الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-19

6:32 مساءً

أهم اللأخبار

2024-09-19 6:32 مساءً

01

عفاف عبدالمحسن

جنون أنا .. عالمي موطني

ومنفاي.. حيث احتكار القلم

وحرفي إذا لم يكن نابضـــــا

فلا شــأن لـي باكتناز الحلــم

وللحزن بـي لــذة لاتنــــــــام

مسهــدة فـي بـــراح الألـــــم

لأن القراءة الثانية لكتاب ليست بالضرورة خلخلة للمحتوى الذي أراده المؤلف شاعر أو قاص أو روائي أو معد مسرحي أو كاتب لرواية مسرحية متكاملة فأنا اليوم وقع بين يدي وسأقول وقعت ( هالة لبدر آخر ) إصدار أول وخطوة أولى لشاعر هو الآن في مصاف الكبار بدأ الرحلة صغيرا وولد إصداره الأول  في 2009 الشاعر الشاب يوسف مصطفى عفط .. ديوان رقيق كهالة وردية لبدر منتصف الشهر دسم كإطلالته على حلكة سماء تبتسم حين يحنو عليها شاعر متغزلا بمزيناتها التي هجرها العشاق في زمن ((الإنترنيت والموبايل )) نجمة وقمر وكواكب أخر ومطر , وها يوسف أعاد لها غنجها حين غازلها في بدرها المطل بهالته بثلاث وعشرين قصيدة منها (( شمعة , رباعيات في حبيبتي , بركان شك , واحر قلبي , سأزوركم , بعيدا عنك , براءة , صفر على شمال الحب , ورسالة إلى أمي …… )) أهدى الديوان بشكل ناعم بكلمة واحدة احتوت كل الكلام المتاح قال فيه ” إليـــــــك ” وكف عن بوح آخر إلا بوح قصائده الثلاث والعشرين .. أقيم للديوان حفل توقيع راقي جدا وكان الحضور ممتن لروح المحبة التي كسرت قاعدة متعارفة تقول (( صاحب مهنتك عدوك )) إذ صدر الشاعر الشاب ديوانه بشكر وتقدير لثلة من الأصدقاء رفقاء دربه الذين كانوا عونا وسندا له كما لم ينس فضل من وقفوا جانبه من الكبار في حياته من غير أسرته  , وهم الأستاذ الفنان والشاعر أمين رابطة الفنانين محمد الأمين , والكاتب الصحفي محمد حديد وجمع من الشباب الشعراء : محمد مصطفى الزليطني , نوري عبد الله القائد , سليمان أحمد بن رمضان , علي مفتاح قرقد ولأن من الصعب أن يعترف إنسان عادي يشعر بنجاح في لحظة ما .. بفضل الآخرين عليه كان شاعرنا من الشفافية بمكان بحيث قدم للجميع الشكر عرفانا بمساندتهم .. كما لم يستأثر بحفل التوقيع على ذاته فقط بل كانت أمسية شعرية بدأها الشعراء الحضور بنصوص لهم مرحبين بالمولود الأول لزميلهم يوسف عفط وهم صابر الفيتوري , عفاف عبد المحسن , عصام الفرجاني كل أتى من مدينته الزاوية . بنغازي . طرابلس .. ليلتقوا في ذات الرمال مصراته .

أذكر أن أمسية التوقيع قدمت شاعرا تغلغل بقوة امتلاكه لمرادفات لم يسبقه إليها أحد من مجايليه ولأنني كنت بحديثي مع الشباب من عمره سواء الكتاب أو الإذاعيين أصدم بلغة الحداثة التي يريدون أقحامها حتى في الكتابة الأدبية بتمييع الكلمات وانتقاء الأقرب للهجة أو حشر اللهجة وإن لم يكن من داع لوجودها هنا أو هناك في النص أو المادة البرامجية وجدت أن شاعرنا الشاب التزم بقوة اللغة العربية ورصانة الكلمات المختارة تتناسب والأخيلة الجاعلة من النص وحدة موضوعية متكاملة الأركان بمقاييس أصحاب الشعر المقفى .. كما أضاف حفل التوقيع يومها إذاعي ممن يؤمنون بضرورة امتلاك أهم أدوات الإذاعي أي اللغة وسلامة الإلقاء وسلاسة المخارج هو ضمن ثلة رفاق الموهبة والهواية الأدبية والمسرحية والإذاعية للشاعر صاحب الهالة المنيرة لبدر سطع فأثمر أكثر من بدر بجانبه يحلقون في سماء الساحة الأدبية الليبية (( خريج جديد من كلية الإعلام جامعة مصراتة محمد حديد هو الآن في 2024 إعلامي مهم بصيته وقدراته )) .. وحيث أنقب في الكتاب ومحتواه هو من القطع الصغير لكن القارئ فيه بتأني قد لا ينهيه في يوم بل يتمعن في كل قصيد ليعيدها مرة وأخرى وثالثة .. أسرد أحداثا حضرتها آنذاك خلال توقيع الديوان في مصراته بباحة الجامعة حيث الحضور المتخير بعناية تمكنه من الاستمتاع أي الشاعر حين يلقي فتتبين النتائج في العيون وتمايل الرؤوس المستهامة مع المعاني كما النقلات بين التنوع والإثراء وتمايز القصائد وطريقة كل شاعر من الحضور المحتفي بزميلهم مع ماهية كتابة الشعر حرا وتفعيلة وعموديا ومقفى .. فختم المحتفى به وبديوانه هالة لبدر آخر بقصيدتين فقط أولاهما لصاحبة القلب الكبير وسبب وجوده في هذه الحياة الداعمة لقلبه عبر قصيدته رسالة إلى أمي ثم ألقى الثانية صفر على شمال الحب والتي يقول في بعض أبياتها : 

شرحت لك القصيد لتفهميني  .. كتبت مواجعي سطرا فسطرا

ولكن فهمك المحدود يكفـــي  ..  فزدت جهالة فازددت قهـــرا

ولو أدركت مابي من جنــون  ..  لصنت محبتي فعلـوت قـدرا

وعيبك أن قلبك صار قبـــــرا  .. وعيبي أنني أحببت قبــــــرا

دعي الأعذار ليس لديك فيها ..  هل الأموات يحتاجون عــذرا

ألا ليت الجوى ينزاح عنــــي .. فقد حملـت مذ أحببـــت وزرا

وكنت على يمين الحب ألفا .. فصرت على شمال الحب صفرا

وما أفادني وعنيت أن أدرجه أو بعضه للإفادة كما لم تمر الجمل عليَّ جزافا بل تمعنتها متأملة أن يأخذ بها النقاد أو بعضهم ممن ينتهجون الهجوم غير الموضوعي .. ماورد في تقديم الكتاب للأستاذ أبو القاسم اقزيط قال في جزئية مهمة منــه :

وإذا كان هناك من كلمة أهمس بها في آذان جيل الأباء بصفتي أستاذا جامعيا متخصصا في علم النفس وهي أن الإبداع ينمو في ظروف مثبطة فالمبدع في بداية طريقه الإبداعي يجب أن نواجهه بالنقد المتطرف والتقييم الجائر الذي لامحالة سيخنق هذه الموهبة في مهدها ويدخلها داخل قمقم يصعب عليها لاحقا الإفلات منه .. لذلك ولكي نشجع المناخ الإبداعي فإنني أقترح أن نتعامل مع المبدعين الشباب وفق الآتي :

–     الامتناع عن النقد والاكتفاء بالنقد الاحتفائي في المراحل الأولى خاصة .

–     أي محاولة للانطلاق يجب تشجيعها والترحيب بها .

–     ليس المهم كيفية الأفكار في البداية بل الكم والكيف سيأتي تلقائيا .

إن الإنسان المبدع عليه أن يمشي دائما على ذلك الخيط الرفيع بين التمادي والانكماش .. التمادي ذوبانا في مجموع مجتمع الـــــ ” نحن ” مما يفقد الذاتية المبدعة والانكماش لوذا بالذات من الــ ” نحن” متى تصبح الــ ” أنا ” جسما غريبا وملفوظا يخيل لي دائما إذا قرأت شعرا أن قائل الشعر شاب أو أن هذه القصيدة قالها أيام الشباب يبدو لي لأن الشعر هو ابن شرعي للانفعال والعاطفة وهو بذلك أي الشعر هو أقرب للشباب منه ( للعواجيز ) أو هو أقرب إلى الروح الشابة وإن طال بها العمر..

ولأنني أقول إن نصف القصيدة هو إلقاؤها الجميل المبين لروحها ومغازيها .. ربما ورد هذا في ذهن الشاعر أو عبر مشورة من أحد الداعمين ولأنه صاحب صوت قوي مؤثر فعلها بأن أهدى مع الديوان الورقي ديوانا مقروءً بصوته عبر قرص مضغوط احتوى الثلاث والعشرين قصيدة .. كما ولد في حفل التوقيع ديوان لشاعر وشاعر امتلك أدواته بقوة وتمكن  .. لتحظى به الساحة الأدبية ولأنه حقيقي كان النماء الأدبي والفني متصاحبان في حفل التوقيع الذي مهر تحت سماء مدينته مصراتة وعلى بسيطة القلعة العلمية جامعة مصراته ( السابع من أكتوبر سابقا )  “يوسف عفط”  كان النجم مع هالة البدر المشعة عبر ديوانه الأول أخضر الغلاف فمهد بالاخضرار دربا لمخرج مسرحي شاب أعد مسرحيتة المعنونة بــ (( على الهامش )) عن المسرحية المعنونة بـ ( المزبلة الفاضلة للكاتب السعودي عباس الحايك ,  وأخرجها وقدمها مع مجموعة من الشباب الجامعي  منهم من يعتلي الركح لأول مرة وقدموا عملهم المتكامل مع مخرجهم ( عبد الوهاب الحداد ) وهم مقتنعون تماما أن اللغة العربية أرقى ما يمكن أن يقدمه المسرح أستاذ الشعوب للجماهير المتابعة وقدرتها البلاغية ومفرداتها القادرة على الإقناع وجذب الانتباه .. مهدين عملهم المسرحي لصديقهم الشاعر يوسف عفط احتفاءا مميزا بهالة لبدر آخر .. والحقيقي في ذاك اليوم كما أذكر أنه تميز بأكثر من بدر وبنجوم زينت ثوب الليل الشاعري بزركشات الكلام المنمق البديع .

وألملم ما بدأته وقد أردته خلخلة للديوان وما ورد فيه فوجدتني أعد  قراءة تبيينية للتفريق بين الثمين .. والغث الذي نقرؤه في السنوات الأخيرة هذه لأدعياء التأليف الثقافي والأدبي والبحثي والتنموي وللأسف حتى الشعري .. من تجميع من كتب لمؤلفين أو لملمة لكلمات ورصفها أدت أو لم تؤد لمعنى حقيقي .. هي أفكار لكتاب كبار أرهقهم التفكير في صوغ الفكرة معنا للقارئ الراغب استزادة معرفية وسلبوها بسلاسة نصاب محترف لا يخجله أن يسند له فضل صفة أو فكرة هي في الأصل ليست له ولا يمت لها بصلة .. أما عن الديوان القيم رغم كونه مولودا أول .. وصاحبه سأختم بأروع مختصرات القصيد التي كتبها والتي استشعرتها كناية عن كل إنسان يحترق فعلا عطاء خيرا كي ينير دروب الآخرين .. تقول أبياتها الأربع :

شمعـــــــــــــــــــة

برغم احتراقك في كل حيـــــن

برغم الدمـــوع التي تذرفيــن

تظلــــين وقــادة في هـــــدوء

تبثـــن ضــوء علــى الآخرين

مع ودي لكل مبدع بلا أن يكون النقد وجعا بل ولعا بالنص ماكان وقراءة أخرى مجيدة تثري ولا تهري وخلخلة لتركيبة تضعف ورفدها من الناقد الودود بأخرى تقيم صلب المعنى فنكون عضدا للوافد الثقافي المنتظرينه في كل حين داعما للساحة الثقافية في ليبيا.


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة