سادت أجواء من الحزن في مدينة اجدابيا بعد انتشار خبر مقتل الطفل سالم السعيطي، كان الطفل قد ذهب مع والده إلى مزرعة أحد الأصدقاء، حيث كان يمتلك الأخير نمراً مروضاً، أثناء الزيارة، قام والد الطفل بتصوير سالم وهو يقف بجانب النمر، لكن النمر هاجم الطفل بشكل مفاجئ ورغم المحاولات لإنقاذه لم يستطع أحد فك أسر الطفل من النمر مما استدعى رميه بالرصاص. هجوم النمر على الطفل استهدف رأسه ورقبته، مما أدى إلى وفاته.
عقب هذه الحادثة مباشرةً أصدر رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد قرار بالحظر الكامل للاحتفاظ بالحيوانات المفترسة وتربيتها في المنازل والمزارع أو الأماكن الخاصة، أو تركها تتجول في الشوارع لأي سبب.
القرار أمهل مربي الحيوانات المفترسة مدة أقصاها 15 يومًا لتسليمها لوزارة الداخلية، تمهيدًا لإيداعها في الأماكن المخصصة لها، كما حظرت استيراد أو إدخال الحيوانات المفترسة إلى الدولة، محذّرة المخالفين لهذه الإجراءات.
حادثة مقتل الطفل سالم السعيطي دقت ناقوس الخطر لتحركٍ عاجلاٍ من كافة الجهات المعنية.
وتداول متابعين أن هذه الحادثة يجب أن تكون نقطة تحول نحو قوانين أكثر صرامة ورقابة أكثر فعالية لحماية الأرواح وضمان سلامة المواطنين.
وأكد المتابعين أن التفاعل السريع من الحكومة خطوة إيجابية، ولكنها تحتاج إلى متابعة وتنفيذ حقيقي على أرض الواقع لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.
وأعرب مدونون بمنصات التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستيائهم من هذه الحادثة وتعليقًا على ذلك كتبت الصحفية سندس حمزة عبر حسابها على منصة فيسبوك:
“الجهل والتخلف في ليبيا وصل لذروة والله يعجز اللسان عن التعبير والعقل عن الإستيعاب أبنائنا أمانة في أعناقنا والله القطوسة نخاف منها تقرب عيلي وهو صغير نحط ولدي يصور مع نمر هل يعقل هذا .. ولا صاحب المزرعة اللي مربي الحيوان المفترس !!!كيف هكي وين ماشيين شدود وامراض نفسية… انتشرت في المجتمع ،، كيف لهذه الام ان تتقبل ماجري و الجاني ماهي عقوبته ؟؟؟؟؟؟”
المدون شعبان بركة معلقاً على الحادثة نشر عبر حسابة على الفيس بوك :
” لماذا لا تقوم الدولة بتطبيق القانون وتداهم المزارع والاستراحات التي يملك أصحابها حيوانات مفترسة. يفترض من وزارة الداخلية سرعة تنفيذ هذا القانون وعلى جميع المواطنين التعاون والبلاغ عن مكان تواجد اي حيوان مفترس في أي منزل او استراحة ويجب مصادرته ومعاقبة صاحبه مهما كانت صفته في الدولة للأسف ربما ما يمنع تفعيل او تطبيق هذا القانون أن بعض مسؤولين الكبار في الدولة وبعض رجال الاعمال أصحاب النفوذ يملكون حيوانات مفترسة في قصورهم و مزارعهم و حادث الطفل في أجدابيا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة اذا استمر الوضع كما هو بدون اتخاذ اجراء”.
حادثة الطفل سالم السعيطي ليست الحادثة الأولى في ليبيا فسبق أن إفترس أسد لحارس مزرعة سوداني الجنسية في منطقة سيدي فرج بمدينة بنغازي ولم يتم إتخاذ إجراءات قانونية رادعة في الجريمة حتى الآن فقط تم قتل الأسد، وهذا ما تكرر في حادثة الطفل حيث تداول صور لمقتل النمر؟
الأمر الذي يطرح سؤال هل القانون الجنائي الليبي يسري على الحيوان المفترس أم على مربيه؟ من الجاني؟
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.