الحكاية التي لا يتضمنها كتاب ولا تحدها حدود فالوطن إذا تمكن أحد من تضمينه بؤرة بعينها لن تكون إلا القلب وماء العين .. فكيف بحكايته .. من توهب لأجله الأرواح الغالية رخيصة والدماء تروي تربته لينمو إنسانه بانتماء العروق المدمية جذور تربته متنامية فيها حد أعماقها التي لا يمكن لعدو اقتلاعها أو التشكيك في انتماء هذه الجذور لتربته البكر الخصبة .. منجبة الرجال الأشاوس والنساء الأمازونات … من هنا بدأت مع الشاعر محمد عامر التميمي (( حكاية الوطن )) ورويت على ملءٍ تشبثه حد التوحد فيه من كتاب وأدباء وفنانيين وإعلاميين ضمن مهرجان سمي (( فرسان الجودة والإبداع )) .. كان الجميع فيه على موعد ليلة الإثنين 29 من شهر يوليو الجاري للتلاقي في موقع نسائمه إبداع فكيف بالمسرح الوطني مصراته حين يتهيأ لاستقبال فرسان الجودة والإبداع على مختلف مشاربهم الإبداعية ..

حفل توقيع ديوان (( حكاية وطن )) لصاحب القلم المبدع شامل الإبداعات الشعرية والروائية والمسرحية أحد فرسان الإبداع في مدينة مصراته ابن الوطن الغالي ليبيا (( محمد عامر التميمي )) من حده لحده وقد صاغ حكايته في ديوان وتلقفه جمهور القراء عشاق الشعر والذواقة من المثقفين .. ضمن الفاعليات التي نظمها المسرح الوطني مصراتة وبإشراف المجلس البلدي مع مشاركة عدد من المؤسسات والشركات العامة والخاصة في مهرجان حوى أنشطة ترفيهية للعائلات ، تشجيع المشاريع النسائية الصغرى بعروض لمنتوجاتهن والشرح التفصيلي للحضور ، مع عديد النشاطات الاقتصادية لشركات محلية قائمة ، ولأن الأساس في منظور معمق لدى أصحاب فكرة المهرجان هو بناء الإنسان وتهذيب الثقافة المجتمعية لم تستثن الندوات العلمية وورش العمل، والعروض المسرحية ، وجملت المشهدية برمتها احتفالية تواقيع الكتب فقص الشاعر التميمي حكاية وطن .. الذي لاقى استحسانا من قبل جميع المستمعين للقصائد أثناء إلقاء الشاعر لبعض من أعمال الديوان .. مستئذنا من رئيس المهرجان الفنان أنور التير ومتحمسا لإلقاء كلمة يهديها لرفيق عمره الأستاذ الكاتب الإعلامي ” حسين بن ساسي ” أترك القارئ الكريم لأخبار القسم الثقافي في منصتنا مستمتعا بالوفاء للصحب في صورة كلمات صادقة كما التعرف أكثر على صاحب ” حكاية وطن ” خاتمة بإحدى قصائد الديوان .. قال بن ساسي :

محمد عامر التميمي ضابط الشرطة الاديب , هذا الانسان وانا أقول هنا انسان لأنه انسان بكل ماتعنيه الكلمة , نعم فهو انسان مع اسرته ومجتمعه عامة , وهو انسان في ادبه وكتاباته , وهو انسان في عمله , أحب وطنه حتى التمالة وكان الإخلاص عنده حد التفاني ، محمد عامر التميمي في وجدانه كم من الاحاسيس والمشاعر الفياضة لايتحكم في جماحها تنبض بالحب والمودة الصادقة للجميع وفي حد الوفاء  لأسرته وأصدقائه ومجتمعه ووطنه , ثقافته عالية وراقية , اديب وكاتب منذ نعومة اظافره , كتب الشعر بجميع بحوره ومناحيه , كتب القصة والرواية , واثرى المسرح بعديد المسرحيات وكان سباقا في الكتابة لمسرح الفرد المنودراما وكان صحفيا ماهرا استطاع أن يحول القضايا الجنائية في سجلات الشرطة الى قطع أدبية وحكايات تربوية وتصحيحية , وكل كتاباته كانت تحاكي وجدانه ومشاعره واحاسيسه الإنسانية فيها عدوبة ورقة وانسيابية تجعل القارئ يعيشها بكل تفاصيلها وكأنه يحاكي الواقع ، بدأ حياته الأدبية متخفيا وراء اسم مستعار , سمى نفسه ابن اماطين , واماطين هو اسم محلي قديم لمركز مدينة مصراتة ، كان ضابطا في الشرطة وشغل عديد المناصب في قطاع الامن , وكان يتصل بي كلما كتب شيأ ليسمعني ماكتب , لأزوره في مكتبه واستمتع بذلك كثيرا , كنت اجادله كثيرا في ضرورة الإفصاح عن هويته واسمه الحقيقي وكان دائما يرفض ويقول لي ( خليني ابن اماطين ) … في نهاية التسعينات وبعد افتتاح إذاعة مصراتة المسموعة وكنت اقدم فيها  برنامج اسمه ملتقى أصدقاء الإذاعة وكان يخصني بكتاباته الشعرية واقوم بالقائها وتقديمها في البرنامج باسم ابن اماطين , الى ان استطعت إقناعه بأن يكون ضيفا لي في البرنامج ، وعلى الهواء مباشرة أعلنت أن ابن اماطين هو المبدع محمد التميمي وفاجأته بذلك ووضعته امام الامر الواقع , فعلت ذلك لأني ايقنت ان تاريخا سيكتب وشخصية أدبية سيكون لها شأنها ولابد ان تكون باسمها الحقيقي ” محمد عامر التميمي ”  الانسان , صبره صبر أيوب  .. هاهو اليوم علم بيننا أديبا متكاملا شاعرا وقاصا وروائيا وكاتبا مسرحيا رائعا أثرى المكتبة الليبية والعربية وله حضوره الثقافي والاجتماعي في كل المحافل نفخر انه ابن اماطين مصراتة مدينتنا وابن ليبيا الغالية وندعوا الله أن يطيل عمره ويمتعه بالصحة والعافية .

” حكاية وطن “

ياليبيا .. دونك تهون الروح  

ياوطن غالي دوم ماينهان

ترابك عزيز بعطر الجهاد يفوح

 في المعركة شالك كما البنيان

وقت العنى شالك كما البنيان

**

يا ام الطبل رزم .. ندهتي اولادك جوك ..

قالوا احنا بالدم .. يابلادنا نفدوك

لبوا ندا ياغاليه شيب وشباب

علي قلب واحد ضد العدو الارهاب

أولادك تريس من يومهم شجعان ..

أولادك اجواد من يومهم فرسان

ياليبيا دونك تهون الروح

***

يابلادنا انت الغلا والصوب

احنا هلك واحنا ناسك

من شرقنا لغربنا شمال وجنبوب

احنا كلنا حراسك .. يا أمنا احنا ضناك

يا أمنا .. ترخص الروح فداك

ياعزنا يافخرنا ياموطن الشجعان

أولادك تريس من يومهم شجعان

أولادك اجواد من يومهم فرسان

ياليبيا دونك تهون الروح

***

احنا الليبيين .. احنا خوت واولاد عم

ديمه متحدين .. في فرح ولا هم

نصالحوا ننسوا جميع خصامنا

نسامحوا نصدوا الفتن ونحاربوا عدوانا

نصالحوا ننسوا جميع احزانا

نسامحوا نصدوا الفتن ونحاربوا عدوانا

مهما اختلفنا ولا زعلنا راهي سحابة صيف

الليبي كريم الليبي أصيل طاهر القلب عفيف

مايبيع خوته .. ولا يوم وطنه خان

ياليبيا .. دونك تهون الروح

ياليبيا .. دونك تهون الروح  .. ياوطن غالي دوم ماينهان

ترابك عزيز بعطر الجهاد يفوح .. في المعركة شالك كما البنيان

وقت العنى شالك كما البنيان

عفاف عبدالمحسن