الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-20

12:29 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-20 12:29 صباحًا

Wide-Web-929

تجربة غير مسبوقة يخوضها أنور التير في المسرح الوطني مصراتة بعد دورة تدريبية لمدة قد يقول السامع إنها لا تكفي لتهيئة فنانين جدد لخوض عمل مسرحي بدعوة جمهور والخصوصية هنا في إنهم من ذوي الإعاقة السمعية ؟ فهل غامر هنا التير بتاريخ طويل أكد علاقة نجاحات أصداؤها أسمعت مدينة مصراته وليبيا بأجمعها حين قرر إخراج (( صوت الصمت )) ولم يكن النص المسرحي هو التحدي فالمؤلف متمكن من كل بد وله باع طويل في مجاله وعلى وفاق فكري كما إنساني والمخرج .. يكمن التحدي في الشخوص التي ستتقمص وتتلبس الأدوار ويحركها على الركح في تجانس مع النص المكتوب لتضمين المعنى والرسالة .. القسم الثقافي في المنصة الليبية الإخبارية أصاخ السمع لضجيج أحدثه الفعل التدريبي وتناهى لنا صدى صوت الصمت بعد العرض المسرحي فكان لزاما أن نستقي الخبر من معينه ونطرح على الفنان مدير المسرح الوطني مصراته ومتبني تلك المواهب الشابة تدريبا وتقديما لجمهور المسرح / أنور التير _ مايجول في خاطرنا من علامات استفهام :

هل ما ورد في المقدمة جال بخاطرك أيضا ؟ هل أردت في لحظة ما التوقف خوفا من خوض هكذا تجربة فريدة لأول مرة تحدث في ليبيا إذ بدأت في موسكو ثم تناقلت عبر مسارح في دول عدة ونحن اليوم وعبرك وصلنا لنواكب ؟

_ صوت الصمت هو حلم قديم .. الفكرة تراودني من فترة طويلة وكانت هناك بعض التجارب للتنسيق في هذا العمل ولكنها تفشل عدة مرات الى أن التقيت بالدكتور أسماء بن اسماعيل المتخصصة في لغة الإشارة وشاورتها في الأمر ورغبتي للاشتغال على هذه الشريحة بعمل مسرحي وأعجبتها الفكرة وبسرعة شديدة تم التنسيق في معهد الأمل للصم في اجتماع وتلقفها المعهد وسهلوا لنا اللقاء مع الراغبين الاشتراك في المسرحية للدارسين بالمعهد ولغيرهم من شريحة الصم خارجه واجتمعنا بأولياء أمورهم وانطلقنا ..

صدقني حينما أقول .. كلما كان فريق العمل راغبا بصنيعه يريد التميز والاختلاف يكون التجانس تلقائيا دون تعب من كل الأطراف .. طبعا منذ البداية والانطلاقة الأولى ومع اللقاء بهذه الشريحة إزداد الحماس والألفة بيننا شيئا فشيئا .. لذا لم يخالجني تفكير للتوقف أبدا أو تخوف من خوض التجربة خاصة بعد تعاملي مع الفريق الراغب ..

كيف تمكنت من خلق تجانس بين الفنانين والنص المسرحي الذي سيلعبونه .. وكسر حاجز الجدار الرابع لديهم؟

_ طبعا أشعر دائما أثناء التدريبات والتوضيحات بنهم كبير من الفنانين من هذه الشريحة التي تخوض تجربة غير مسبوقة في مسارحنا بليبيا .. وإشعاري رغبة شديدة جدا للنجاح بالمثابرة والتقيد بالتعليمات .. خلق هذا تجانسا تلقائيا  بين الفنان والنص وبين الفنانين بعضهم ببعض .. وكنت أشعر أن اعتقادهم بقدرتي على منحهم فرصة لتقديم هذا العمل الفني المتكامل أو شبه المتكامل أمام جمهور من شريحتهم ومن غيرها .. هو دافعهم للوصول لأفضل تجسيد وسببا مهما لخلق انسجام كبير بيننا جميعا ..

مطواع هو الإنسان نحو موهبته والغرض دائما الرغبة في الوصول للهدف _ لمست هذا في المتدربين فتمكنت أكثر من تدريبهم ووصولك هدفك أيضا بهم ومعهم ومن أجلهم ؟

كان الفنانون يفهمونني بإحساسهم لدرجة أنني قبل إخبار أحدهم بخلل ما وبمجرد أن أهم بالحركة فقط لتعديل شيء ما  يتدارك الممثل ويأتي بما أريد من تبيان للخطأ .. وصلتني أوراق وقراءات خاصة بالعرض وهذه ممارسة ايجابية وجميلة وتفيدنا أثناء التدارس ..

 هل لك أن تخبرنا رسالة النص المسرحي صوت الصمت ؟ وردة فعل جمهور الحضور ؟ كما رأي النقاد والمتخصصين من المسرحيين ؟ خاصة وأن بين الجمهور نخبة مثل القدير يوسف خشيم .. والفنان الكبير عبدالباسط بوقندة .. والفنان الشامل أحمد كعيب .. والإعلامي محمود الشركسي .. وغيرهم من المهمين في الساحة الفنية والأدبية والإعلامية ؟

رسالة النص توضح أو تعالج واقع الشارع الليبي والسياسة الاجتماعية حيال بعض الأمور التفاعلية فيه ففي اللوحة الأولى تكلم عن : صور  _ واللوحة الثانية بعنوان الحديقة _ اللوحة الثالثة بعنوان طابور الطوابير _ واللوحة الرابعة المرشح _  والخامسة والأخيرة بعنوان سمعني سكوتك …. ردة فعل الحضور كانت منعشة جدا والفكرة من العرض هدفنا منها تسجيل الدخول لمثل هذه العروض التي تعد غريبة على جمهور المسرح كما هي تجربة أولى للممثلين من تلك الشريحة وبعد العرض الأول حيث تم توثيق الفكرة بالدخول اليها ومشاهدتها .. الآن نحن نريد الاستماع للحضور من الجمهور المتفرج العادي والمتخصصين أيضا شاكرا الجميع على المتابعة والحضور الفاعل وليس لمجرد الفرجة بل للمساهمة في المعالجة ..

هل ستعتد كمخرج ومتخصص بانتقادات بناءة لصحبك من المسرحيين .. فتعمل بنصحهم حيال عملك هذا ؟

 فمثلا يقول الأستاذ الشاعر والكاتب المسرحي محمد التميمي إن المسرحية عمل يحمل فكرة حلوة وجديدة ولكنها تحتاج لبروفات عديدة حتى تكون في المستوى المأمول .. (صوت الصمت) صاحب فكرة العمل انور قصد مشاركة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة(الصم والبكم) كتب النص عبدالوهاب الحداد بشكل متسرع  والعمل يحمل فكرة جديدة والجمهور العادي لم تصله الفكرة والجمهور النخبوي بين المؤيد والرافض لعدم الارتياح للمحتوى للفكرة  بشكل يقنعه بها كفكرة غير مسبوقة خاصة وهو ماحدث مع من شاهدوا هذا النوع من المسرحيات في مصر والذي رفضه الجمهور العادي من متابعي المسرح الذين يعشقون الكوميديا بشكل كبير لانها مصدر الابتسامة التي تريح القلب والروح من هموم الانسان في هذا الزمن الكئيب.

بكل روح رياضية أو لنقل بنفسية الفنان الواثق من خطواته القادمة وأننا كبشر قيد السير نحو الفشل المؤدي للنجاح بالمثابرة وقبول النقد البناء .. أجاب الفنان أنور التير :

بإذن الله نطور العمل وننقحه أكثر متقبلين كل كلمة دافعة نحو الأفضل .. كما قال حرفيا ” كان سخر الله ” ندرب الفنانين ونستكمل  أي نقص في الصور واللوحات عاقدين العزم بإذن الله للمشاركة به ضمن عروض(مهرجان بنغازي المسرحي ) وما أريد إضافته هو حدث جميل بعد العرض .. إذ كان ضمن الحضور أصدقاء الممثلين من شريحة الصم والبكم ورغبوا بشدة خوض تجربة المسرح والانضمام للعمل أو لغيره من الأعمال مستقبلا .. وبسؤالي لهم لماذا ؟ فكانت الإجابة أكثر إنسانية وسبرا لوجدانهم المرهف فقال أحدهم : إنني أعرف من كان على المسرح وهم من شريحتي وقد قدموا عملا وأداء لم أفهمه قبلا بإحساس الإنسان العادي .. فكم أتمنى أن أجرب هذا الإحساس أي مخاطبة الناس العاديين بطريقتهم وليس بطريقتنا .. وهذا مايزيدنا حماسة للاهتمام بمثل هذه الشرائح التي يجب دمجها في المجتمع في كل موقع فمابالكم بالفن وطريقته السامية للمعالجات الروحية والنفسية والواقعية .. ومازالت المفاجآت قادمة إن شاء الله .

متمنين لكم التوفيق ودائما كل جديد يقابل بالتشكك إلى أن ينجح متبنيه إيصاله بقالبه المتكامل موضحا أهدافه السامية .. هنا لن يكون وحده ومريديه بل سيلتف الجميع للتصفيق للفكرة ولصاحبها مقتنعين أنها مجنحة ولن تحط إلا في مرابعها الوثيرة .


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة