الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-19

4:04 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-19 4:04 صباحًا

Wide-Web-349

بنت سوق الجمعة بنت السانية حواء القمودي

وهي التي تغزلت بمدينتها في 29/1/2012 وكأنها تربت على جراحها فتقول لها إنك الجميلة في كل أحوالك:

لأن طرابلس بنت البحر

عصية هي

كما لو كان الماء

ما خلق

إلا ليغسل قدميها..

عنوان قصتها الحياتية تخيرته عن خلخلة في قراءة متأنية لديوانها ” هكذا صرخت ” للكاتب عبد السلام الفقهي ” لأنني حين مارست حقي كقارئة لأعرفها أكثر حياتيا كما عرفتها الشاعرة حواء القمودي  واستمتعت بوقفتها القوية على منابر الأماسي الشعرية في مدينة طرابلس شعرت أن الجملة تعنيها ” فتاة تشاغل أسفار الحب والحرب ” كما عركت الحياة وشاغلتها  لتنتصر فتكون ذاتا لامرأة ليبية طرابلسية ” حواء القمودي الحافي ” بنت السانية ” ولا أدري لما كتبت أشعارها لفترة من عمرها الأدبي العامر بالإبداع تحت اسم مستعار ( بنت سوق الجمعة ) كما علمت .. وهي تلك الأثيرة التي تحتل القلوب بثقافتها رفيعة المستوى ربما لهذا كانت لها قصيدة بعنوان ( طريقة لاحتلال قلبك ) تقول بعض أبياتها ..

قد أفكر في طريقة لاحتلال قلبك

تبدو (احتلال) قبيحة نوعا ما

إذا أستعمر قلبك

والاستعمار ليس كله سيئا

سأزرع الكثير من القرنفل الأحمر

أحب الحبق وزهرته تتمايل

أوه ما أفوح النعناع

لا تضحك، الكثير من العطر

سيُسْكِر قلبك

حواء حين تقرأ لها وتمر على عناوين إصداراتها تثق بحالة الانسجام بين الإحساس والذائقة الشعرية لديها فهي كما قالت عن نفسها وهي المولودة عام 1962 في سانية الحافي ويسمونها (بنت السانية) : ولدت في حجرة جدتي على (فراش رمل) ربما الولادة قد جعلتني أحب الأرض كثيراً.. وأنتمي لكل من فيها .. وكانت الكتابة هي التعبير عن الحب عن الانتماء وكفى .

ففي كتاباتها هذه الرائحة والنكهة كما في :

(( أحقًا …. كان نهارًا عاديَّا !!؟ ))

مثل كل النهارات … كان نهارا عاديا، ولكن غير العادي هو مجيء هذه البنت (حوا)… في الحوش العربي في الدار البحرية، وستكبر لتعشق كل تفاصيل هذه البيئة، السانية التي تجمع بيوت العائلة فتفتح على (فم الحياش)، حيث البير والجابية والميدة وشجرة التوت الكبيرة تظلل (المْجر)*،يتمايل النخل الباسق وأشجار الزيتون والرمان، وأما شجر التوت وموسمه فهو حكاية محبة، وستعبر هذي البنت ذات نهار  من (السانية) إلى شارع كبير، يأخذهم إلى حيث مدرسة (حليمة السعدية)، أول مدرسة للبنات في سوق الجمعة، ستدرس الصف الأول في العام الذي سيكون ختام العهد الملكي 1968م،

كيف يمكنني الحديث عن علاقتي بالكلمة، والبنت حواء تجلس على المصطبة العالية في مدرستها (حليمة السعدية)، تلميذة بالصف الثالث، (القرمبيول الأكحل) يضمّ جسمها النحيف، ضفيرتها تنام على ظهرها والنسترو الاحمر يشدّها، تراقب البنات وهن يركضن في الساحة الكبيرة، وهي تضم حقيبتها تنتظر رنين الجرس النحاسي لتقف في طابور فصلها، لكن ثمة يدّ ربتت على ظهرها وصوت البنات زميلاتها يُشرنَ إليها، رفعت عينيها لترى وجهًا جميلًا وضفيرة سوداء تتأرجح (أهيااا ياابلة حليمة). هكذا البنات يرفعن صوتهن، وهي حوا تنظر لابتسامة تشفّ عن صف من أسنانٍ بيضاء وسؤال (إنتي حواء الحافي)، تهزّ رأسها إيجابا، فتنهضها (أبلة حليمة)، من قعدتها وتأخذ بيدها إلى داخل فصل واسع. لم تفهم ما هو المطلوب منها؟ ولماذا هي في هذا الفصل؟ وسر الواقفات باتجاه الحائط! تلميذات الصف الخامس، منحتها طباشيرًا أبيض، وطلبت منها أن تكتب على السبورة، ما ستمليه من كتاب القراءة للصف الخامس.

التفتت إلى السبورة، أصابعها قبضت على الطباشير وانتبهت لصوت المعلمة:

يرتفع : لا .. ولكن يدها رسمت/ ل /.

تكرر صوت المعلمة: لااا، وكررت هي اللام/ ل/.

فأعادت المعلمة بنبرةٍ أعلى: لااااااااا

وكتبت تلك التلميذة تلك الـ لاااااااا وواصلت المعلمة قراءة الكلمات وهي التلميذة بالصف الثالث، واصلت الكتابة، ثم وقوف تلميذات الصف الخامس، والتصفيق على تلك البنت القصيرة، التي اسمها حوا الحافي .. أتساءلُ الآن؛ هل كان قدرًا؟!!!!

 أن تكون تلك الجملة التي أملتها أبلة حليمة الشبو، على تلك البنت الصغيرة حواء، جملة مبدوءة بهذه الكلمة الصرخة: لا … ،لا. تظل تنغرس في الروح، وفي العقل بشراسة عاشق: لا يكلّ ولا يملّ ولا ييأس …هل كان قدرًا؟ يا حوا بنت القمودي!!!؟؟؟؟

(نشرت كاملة بموقع الطيوب للشاعر والكاتب _ رامز النويصري)

بدأت رحلتها العملية عام 1982 كمعلمة بمدارس مدينتها طرابلس وكصحفية برز قلمها ومضمونه عبر مقالات كان منطلقها واصلت تحصيلها العلمي وعن الجامعة المفتوحة في العام 1990 تحصلت على ليسانس اللغة العربية والدراسات الإسلامية ولم تكتف بل استمرت في  دراستها العليا حتى تحصلت على دبلوم دراسات عليا  في الأدبيات عن جامعة ناصر 1996 وخصصت رسالتها ( حول المرأة في الشعر الليبي) .

بعذوبة وعذاب وشوق تهدي ديوانها هكذا صرخت بكلمات قصيرة لكنها موغلة في الألم والتألم :

إلى امي

(زهرة)

وهي توغل في الغياب ..

بدأت الشاعرة رحلتها الإبداعية كصحفية سنة 1982 م وكان أول مقالاتها آنذاك ” آتيك معك” وقصة المقال هي من جعلت الأوساط الصحفية في ليبيا تتناقل كنه ماجاء فيه إذ كان معبراً عن ألمها وحزنها بما يحدث في الجنوب اللبناني حيث تزامن وحالات ومشاهد التقتيل والتدمير التي شنها العدو الصهيوني على لبنان .. لتلحقه بعد فترة بعنوان مقال آخر ترك بصمته على الوسط الثقافي الصحفي آنذاك 1983 م إذ شاركتها تخير العنوان الأبرز الأديبة ( فوزية شلابي _ رئيس تحرير الصحيفة ) فجاء نقلة عملية كبيرة لمحتواه وغرابة عنوانه معا “ بلاغ ضد أبي وأمي “ في ذات العام عرفت ( بنت سوق الجمعة ) وتتوالى القفزات الصحفية لينشر أول نص شعري لها “هوامش براءة “مهرته باسمها المستعار ذاك 1987 م

هي الآن وعبر قصيدتها ( طريقة لاحتلال قلبك ) أكثر جرأة لتكون ذاتها في كل الأحوال :

هل الغيرة فكرة.. أم شعور. ؟!

كعادتها تتساءل.. لأن هذه التي

هي هنا الآن ، لا ترتبك أو تغضب

إن كانت أخرى في حضنك..

/ هل تراها تثق أنها في قلبك / …

أم هو العمر _ التجربة

التي تجعل نظرتها .. أكثر محبة وألفة

فلماذا الغيرة أو الغضب.

في الحياة ….. متسع للحب

ولم يكن إمضاءها هذا متواصلا مع تواصل رحلتها الصحفية في صحيفة الطالب  كبداية ثانية في العام 1991 حتى 1994 م .. لتكون مرة أخرى حواء القمودي ” هي ” حيث قررت أن تمهر مقالاتها وأعمالها الأدبية .. وربما الخبرة العملية مع العمر الزمني والحنكة المكتسبة إبداعيا وأدبيا صقلتها الشهادات العلمية التي تحصلت عليها جعلتها تنشر أعمالها في مجلة ( لا ) التي أثرتها بملفات أدبية واجتماعية وصحية واقتصادية تخيرت أن تخصصها كمعالجات حياتية للمرأة وكذا لم تهمل ملف الشباب بتفاصيل لها أهميتها وزينت كلها باسمها الحقيقي ” حواء القمودي ” .

كتابها الإلكتروني الذي جاء في 92 صفحة والمنشور في العام 2018 والمعنون ” وردة تنشب شوكها ” فيه دلالات الضعف المسيج بالقوة والقوة التي لا تأتي بالصرعة بل بالحكمة .. عبرت عنه بعض الأسطر تقول فيها الكاتبة :

الوردة التي أنشبت شوكها في يدي لم أذق فَوْحَهَا كنتُ مشغولةً بنزع الأظافر التي ترسم شوارع وجع وتقليم الشوك الذي يسرح كأنما الأيام غيمة عابرة وكأنك الذي أسمّي الحياة باسمه وأواصل العيش لأنّه يحبني وأرسم أحلاما كثيرة .. أن أغفو وحين أفتح أبواب روحي أجِدُنِي فيك

محطات هي الحياة .. نحصد نتاج رحلاتنا فنذكره لنعتبر هل أخفقنا هناك فنتعلم كيف نصحح مسارنا .. هل نجحنا هنا فننجز القادم مع تطوير رؤيانا على ذات المنهج السليم .. الشاعرة والكاتبة المقالية حواء القمودي حين أنجزت بقوة ماتملك من أدوات أهلتها لتكون الصحفية الأبرز والشاعرة الأكثر امتلاكا لمضامين كلماتها .. عام 1993 في محطة أخرى ارتحلت حيث كانت وقتها عضو رابطة الكتاب والأدباء الليبيين فأضافت لرصيدها ثمرة أخرى بنشر قصائدها ضمن صفحات مجلة الفصول الأربعة بقيمتها المعنوية الكبيرة لكل اسم كتب عبرها وأدرج خلالها فكانت من بينهم  لترسخ تجربتها الإبداعية في المشهد الثقافي الليبي أكثر فأكثر .

كل هذا أهلها في تالي الأعوام العمرية والإبداعية لتترأس مجلة الأمل للأطفال عام 2000م مع استمرارها ضمن أسرة تحرير مجلة البيت .. هي , بنت السانية , بنت سوق الجمعة , حواء القمودي ..

من عاداتها

أن تقول : صباح الورد للطائر الذي يتحدى هدير الوقت

ويغرد فارداً جناحيه مدىً أزرق لشمس يومٍ جميل

تلحس بلسانها قطرات المطر العالقة بالنرجسة الناصعة البياض

تتشمم عبق التراب الشبعان .. وتصهل بالضحك حين يبتسم البحر.

تضم الصغار إلى قلبها .. وتزرع في الليل دمعة

حين لا ترى دفء الفصول في فراشها.

هي

ضاحكة من كل الذي كان .. اتكأت جذع نخلة وبكت

خبأت (سوق الجمعة) في القلب ، توسد البحر ركبتها ونام.

من عاداتها

أن تؤثث يوماً آخر بكوب الحليب والشاي

تستنهض فراش طفولتها

لتفوح قهوة الأم العالقة في دخان الطابون

تهسهس أساور الذهب، فتتلمس تعاريج الزراقة

كما لو أن هذا الوقت لها تنشده الأغنيات

ولا تخاف سيفه الذهب

من بعض إصداراتها  : قصائد تضيء الطريق من طرابلس إلى القاهرة ، أنطولوجيا قصيدة النثر الليبية ، القاهرة، 2018.

ديوان بحر لايغادر زرقته / ديسمبر 2018

ديوان وردة تنشب شوكها / يناير 2019

ديوان هكذا صرخت / 2020 م

سردت جامعة سيرتها // عفاف عبدالمحسن


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة