في عام 1963، وُلد الصديق ابريك بودوارة المغربي في مدينة المرج . من هنا بدأت رحلة حياة مليئة بالشغف والمعرفة. نشأ في بيئة تُعلي من قيمة التعليم، فكان يترقب المستقبل بأمل وطموح. حصل على درجة البكالوريوس في الزراعة، تخصص اقتصاد زراعي عام 1988. ومع ذلك، لم تكن الزراعة سوى البداية.
أدرك الصديق أن العلم هو السبيل الحقيقي لفهم الماضي وبناء المستقبل، فقرر متابعة دراسته في مجال التاريخ. حصل على ماجستير الآداب في تخصص التاريخ القديم من جامعة عمر المختار عام 2007، ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل واصل حتى نال درجة الدكتوراه في التاريخ القديم من جامعة بنها بمصر عام 2015.
التعليم والإعلام
انطلق الصديق في مسيرته المهنية كأستاذ للتاريخ القديم في جامعة عمر المختار في الجبل الأخضر، مدينة البيضاء. درَّس أيضًا في جامعة السيد محمد بن علي السنوسي، مُقدماً دروسه ومعارفه لجيل جديد من الطلبة.
لكن شغف الصديق لم يكن محصوراً في جدران الجامعات. فقد تقلد العديد من المناصب الهامة، حيث كان مدير مكتب شؤون اللجنة لكلية الزراعة بجامعة عمر المختار، ثم المدير الإداري لكلية الزراعة، ومدير مكتب الإعلام الجامعي.
الصديق والقلم
لم يكن التعليم هو المجال الوحيد الذي برع فيه الصديق. فقد كان له دور بارز في مجال الإعلام. عمل مديرًا لتحرير صحيفة أخبار الجبل عام 2000، وشغل منصب مدير إدارة البرامج بإذاعة الجبل الأخضر المحلية من 1998 إلى 2007. كما تولى رئاسة تحرير صحيفة “قورينا” اليومية في بنغازي من 2007 إلى 2011، وأصبح أول رئيس تحرير لصحيفة “برنيق” بعد أول انتخابات تجرى في ليبيا لاختيار رئيس تحرير بعد عام 2011، رئيس تحرير مجلة الليبي الثقافية الصادرة عن مؤسسة الخدمات الإعلامية بمجلس النواب الليبي .
مؤلفاته
للصديق العديد من المؤلفات التي تركت بصمة واضحة في الأدب والتاريخ. فقد نشر مجموعات قصصية مثل “شجرة المطر” و”آلهة الأعذار” و”يُحكى أن”، بالإضافة إلى روايات مثل “منساد” و”الكائنات”. لم يكن الأدب وحده ما شغل قلمه، بل كتب أيضًا مقالات سياسية واجتماعية في “موسوعة الجهل النسبي”، واستعرض تاريخ الشعر الشعبي الليبي في “دكتاتورية الوجع”.
مؤلفات قيد النشر
المدافن والطقوس الجنائزية في قورينا في العصرين الإغريقي والروماني كتاب تاريخي رواية قبل الميلاد رواية أول عباس وكتاب الحجر نصوص أساطير أم الجراد الأولى قصص، المواطن 7000 مجموعة قصصية. و رواية نياندرتال.
الجوائز والتكريم
تقديراً لإبداعاته، حصل الصديق على جائزة أحسن نص مسرحي في ليبيا عام 2010 عن نص “صبايا أولاد أهلال”، كما نال جائزة السعفة الذهبية الجزائرية عن نفس العمل بعد عرضه في الجزائر عام 2012.
إشراف ومساهمات علمية
أشرف الصديق على خمس رسائل ماجستير في التاريخ القديم في جامعة السيد محمد بن علي السنوسي، ولا يزال يُشرف على ثلاث رسائل أخرى. كتب العديد من الأوراق البحثية التي تناولت مواضيع متنوعة مثل حقوق ومكانة المرأة في الحضارات القديمة والأصول الأولى لسكان المغرب القديم.
من خلال حياته المتنوعة وإنجازاته المتعددة، يُعتبر الصديق ابريك بودوارة المغربي مثالاً للشخص الذي يجمع بين العلم والأدب، وبين التعليم والإعلام، ليكون بذلك رمزاً للمعرفة والشغف. في كل خطوة يخطوها، يترك بصمة تخلد اسمه في سجل الزمن.