حقق فريق اللاجئين الأولمبي أول ميدالية في تاريخه بعد فوز الملاكمة الكاميرونية سيندي نغامبا بميدالية أولمبية في الدور نصف النهائي في وزن أقل من 75 كلغ.
وضمنت الملاكمة الكاميرونية سيندي نغامبا حصول منتخب اللاجئين على أول ميدالية أولمبية في تاريخه، وذلك ببلوغها الدور نصف النهائي في وزن أقل من 75 كلغ، أمس الأحد، بعد تغلبها على الفرنسية دافينا ميشيل.
وبعد جولة أولى تنافسية للغاية، فرضت اللاجئة البالغة من العمر 25 عاما قوتها على الفرنسية، على الرغم من صيحات الجماهير الفرنسية المناصرة للملاكمة الفرنسية. وقد منح الحكام الخمسة الأفضلية لنغامبا.
وتضمن نغامبا بهذا الانتصار مغادرة الألعاب الأولمبية بميدالية برونزية ، وهي الأولى لفريق اللاجئين الذي شارك للمرة الأولى في أولمبياد ريو عام 2016.
ويضم الفريق الأولمبي للاجئين في أولمبياد باريس، 36 رياضيا وهم 23 رجلاً و13 امرأة، يتحدرون من 11 دولة هي أفغانستان وسوريا وإيران، والسودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإريتريا وإثيوبيا والكاميرون وكوبا وفنزويلا.
وتأهلت نغامبا للألعاب الأولمبية بعد فوزها ببطولة المملكة المتحدة في ثلاث فئات وزن مختلفة.
وأراد المسؤولون البريطانيون ضم الملاكمة إلى منتخبهم الوطني في البطولة الأولمبية، لكن محاولاتهم بمنحها جواز سفر بريطاني باءت بالفشل، فاختارت تمثيل منتخب اللاجئين.
وولدت سيندي عام 1998 في دوالا في الكاميرون، ونشأت مع والديها وشقيقها، لكن الوضع الاقتصادي للأسرة لم يكن مستقراً، وكان على والديها العمل في عدة وظائف من أجل توفير احتياجاتهم. تصف نغامبا في لقاء مع مهاجرنيوز نهايةةأبريل الماضي، “لقد كنا أنا وأخي دائما محميين من قبل والدينا، لكن الحياة كانت صعبة لتغطية نفقاتنا، ولم يرغب والداي في أن نواجه أنا وأخي مشاكل في المستقبل، لذلك كان علينا أن نحاول التفكير في بناء حياتنا في مكان آخر، وأن نحاول بناء مستقبل أكثر استقرارا لأنفسنا”.
وتتابع “في عام 2009، عندما كان عمري 11 عاما، وصلت إلى بولتون بالقرب من مانشستر، كان الجو باردا والطقس ممطرا، وكان الأمر صعبا للغاية في البداية. بالإضافة إلى ذلك، واجهني عائق كبير فيما يتعلق بتعلم اللغة، واعتقدت أنني لن أنجح أبدا في ذلك، فلم أكن أفهم شيئا”.
وفي حياتها اليومية الصعبة، وجدت الطفلة في ذلك الحين، ملجأً لها في الرياضة، أولاً في كرة القدم، ثم في الملاكمة، وذلك في أحد المراكز الاجتماعية بالمدينة. والتقت الفتاة البالغة من العمر 14 عاما في تلك الفترة، بالمدربين ديف لانغون ونيك ريموند اللذين طلبا منها العودة في اليوم التالي.
كانت سيندي تعتقد أنها وعند عودتها إلى تلك القاعة، سترتدي القفازات على الفور وتضرب بعض أكياس الملاكمة، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما، “لقد وضعوني تحت الاختبار لعدة أشهر لتحسين حالتي البدنية وإعداد نفسي بأفضل طريقة ممكنة لهذه الرياضة، ولم ألمس قفازا أو أضرب حقيبة ملاكمة لمدة عام تقريبا. كان ذلك مهما جدا لتدريبي في أفضل الظروف، لأن الملاكمة رياضة مكثفة وتقنية للغاية”.
وخاضت نغامبا نزالها الأول في عام 2017، وتقدمت بشكل واضح وبدأت في صنع اسم لنفسها في هذه الرياضة. وانفجرت موهبتها إلى العلن عندما أصبحت في عام 2019 بطلة وطنية في فئة 75-81 كيلوغرام، ما جعلها تدرك أنها تستطيع الوصول إلى مستوى عال جدا. تقول “شعرت بالكثير من الارتياح بعد الفوز بثلاثة ألقاب للبطولات الوطنية، وأعطاني ذلك المزيد من الحافز لتقديم كل شيء في هذه الرياضة، وبذل كل جهدي لتحقيق حلمي، وهو المنافسة في الألعاب الأولمبية