تأنّا ، والطريق آمان….سواعد دوم تبنيني
إلى مثلي الأعلى أبي رحمة الله عليهى
والى روح امي الطاهـــــرة رحمها الله
وإلى أم إمحمد ومنصور
وإلى كل من شجعني أو مد لي يد العون
لولادة ديواني الأول (( حناطة ))
اهدي شموع عمري
مع عميق ودي أحمد جلنقة
هو شاعر المحكية المهتم بالتراث الشعبي والعضو الدائم في منظمة ليبو للتراث والأصالة ليس لأنه كان موظفا بالمركز الوطني للمأثورات الشعبية سابقًا ولكنه ابن بيئة ليبية أصيلة تعيش التحضر لا المديَنَةِ فأدرك مذ شب عن الطوق وصحبته موهبته الشعرية واقترابه من شعراء لقبيلته تركوا أثرهم في كلمته المحفوظة عنهم وأفكار قصائده فيما بعد مرسخين تاريخ الجهاد الليبي تارة عبر قصائدهم وأخرى مصورين حياة بسيطة قوية في آن بقيمها المجتمعية واحترامها لتعاليم الدين ومقومات العرف الليبي القانون الجامع تحت مظلته كل الليبيين .
أحمد إمحمد أحمد جلنقة الجماعي شاعر المحكية ولد في سبها 1962 ، الجلنقة امتداد لأهم الشعراء الشعبيين كعبد المطلب الجماعي .. والمؤرخ الشاعر الدكتور محمد برهانة .. تثبيتا لدوره المستمر عن جيل سبقوه في حفظ التراث الليبي مادي ولفظي وعيني .. سبق أن كان مدير فرقة شباب الصحراء للمسرح والموسيقى بسبها ورئيسًا للجنة الإعلامية لمهرجان ( أيام سبها الثقافية ) في دورتها الأولى وظل رئيسًا للجنة الإعلامية الدائمة لمهرجان أيام سبها الثقافية – وحيث كان أيضا نائبا لرئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان أيام سبها الثقافية 2012 م
تذكر وطن حبيته .. وكم حبك
مع طلعة خيوط الشمس يدعيلك
بناسه وشجره وخيره
يقولن ياسلام سلم
مع موجة ترافق فيك كيف ظلك
ويدعنلك سلام ويحفظك ربك
ويدعنلك : سلام ويحفظك ربك
طريق تقلك اتجيبك
سلام سلام .. ياصاحب ..
سلام سلام .. ياناسي
سلام لكل شايفني وسامعني
سلام الوطن ليكم قال :
تأنّا ، والطريق آمان
سواعد دوم تبنيني
تفرحني علي ميلاد
ونبكيها بعد فرقة بلا ميعاد ..
على غالي عزيز وغاب
تطول هذه القصيدة كما رحلته الحياتية الإبداعية والعملية .. فهو المهجوس نعم بالموروث وشاعرالمحكية المعروف في كافة المحافل بطريقته الإلقائية المتميزة بالهدوء حتى أثناء مناجاته للوطن عبر الأماسي العديدة التي يدعى إليها سواء في سبها حيث ولد وعاش عمرا وكون أسرة وأثبت ملامح هواية وهوية رسخهما إبداعا في كل موقع تراثي عمل فيه أو أسسه أو عاصره زيارة ومعارف .. أو حين انتقل للعيش بين العائلة الكبيرة في الجفرة 2013 م وضمتهم مدينة هون الحضارية المهمة بين المدن الخمس المكونة للجفرة بتاريخ مدنها تلك العريقة القديمة المتجددة .. وعرفه جمهور الأدب والإبداع في أماسيه بطرابلس وبنغازي .. وحين نشر ديوانه الأول :
حناطـة
صدر ديوان حناطة عن دار الجابر للنشر ، وهنا يأتي سؤل عن معنى الكلمة الليبية الأصيلة التي تعودها الشارع الليبي تغزلا رقيقا لفتاة لونها حنطي بسمرة الأرض .. قال : نقصد بيها الحاجة الحانطة يعني الحلوة وهنا رمزت بيها البنت الليبية .
ونحن في بالنا وأنا بالذات من قدمت له هذا الديوان خطرت لي الحناطة في ليبيا في لهجة أهلنا في الشرق .. مرادفة (حانطة) تعني معتدلة بين الرزانة وخفة الدم .. لذيذة كأكلة مستساغة المذاق .. عكس ( سامطة) أي أكلة ملحها خفيف فلا تستاغ أما دول الشام هي الحنطة المصبوغة بلون الأرض حنطي لا أسود مدلهم ولا أبيض وهكذا بشرة البنت الجنوبية الليبية .. وهو في قصيده عن البنت الليبية الحانطة قال :
من غيرها أم العيون الناعسة
أم الخطاوي الراسخة
العفيفة .. الطاهرة
بنت الوطن .. من غيرها ؟؟؟
وتعرف انه مستحيل
غيرها يبقى غلاك
نشرت قصائد شاعر المحكية ( أحمد جلنقة ) في صحيفة المأثور الشعبي كما صحيفة الشرارة بسبها .. والموقع الأدبي الإلكتروني المهم بلد الطيوب لم يستثني قصائد المحكية ونشر عددا من أعمال جلنقة .. وكذا موقع ديوان العرب الإلكتروني .. ونشط للكتابة والنشر عبر مواقع ومدونات إلكترونية مختلفة .
# عمليا ووظيفيا كانت بصماته وتأثيره العلمي على درجة من الأهمية حيث تحصل على عديد من الشهادات العلمية أهلته ليكون مديرا لمؤسسة دار الحكمة للتعليم الاساسي .. وفي رحلة البحث عن الذات تحصل على دبلومة اللغة الإيطالية وأجاد الإنجليزية مع لغته الأم .. ولم يحلق به الخيال فحسب ليلتقط من السحاب الصور والأخيلة في قصائده بل تعلم تقنية الطيران متحصلا على دبلومة تؤهله ليحلق فعليا بين السحاب والأرض … ومواكبة لعصر التقنية حرص على خوض دورات متقدمة في الحاسوب وبرامج الميكروسوفت وكلها ليسقطها عمليا أداءً وظيفيا مميزا لكونه :
– رئيسا لاجنة حصر واسترجاع المباني المملوكة للدولة والتابعة لوزارة الثقافة ببلدية الجفرة .
– وسبق أن تولى كمدير .. إدارة المراكز الثقافية وبيت الثقافة بالجفرة في مكتب الثقافة والتنمية المعرفية الجفرة
– وهو للآن 2024 م مدير مركز البحوث والمعلومات والتوثيق فرع الجفرة .
ختاما .. سأختم سيرة شاعر المحكية الذي اختلطت حنطية لونه برمال سبها والجبال السود في الجفرة ولحاء النخيل هنا وهناك وطعم اللاقبي الطازج .. أختم بسطر أخير أنهيت به مقدمتي لديوانه الأول حناطة في 14/ يناير / 2022 م دافعة هذا الساحر لمزيد من العطاءات متمنية أن يظل معين سلسبيل الشعر ممتلئا بالعذب لا بالعذاب ..
” الله الموفق .. مع مزيد البوح الحلال .. فسحر الكلام ياشاعري صنع بسحرك”
جمعت السيرة عن صاحبها وبعض المصادر
عفـاف عبـد المحسـن
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.