أم أربعة وأربعين ترعب الأستراليون وتتصدر منصات التواصل الاجتماعي

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي  خلال الأيام الأخيرة، بسبب فيديو يزعم أنه يظهر “أم 44” عملاقة رصدت في أستراليا، وهو ما أثار حالة من الذعر بين الرواد.

فقد تداولت حسابات وصفحات ناطقة باللغة العربية مؤخرًا عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر حيوانًا طويلًا غريب الشكل، وادّعى ناشروه أنّ هذا الحيوان هو “الحريشة” أو ما يعرف أيضًا باسم “أم أربعة وأربعين”، وقد وصلت إلى هذا الحجم الكبير نتيجة التغير المناخي.

وأرفقت بعض الحسابات هذا الفيديو مع تعليق يقول: “التغير المناخي مناسب جدًا للزواحف.. فيديو يوثق حجم الـ44 والتي تم رصدها بأستراليا”.

ما حقيقة الفيديو المنتشر

موقع “مسبار” المتخصص بالتدقيق بالمعلومات التي تنشَر عبر الفضاء الرقمي وكشف الأخبار الكاذبة ، تحقق من هذا الادّعاء ووجد أنّه مضلل.

فقد بين فريق الموقع أنّ مقطع الفيديو ليس حقيقيًّا ولا يُظهر تأثير التغير المناخي على الزواحف، بل هو مقطع مولد بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وعثر “مسبار” على المقطع الأصلي منشورًا بتاريخ 20 يونيو، ضمن حساب على منصة إكس يدعى “تيمي”، وهو حساب متخصص بإنشاء مقاطع فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

بالإضافة إلى ذلك، أُنشئ الفيديو بواسطة أداة الذكاء الاصطناعي Runway، وعند التدقيق بالمقطع يمكن ملاحظة علامة مائية في الزاوية اليمنى السفلية تتضمن كلمة الأداة.

و”رانواي” هي أداة متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتُستخدم لإنشاء منتجات ونماذج لمقاطع الفيديو والصور ومحتويات الوسائط المتعددة المتنوعة. 

وقد أكد صاحب الحساب ذلك في رده على أحد التعليقات على المنشور، والذي أوضح فيه أن الفيديو تم توليده باستخدام أداة Runway’s Gen-3 Alpha.

أما سبب تصميم هذا الفيديو الذي نشره حساب متخصص في مقاطع الذكاء الاصطناعي، فهو محاكاة لشكل “أرثروبيليورا” مفصلية الأضلع العملاقة التي تشبه الديدان الألفية.

ونشر الحساب الفيديو مع وصف توضيحي مفاده: “أرثروبيليورا مفصليات أرجل عملاقة تشبه الديدان الألفية، ويمكن أن يصل طولها إلى 8 أقدام”.

لاحقًا، نشر مقطع فيديو آخر في حسابه على منصة “إكس”، مع جزء من الفيديو الأول المتداول، مرفقًا بتعليق: “أود أن أعرب عن شكري لجميع المتحمسين الذين قدموا لي ملاحظات قيمة على منشوري عن أرثروبيليورا”.

وأضاف: “بناءً على تعليقاتهم، تبيّن أن الكائن الفعلي أكثر تسطحًا وعرضًا، وحتى أكبر مما ظهر في الفيديو الذي صنعته. لذلك، أعمل حاليًا على إنشاء نموذج أكثر دقة يتماشى مع الوصف العلمي لهذا الكائن”.