د . محمود عمار المعلول
إن العلم هو المعرفة ، أي تفسيرات وتوقعات ، وفي العصر الحديث تم تقسيم العلوم إلى :
1 . العلوم الطبيعية والتي تدرس الطبيعة .
2 . العلوم الاجتماعية التي تدرس الإنسان والمجتمعات .
3 . العلوم الشكلية أو المجردة التي تدرس المفاهيم المجردة مثل المنطق ، وهناك من يسميها العلوم التطبيقية .
الحقيقة إن أنواع العلوم كثيرة ومتنوعة ، ولكن هناك بعض العلماء قسمها إلى أربع درجات هي أرقى أنواع العلوم التي يجب أن يتعلمها الإنسان ، وهي
1 . العلوم التطبيقية المادية ، وهي أدنى أنواع العلوم مثل الطب ـ الهندسة ـ الجيولوجيا ، الفلك ، وهي تعتبر أدنى أنواع العلوم من حيث سموها ، والأعلى منها فلسفة هذه العلوم .
2 . فلسفة العلوم ، وهي أعلى من الأولى ، أي لماذا هذه كذا ؟ ، وتأتي في المرحلة الثانية ، فمثلاً عندما يتساءل إنسان لماذا رموش العين لا تطول ، ولماذا شعر الرأس واللحية في الإنسان يطول ، فالإجابة عن هذا السؤال هو فلسفة لهذا العلم ، وفلسفة العلوم للأسف لا تدرس في الجامعات العربية والإسلامية إلا ما ندر منها .
3 . العلوم الإنسانية تأتي في المرتبة الثالثة مثل علم النفس ـ علم الاجتماع ـ علم التاريخ ـ لأن الإنسان أرقى من الماديات فهي تدرس الإنسان وتاريخ الإنسان ، وما خلقت الماديات إلا لخدمة الإنسان .
4 . العلوم الروحانية وهي أعلى مراتب العلوم مثل علوم الساعة حيث تجد كثير من الناس يجهلونها أي يجهلون الكثير عنها ، فهي علوم غيبية لا ندري عنها شيئاً ، وإنما وجب الإيمان بها لأنها جاءت عن طريق الرسل والأنبياء ، أي تجب معرفتها ، فمرة كنت أتحدث مع أحد الأدباء المشهورين فهو لا يصدق بوجود الجن أصلاً أو نزول المسيخ أو نزل عيسى عليه السلام ، فكيف تقول له أو تحدثه إن المسيخ الدجال سيظهر في آخر الزمان مع إن المسيحيين الأوروبيين يؤمنون بذلك ، فهذه العلوم الغيبية جاءت من عند الله بالوحي المنزل على الأنبياء والرسل فهي حقيقة ثابته ، وهي علوم غيبية .
فهذه العلوم فيها سعادة البشرية فيها المعاملات وفيها الأخلاق وفيها العلاقة مع الله سبحانه ، وفيها العلاقة مع البشر والعلاقة مع الكائنات ، فهي تنظم حياة الإنسان وتجعله يعيش في توازن مع الطبيعة .
والله يعلمنا ما جهلنا .
والله يصلح أحوالنا