الفنان السوري الليبي الأصل ياسين بقوش الذي وفى لدمشق بما عاهدها عليه، بعد أن قطع على نفسه وعدا أن لا يغادر سوريا إلا إلى الموت.. فما قصته !
ليبي بثياب دمشقية.. قصة من الخيال
مع ظهور التلفزيون في الوطن العربي وانتقال الصورة بين أقطاره استطاع المشاهدون في كل بقاعه أن يطّلعوا على الأعمال الفنية القليلة التي كانت تنتج في البدايات، وصارت تلك الأعمال تتنقل بين محطاته، ولا سيما السورية منها كأعمال دريد لحام ونهاد قلعي التي امتد نجاحها إلى مختلف أرجائه.
من بين الممثلين الذين شاركوا في تلك الأعمال ياسين بقوش، حيث تعرفت سيدة في منطقة زوارة على هذا الفنان، وأدركت أنه ابن أخيها الذي انقطعت أخباره منذ سنين طويلة.
يحكي بقوش عن هذه المصادفة الغريبة في حياته التي جعلته يعرف أصوله الليبية، بعدما كان يظن نفسه دمشقيا لكونه ولد وعاش في حاراتها وتكلم لهجة أهلها: راسلتني عمة لي (شقيقة والدي) من زوجة جدي الليبية، بعدما شاهدتني على شاشة التلفاز، حتى تمكنت من المجيء إلى دمشق عام 1976 وتعرفت إلينا (هو وأخوته)، والتأم شمل العائلة، وعرفتُ أننا من منطقة زوارة، وبعد ذلك عرفتُ أن اسم بقوش جاء من البقاش (في مصر يقولون بكاش) وهي كلمة بربرية تعني “الكذاب
“ياسين ” ليس خائنا.. كي لا تموت الشخصية الجماهيرية
انقطع دريد لحام عن العمل التلفزيوني فترة طويلة، لكنه قرر العودة إلى شخصيته المحببة “غوار الطوشة” في مسلسل “عودة غوار: الأصدقاء” (1998) متعاونا مع “أبو عنتر” و”ياسينو” لإحياء أمجادهم معا بعد رحيل شريكهم نهاد قلعي.
“هل تريد للناس أن يبصقوا عليّ في الشارع”، بهذه العبارة رفض ياسين بقوش المشاركة في هذا العمل كون الدور المقدم إليه يقوم على خيانة صديقه “غوار” والتسبب في إدخاله السجن، فهو لم يرضَ أن يجسد هذه الشخصية بعد سنوات من تجسيده “ياسينو” الطيب القريب من الناس، وبعد رفضه العمل في مسلسل “عودة غوار: الأصدقاء” تضاءلت الفرص أمامه في الدراما، إلى أن عاد للتمثيل الدرامي في مسلسلي “البطرني” و”تلاميذ آخر زمن” (2001).
وفي عام 2003 استطاع الخروج أخيرا من قالب الشخصية التي أمسكت به عشرات السنين عندما جسد دور حاخام يهودي في المسلسل التاريخي “سيف بن ذي يزن”، وشخصية تاريخية في “بهلول أعقل المجانين” الجزء الثاني (2008)، وكان آخر مسلسل له “صايعين ضايعين” (2011).
وفي هذه الفترة عاد إلى السينما في “حارة التنابر” (2000)، “الرجل الضاحك” (2002)، إلى أن جاء المخرج محمد عبد العزيز وانتشله سينمائيا من إطار “ياسينو” في فيلم “نصف ميليغرام نيكوتين” (2009) عندما قدمه بدور عارض سينما، ومرة أخرى جعله مختارا لحي ركن الدين الدمشقي في فيلم “دمشق مع حبي” (2011)[5].