعرفة مصير شهداء أبو سليم، وظلت حاضرة منذ بداية الثورة، بصفتها محامية وناشطة سياسية وحقوقية ليبية.
كانت سلوى أحد مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وكانت وراء ترشيح عدد من رموزه، ثم شغلت منصب نائب رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، ولم يكن لها هدف سوى قيام الدولة المدنية وقيام ديمقراطية الحكم والقرار. وعندما تعالت أصوات وأفعال الرافضين للدولة المدنية، وارتفعت الرايات المتطرفة ، أسست (ائتلاف 17 فبراير) الجسم الذي كان يدير شؤون بنغازي رفقة آخرين بينهم الناشط المغتال عبد السلام المسماري.
كانت سلوى رافضة للصمت حتى بعدما بدأ رفاقها يسقطون برصاص الرافضين لقيام الدولة المدنية غير التي يريدونها، بل ارتفع صوتها منددة، واصبح حضورها في مختلف المناشط أمرا افتراضيا. فظلت طوال السنوات الثلاثة التي أعقبت ثورة فبراير أيقونة الثورة بحق. إلى أن اغتالها ملثمون في منزلها يوم 25 .6. 2014.
ولدت سلوى سعيد بو قعيقيص في مدينة بنغازي في 24 .4. 1963. تخرجت في الجامعة الليبية بليسانس من كلية القانون، وامتهنت المحاماة، وتواصلت مشاركاتها المدنية والقانونية، حتى تولت منصب نائب رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني الذي تشرف عليه الحكومة الليبية لإجراء مصالحة وطنية شاملة.
كانت سلوى قبيل اغتيالها عبر محطة تلفزيونية ليبية خاصة كشاهد عيان على الاشتباكات التي جرت بين الجيش النظامي ومليشيات ملثمة في محيط منزلها بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي. وصبيحة يوم اغتيالها اختتمت آخر عمل لها بالمشاركة بالأدلاء بصوتها في الانتخابات التشريعية. حيث نشرت على فيسبوك صوراً لها وهي تدلي بصوتها في مكتب اقتراع.
كانت سلوى أيقونة لمدينة بنغازي ورصاصة الغدر لم تستقر في جسدها بل في جسد بنغازي التي عشقتها حتى الموت، شيعتها جماهير بنغازي وإعلاميون ونشطاء سياسيون وحقوقيون وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني، يتقدمهم رتل عسكري في جنازة مهيبة، ووسدت ثرى مقبرة الهواري 27 .6. 2014.
هذا المحتوى تم رصده وجمعه من عدة وكالات
الوسط..هيومن رايتس واتش..العرب اللندنية..الجزيرة..وال