الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-19

7:09 مساءً

أهم اللأخبار

2024-09-19 7:09 مساءً

ذكاء

د . علي عبيد

في مطلع القرن العشرين لاحظت وزارة التعليم الفرنسية أن بعض التلاميذ في المدارس الابتدائية يحتاجون إلى عناية خاصة في عملية التعلم، فكلفت عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيه بوضع اختبار للذكاء لاستعماله في حصر التلاميذ حسب القدرات العقلية. تمكن هذا العالم من وضع أول مقياس للذكاء سنة 1908م، ومثل هذا الاختبار الأساس لمعايير الذكاء الحديثة فيما بعد.

مقاييس الذكاء الحديثة (تسمى في العربية روائز الذكاء) عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تحدد ما يعرف بالعمر العقلي للشخص. معدل ذكاء الشخص (IQ: Intelligence Quotient) هو الرقم الناتج عن قسمة العمر العقلي على العمر الزمني مضروب في مئة.

إذا كان المعدل أقل من مئة يصبح الشخص من متواضعي الذكاء. أما إذا كان مئة يصبح من متوسطي الذكاء، وكلما كان الرقم أكبر كان المعني يتمتع بذكاء أعلى.

الذكاء في أساسه فطري، رغم إمكانية تحسينه عبر تعلم طرق الاستعمال الأمثل، وهو في ذلك مشابه لموهبة الصوت الجميل التي يتمتع بها المطربون، أو البنية الرياضية للعدائين.

المنظومة التعليمية الجيدة تقوم بفرز الطلاب تلقائيا، فيصبح المتفوقون من ذوي المعدلات العالية، بالطبع عندما تكون المنظومة التعليمية سيئة يمكن أن يتسرب إلى الصفوف الأولى ذوي القدرات العقلية المتواضعة ويزاحمون المتميزين، وهو ما نشاهد أثاره في المشهد الليبي.

الثقافة الواسعة قد تخفي معدل الذكاء فيبدو المثقف من ذوي المعدلات المرتفعة عندما يتعلق الأمر بتخزين المعلومات، لكن القدرة على التحليل العميق، واستخلاص العلاقات غير المنظورة بين الأشياء، والحدس الدقيق السريع لا يمكن أن تفيد فيه الثقافة وحدها.

في معظم الدول المتقدمة أصبحت روائز الذكاء تستعمل لتحديد القدرات المناسبة لبعض الوظائف الصعبة، إذ من العبث أن يتخصص شخص في الرياضيات ومعدل ذكائه يقل عن مئة أو -الأسوأ- أن يقود أحدهم دولة ومعدل ذكائه سبعون..!

للأسف في بلاد العالم الثالث عشر أكثر الأشخاص ضجيجا وقرقعة هم جماعة المئة فما دون..!!


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة