الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-20

1:47 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-20 1:47 صباحًا

Wide-Web-855

نظمت اللجنة الثقافية بنادي الإخاء الرياضي الاجتماعي بهون جلسة حوارية تثقيفية تحت شعار *(( قرأت في كتاب ))* حيث تناول ” الأديب محمود السالمي ” أبواب كتاب بعنوان (( فن اللامبالاة _ لمؤلفه الأمريكي مارك مايتسون )) الذي يدعو في مفرداته الى التعاون السلبي  والموجه إلي فئة خاصة من المجتمع بعيدا عن الاحتكاك والصراعات غير مجدية .. وفي مجمل الكلام قال السالمي مقترح عنوان الكتاب للقراءة عبر الجلسة التي عقدت في هو بمقر نادي الإخاء الرياضي الاجتماعي عند الساعة السابعة من مساء الثلاثاء 9/ 7/ 2024 م  قال ” ليس كل كتاب مصنف ضمن التنمية البشرية بالضرورة مفيد .. فبعضها موجه إلى شرائح مجتمعية محددة بغرض التأثير فيها وإحداث خلخلة وتفكيك للقيم .

قراءة في كتاب فن اللامبالاة

نرفق طي الخبر مغزى كتاب فن اللامبالاة لصاحبه مارك مانسون الذي أراد عبره التركيز على كيفية التعامل مع الحياة واختيار الأهم الواجب التركيز وتسليط الضوء عليه فيها من أشياء تنفعنا وإهمال مالا يضيف قيمة حقيقية لمستقبل أيامنا .. هو كتاب يوجه للأشخاص الراغبين التخلص من تضخيم كل شيء والاكتراث الزائد حيال الناس والأشياء خاصة الهامشيين في حياتنا .. في العموم الكاتب مارك مانسون يستعرض عبر كتابه فلسفة مختلفة حيال الحياة فيقول إجمالا إن القليل من اللامبالاة قد يكون مفيدا للتقليل من الضغوطات برمتها بينما يمنح في ذات الوقت التركيز على القيم الحقيقية والأهداف المهمة وكما قال الفيلسوف ألبير كامو : “ لن تكون سعيدًا أبدًا إذا واصلت البحث عن ماهيّة السعادة .. لن تعيش أبدًا إذا كنت تبحث عن معنى الحياة.” ببساطة : لا تحاول .

يبرز الكتاب أنّ القليل من اللامبالاة قد يكون مُفيدًا، لأنّه يساعد على تقليل الضغوطات الاجتماعية والتركيز على القيّم الحقيقية والأهداف المُهمة كما يُشدّد على أهميّة قَبُول العواطف السلبية والتعامل معها بشكل صحيح عوضا عن تجاهلها .

غالبًا ما يأتي النجاح مع تطوير الذات، لكن هذا لا يعني أنّهما الشيء ذاته .. التطوير الذاتي جزء مهم من رحلة النجاح، لكنّهما ليسوا الشيء نفسه. يُركّز التطوير الذاتي على تحسين مهاراتنا وقدراتنا الشخصية، في حين قد يكون النجاح نتيجة لتلك الجهود المبذولة في التطوير، ولكنّه أيضًا يتأثر بعوامل أخرى مثل الفُرص والظروف الخارجية.

 الاهتمام المفرط بالتوقعات الإيجابيّة يضع ضغطًا كبيرًا على الأفراد، فالسعي لتحقيق المثالية في كل جانب من جوانب الحياة قد يكون مُرهقًا. من الجيد أن نسعى لتحقيق الأهداف والتحسين الذاتي، ولكن يجب أن نتذكّر أنّ الكمال غالبًا ما يكون غير واقعي لكن من الضروري أن نُدرك أنّ الحياة ليست مجرد سلسلة من النجاحات والإنجازات، بل هي تجرِبة متنوعة تشمل الصعوبات والانتكاسات أيضًا. السعي لتحقيق السعادة والنجاح مهم، لكن يجب أن نتذكر أنّه من الطبيعي أحيانًا أن نُواجه الصعوبات والفشل، وهذا لا يقلّل من قيمة حياتنا.

يقول منسون : كلّما سعيت للشعور بالتحسّن طوال الوقت، أصبحت أقل رضا، لأنّ السعي وراء شيء مّا يُعزّز فقط حقيقة أنّك تفتقر إليه في المقام الأول.

كلما زادت رغبتك الشديدة في أن تُصبح ثريًا، شعرت بالفقر وعدم الجدارة، بصرف النظر عن مقدار المال الذي تجنيه.

كلما كنت ترغب بشدة في أن تكون مثيرًا ومرغوبًا، أصبحت ترى نفسك أكثر قُبحًا، بصرف النظر عن مظهرك الخارجي.

كلما زادت رغبتك الشديدة في أن تكون سعيدًا ومحبوبًا، أصبحت أكثر وحدة وخوفًا، بصرف النظر عن الأشخاص المحيطين بك.

التركيز المفرط على الإيجابية قد يؤدي أحيانًا إلى تجاهل الجوانب الحقيقية والتحديّات التي يمكن أن نواجهها فقد يُصبح التركيز المستمر على “الإيجابيات فقط” نوعًا من الإنكار للتحديات أو العيوب فإدراك النقائص والتحديات ليس بالضرورة سلبيًّا، بل يُمكن أن يكون بنّاءً ومفيدًا في تحديد المجالات التي يمكن تطويرها وتحسينها. ومن الطبيعي أن يكون لدينا جوانب نريد تطويرها، ولكن السعادة الحقيقية قد تأتي أيضًا من قبولنا لأنفسنا كما نحن، مع جميع العيوب والإيجابيات .. ” مفتاح السعادة هو عدم الاهتمام بالمزيد، بل الاهتمام بالقليل والاهتمام بما هو حقيقي ومهم لا غير” .

الرسائل التي تأتي من وسائل الإعلام والمجتمع تُشجّع على الاهتمام بالمظاهر الخارجية والاكتراث للأشياء الماديّة ، ولكن في الواقع، السعادة الحقيقية والرضا الداخلي لا يأتيان من الأشياء الخارجية يمكن أن تكون هذه الأشياء ممتعة ومفيدة، ولكنها ليست الجوهر الحقيقي للسعادة .. لذا فعليك ألّا تأبه بهم، فالسعادة أمر شخصي ومختلف بالنسبة لكل فرد، وغالبًا ما تكمن في الشعور بالرضا الداخلي و ليست في المكاسب المادية.

إذا أردت أن تعيش حياة جيّدة اليوم، فينبغي لك تبني فن اللامبالاة وأن تتقبّل أنّ العالم قد فسد بالكامل ولا بأس بذلك، لأنّه كان كذلك وسيبقى كذلك .. يقول مانسون أنّ: الرغبة في تجرِبة إيجابية هي تجرِبة سلبية؛ قَبُول التجارِب السلبية هو تجرِبة إيجابية. وهذا ما كان الفيلسوف آلان واتس يشير إليه باسم “القانون العكسي”.

خلاصة القول

الفكرة الرئيسة وراء كتاب فن اللامبالاة هي أنّ الاهتمام والتفكير في وبالأمور التي هي تحت سيطرتنا يٌمكن أن يسهم في تحسين جودة حياتنا وسعادتنا الشخصيّة مقارنة بالتركيز الزائد على الأمور التي لا يُمكننا التحكّم فيها .

أما عن نِقَاط قوة وضعف الكتاب فقد استقينا ما ورد عنه فقيل إنها تكمن في : العمق والأصالة / سرد القصص الشخصية / الصراحة والوضوح … ونِقَاط ضعفه : الرفض اللاذع لكتب تطوير الذات / الاستياء من الانتقادات اللاذعة .


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة