الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-19

3:28 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-19 3:28 صباحًا

01

د.ناجي الحربي

تقدمة بسيطة لهذه المقدمة متكاملة الأركان بتمحيص من الدكتور الأديب الفاضل ناجي الحربي الذي قرأ بالتأكيد كل مقالات كتاب ( وخزات ) للصحفي الكاتب الأستاذ محمد المعداني الذي ضمنه مجموعة من الخواطر والمقالات الساخرة وهو الأسلوب الكتابي الذي لا يجيده الجميع ممن يمتهنون كتابة النقد بشكل عام وليس النقد الأدبي .. حينما قرأت المقدمة رأيتها لونا من الخلخلة البناءة ( النقد ) التي لا تعرج على مقال أو خاطرة واحدة بل لملمت كتابا بجملته وفتت في القراءة المعاني وسبرت غور الجمل حتى خرج الحربي فيها بتنصيب المعداني ( كاتبا ساخرا ) .. فلنقرأ ما درج وارفعوا عني للدكتور ناجي الحرج كوني استقيت الكتاب من مؤلفه واستوقفني ماعنده التقديم عرج . “عفاف عبد المحسن”

مقـــدمــــــة

بقلم /    د. ناجي الحربي

كان يجب أن ينشر الكاتب محمد المعداني هذه المقالات في كتاب قبل ثورة فبراير ولكنه أنشغل عن ذلك وما كان ليتخذ هذه الخطوه لولا إلحاح الأصدقاء على جمعها وانتقائها ونشرها في كتاب .. فقد كان شأن المعداني كشأن الهواة المغرمين بنثر غرائب الأزاهير هنا وهناك دون الاهتمام بما يكتب وبما ينشر له عبر صفحات الصحف والمجلات الورقية والالكترونية .. وأحسب أن الكتابة عنده من صنف الترف الثقافي .. يكفيه منها أن يكتب ما يتزاحم في صدره .. ليزيح هما .. ويطلق رصاصته لتصيب هدفا .

    ولا يخفى أن الصحافة هي الضمير الحقيقي للعصور التي تعيشها المجتمعات .. وأن موقف الكاتب أو الصحفي من عصره هو الموقف الصحيح من التاريخ إذا ما حقق هذا الكاتب القدر الكافي من المسؤولية ومن الانسجام مع ضميره الوطني والأخلاقي .. وبذلك تكون الكتابة واعية بمكافحة الانسان من أجل قيمه وحياته الكريمة .. وبذا يصبح لها رسالة حضارية مبصرة تسهم في بناء الانسان وإجلاء الظلم عنه .. ورفع صوته إلى أعلى منبر مأذنة.

    ولأن النجاح الصحفي يقاس بالعطاء ويقاس بالإطار الذي ترسمه حركة الثقافة عندما تكون خطى الصحافة صادقة ومخلصة للوطن .. ذلك أن حب الوطن أكبر مليون مرة من القلب .. كما أن عشق الوطن  يعني الشهامة والإيثار والوفاء .. وعشاق الوطن والمبادئ السامية يعطون ولا يأخذون .. يمنحون الحياة بكلماتهم ولا ينهبون أمنه وسلامه .. ولا يزرعون بذور الفتنة في أرضه الزكية .. وأجزم أن محمد المعداني أحد عشاق الوطن الذين يكتبون بماء القلب .

   دعوني أسر إليكم أن ما بين أيديكم الآن مجموعة مقالات ساخرة كتبها صاحبها بصدق منقطع النظير .. وبتلقائية عاشها بين ظهراني الناس .. فعبر عن خوالج وأحاسيس الشعب زمن كانت القبضة الأمنية صارمة والرقابة على المطبوعات خانقة.

    هذه المقالات فريدة في أدبنا الليبي لأنها مثال متفرد في جرأة المقالة الساخرة التي تعبر عما بداخل الجماهير .. فهي سهلة ممتنعة .. يرى فيها الكاتب الساخر محمد المعداني التاريخ خلال وقائعه على أنه شكل من أشكال الحياة بتكويناتها الاجتماعية وليس سجلا للأحداث.. 

   ففي هذه المجموعة الأنموذج في السخرية نرى التاريخ يتحدث بألم في مقالات قصصية عن وقائع حدثت بالفعل في زمن ما وكأننا نرى الشخوص عناصر هذه الأحداث.

    ولا أبالغ  إذا ما قلت بحبور وابتهاج أن هذه المجموعة سرعان ما أينعت في عقول المواطنين المهتمين بالحركة الثقافية والاجتماعية في فترة نشرها عبر الصحف السيارة والمجلات الالكترونية.

    بقي القول .. إن الأديب محمد المعداني لم ينتبه وهو يكتب مقالته أنه يعانق نوعا من فن الكتابة الأدبية الذي قلما نجد له كتابا من المشاهير .. فهو يجيد حبك المقالة الساخرة دون أن يدرك انه يكتب ذلك .. ويعيد انتاج التعابير بصورة ينفرد بها دون غيره.. 

    وقبل أن أترككم مع عقد القران بين المقالة الساخرة والقصة القصيرة الذي باركه محمد المعداني في هذا الكتاب ينبغي أن نعرج على المعنى الذي نقصده من المقالة الساخرة .. وهي من أصعب الفنون الصحفية والأدبية .. إذ أنها تجمع ما بين المتناقضات .. فهي إلى جانب كونها سلسة وسهلة إلا أنها مصاغة بأسلوب بلاغي رصين بحيث تصنع الابتسامة والسخرية معا لقارئها .. كما انها موضوعية وأحيانا تتصف بالمبالغة إمعانا في السخرية.

    على كل حال فإن هذا الكتاب الشائق هو جرعة في النقد الاجتماعي بلغة ساحرة بعيدة عن التعقيدات الذهنية والشطحات الفلسفية .. بل سيجد قارئها الحكايات المؤلمة ذات المعنى والحكمة والمغزى العميق مع حسن الاسلوب ورشاقة العبارة .. أدعوكم لهذه الوجبة الفاخرة .

5/11/2019 _ مقدمة كتاب وخزات للكاتب محمد المعداني


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة