الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-20

12:19 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-20 12:19 صباحًا

02-40

 الناير اليعقوبي

تجاوزت الثورة الصناعية في اليابان حدود العقل واللامعقول، وارتبط جُل الصناعة الأصلية الموردة إلى بلادنا بالماركة اليابانية.

كلمة ” الأصلي” في قاموسنا يُقابلها -غالبًا- عقل ياباني وأيد يابانية، كلمة تسعد النفس وتطمئن القلب، نفتخر بها، وبها نرفع الهامات عاليًا لتعانق عنان السماء، ونشد الرحال لنشق رمال الصحراء.  

    هذه الهَبَّة التي ذهبت بعقولنا، وفاق واقعها خيال أفلام الخيال العلمي، ولدت على أنقاض هيروشيما وناجازاكي، وترعرعت عبر عقود بفعل سواعد أبناءها ذكورًا وإناثًا، وأشتد عودها في منظومة ثقافية تُقدس قيم العمل، وترفع من شأنه درجات عُليا.

ورغم طول قاماتنا نقف أقزامًا أمام عَمالِقة ” قِصار القامة “، فلا إرادة تفل الحديد سِمة شخصيتنا، ولا إدارة الحكم الرشيد أساس نظام مؤسساتنا، وليس بمقدورنا – البتة – أن نخطط ونرصف مترًا واحدًا من التنمية دون أن ينخر السوس قطران طريقها.

لماذا لا يُقام للصناعة عِماد في البلاد رغم وفرة ثروات زراعية وحيوانية ومعدنية وبحرية ضخمة، تشكل ركنًا رئيسيًا وأساسيًا لإنشاء مصانع في مختلف المجالات، تحقق جانبًا كبيرًا من الاكتفاء الذاتي، وتقلل الواردات، وتخفض معدلات البطالة؟

لماذا لا تُرسم وتُنفذ سياسة اقتصادية تتسم بتنوع الأنشطة التنموية، وتمتص الصدمات والتقلبات المحلية والدولية، وتروض التضخم لضمان حياة يُحفظ فيها ماء محيا المواطن؟

لماذا لا يُنظر بمنظور حديث، تكون فيه الدولة رافدة للقطاع الخاص وحاضنة للمشاريع الصغرى والمتوسطة وفق آليات ثابتة متينة لا ينبت الفساد فيها ولا يتسرب إليها؟

  لماذا لا تُعدل حزمة قوانين الاقتصاد وتُسن أخرى لتتماشى مع المتغيرات الدولية، ولماذا لا تتابع الدولة منظومات لدول سبقتنا للاستزادة والاستفادة من معارفها وتقنياتها وتجاربها بهدف بث الروح في ركام منظومتنا الرديم، وإحداث تحول فعلي فيها؟

   يبقى القول إن الواقع السياسي قد لا يتيح للخبراء مُداواة جِراح سنوات من التردي الاقتصادي خفف النفط من وتيرته إلى حين، على أمل أن نرتقي درجة في سُلم ” القِصار العملاقة “.  


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة