تشكو العديد من المناطق والمدن الليبية من أزمة خانقة في الكهرباء، وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي، وتأتي مدينة بنغازي على رأس قائمة هذه المدن، حيث تعاني انقطاع شبه كامل في الكهرباء منذ نحو أسبوع الأمر الذي يعيق حركة وحياة المواطنين في المدينة.
أزمة بنغازي
وأرجعت وزارة الكهرباء في الحكومة الليبية المشكلة لحدوث أضرار في كوابل تغذية رئيسية بين محطتي شمال بنغازي وحديقة الشعب نتيجة أعمال حفر، ما أدى إلى فصل التيار الكهربائي عن معظم أحياء شرق المدينة، وذلك حسب بيان نشرته صفحة الحكومة المكلفة في موقع التواصل الاجتماعي الإثنين.
وأشار البيان إلى مباشرة شركة أجنبية أعمال إصلاح هذا العطل أمس، وذلك بعد اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير المواد والأجهزة اللازمة لأعمال الصيانة؛ هذه الإجراءات جاءت بعد توجيهات مباشرة من رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، الذي حرص على متابعة المشكلة بنفسه.
ورغم أن الشركة أكدت أنها تمكنت من ربط محطة حديقة الشعب بمصادر تغذية مؤقتة جديدة لإعادة التيار الكهربائي بشكل مؤقت لأحياء المدينة، إلا أن مناطق عدة في بنغازي يعيش سكانها في إظلام تام يرافقه انقطاع للمياه.
توريدات معدات كهربائية
تأتي أزمة الكهرباء على الرغم من إعلان الشركة العامة للكهرباء بطرابلس استمرار التوريدات ووصول المعدات الكهربائية المختلفة بشكل دائم إلى ميناء طرابلس ومنها إلى بنغازي وباقي المدن الليبية على دفعات.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، نقلت الشركة العامة للكهرباء منذ قليل فيديو مباشر من ميناء طرابلس البحري لوصول شحنة من المواد والمعدات الكهربائية المخصصة للمشاريع الاستعجالية التي تنفذها الشركة بمختلف مناطق البلاد.
وأكدت الشركة وصول العديد من الشاحنات التي سيتم وضعها في مخازن الشركة لتوزيعها على مختلف المناطق التي تحتاج لحل أزمة الكهرباء.
وأشار المسؤولون إلى وجود العديد من المشاريع التي تزيد عن 100 مشروع التي تعمل شركة الكهرباء على تنفيذها بشكل عاجل في مختلف المناطق، سواء الجاري العمل عليها أو الذي تعتزم الشركة البدء في تنفيذه.
وعلى الرغم من تأكيد الشركة أنها تقوم بتوريد المعدات للمدن التي تحتاج لحل الأزمة لديها، إلا أن الغموض لا يزال يلف التوريدات، وسط شكوك حول شبهات فساد، استنادًا إلى انقطاع الكهرباء لعدة ساعات، ليس عن بنغازي وحدها إنما عن عدد من المدن والمناطق في شرق البلاد وغربها وجنوبها أيضاً.
فساد شركة الكهرباء على مكتب النيابة
في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى اندلاع حريق في مخزن شركة الأعمال الكهربائية جنوب طرابلس، في 10 مارس الماضي، وكشف تحقيقات النيابة أن الحريق كان متعمدًا حيث يهدف لإخفاء وقائع اختلاس.
واتهمت النيابة مسؤولو الشؤون الإدارية والتجارية والمخازن والأمن والسلامة، واثنان من القائمين بأعمال الحراسة في الشركة، حيث أنهم وضعوا مواد قابلة للاشتعال في المخزن.
وبينت النيابة أن الخسائر قدرت بنحو 179 مليون يورو، مشيرة إلى أن تعمد إضرام النار سبقه واقعات اختلاس بعض مواد المخزن.
معاناة مدن مختلفة من الكهرباء
في الغريفة كشف مسؤول مكتب الإعلام في البلدية فرج المرابط، عن تردي الأوضاع العامة داخل البلدية ومعاناة المرضى وتضرر المحاصيل الزراعية بسبب انقطاع متكرر للكهرباء يصل لساعات.
وأوضح المرابط أن شبكة التوزيع وخطوط نقل الكهرباء قديمة، ومحولات الكهرباء بحاجة إلى صيانة دورية، والتي لم تُجرى منذ سنوات، مؤكدا عدم استجابة الحكومة لمناشداتهم.
أما زليتن فخرج أهالي الفرع الشرقي من المدينة منددين بتكرار انقطاع التيار الكهربائي، حتى وصل بهم الأمر لمنحها أسبوعا أو اللجوء إلى إجراءات والتصعيد.
وجاء هذا التنديد في تجمع قام به شباب المنطقة الشرقية في زيلتن أمام شركة الكهرباء، رافعين لافتات تستنكر انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في ظل الحرارة المرتفعة.
وفي الجنوب لا يختلف الأمر كثيرا، فليس ببعيدة الشكاوى من خروج العقارب من جحورها بسبب ارتفاع الحرارة وانقطاع الكهرباء لساعات طوال.
ما بين ادعاءات شركة الكهرباء والواقع الذي يعيشه المواطن في شرق البلاد وغربها وصولا إلا جنوبها تبدو الهوة كبيرة، فالوعود باستقرار الشبكة وتطويرها وتوفير التيار دون انقطاع، تكذبه ساعات الانقطاع الطويلة وفساد المحاصيل الزراعية وشكاوى المستشفيات ناهيك عن أوضاع المواطنين في المنازل.