للكاتب أحمد التهامي
سألني صديق …. هل فلان الذي كتبت عنه ” أنه كاتب ” .. يجوز وصفه فعلا بأنه كاتب ؟!
الحقيقة أن المسألة عندي صعبة وسهلة في آن معا .. ذلك أنها من أقدم المشكلات المتعلقة بالوسط الأدبي التي واجهتها في مطلع حياتي الأدبية .. وملخص رأيي أن السؤال نفسه يخلط بين أمرين لا يكاد الناس يجدون فرقا بينهما وهما :
هل فلان كاتب حقا ؟!
تعني في نفس الوقت …..
هل فلان كاتب مميز ومتفوق وناجح أم أنه ليس كذلك ؟!
فلدى الكثيرون .. مجرد القول ” كاتب ” يعني تلقائيا أنه مثقف .. إذن هو ناجح لامع و مميز ومتفوق … !
والحقيقة في رأيي لا وجود لمقياس موضوعي .. يمكن أن يحدد .. من هو الكاتب المميز والمتفوق و الناجح ؟!! حتى الجوائز العالمية لا تعطى فقط لوجه الله ووجه الكتابة .. بل ثمة اعتبارات سياسية وايديولوجيه .. تتحكم في لجان التحكيم .. وتجعلها تسلك وفقا لقواعد لا علاقة لها بالكتابة.. بل بالخيارات السياسية و الايديولوجية للجنة الجائزة .. وداعميها ومموليها ! لذلك فبالنسبة لي .. إستخدام لفظ كاتب بالاستناد الى معطيات مادية صرف .. لا إلى آراء ولا إلى مواقف وانطباعات .. فكل من يحمل في يده ورقة كتبها بخط يده هو كاتب .. بل ويملك حجة تشهد له بفعل الكتابة …!
أما النجاح والتفوق والتميز .. فأمر يخص الجمهور لا الكاتب نفسه ولا بقية الكتاب .. فهم متساوون متنافسون ….. الجمهور هو من يمنح الشهرة لفلان ويحجبها عن علان ..!
ثم بعد خمسين او مائة عام قد يتغير الفلك ويصبح المغمور فجأة ذو شهرة و نجاح لا يقاس .. .!
فتلك اهواء الناس ….!!!