رغم أنّ أجسادهم الصغيرة لا تقوى على رفع هذه الأثقال، إلا أن الحاجة دفعت الأخوين محمد ومراد المَرّاد من بلدية باطن الجبل إلى العمل في صيانة المكيفات والعديد من الحرف الأخرى لتأمين لقمة العيش لهما ولأسرتهما.
أحد الأخوين لم يتجاوز الـ19 من عمره، وهو مراد من ذوي الهمم، فقد نطقه وسمعه جراء حمّة أصابته في عمر صغير، وعوضًا عن تلقّيه التعليم في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، وجد نفسه يتسلق السلالم حاملًا أنابيب غاز المكيفات وإطاراتها ومحركاتها، عوضًا عن حمل أحلامه وطموحاته، محاولًا تشخيص أعطال المكيفات وإيجاد الحلول لها، بمساعدة أخيه ليتحصلّا على عائد يسد احتياجات أهلهما.
ضنك العيش أجبر هذين الأخوين على التخلي عن أحلامهما، وأجبرهما أيضًا على عيش حياة لا تشبه حياة الأطفال نظرائهم في العمر، ورغم كل ذلك لم يطلب مراد ومحمد من الدولة أي إعانة نقدية، وكل ما تمنياه توفير المعدات والنواقص التي يتطلبها عملهما ليتمكنّا من تأديته بشكل أيسر.
يظلّ السؤال؛ أي الحالتين التي يستحقها مراد ومحمد أن يمضيا طفولتها يتسلّقان السلالم.. أم يجلسان في بيتهما بين أهلهما يتلقيان التعليم ويتنقلان من مرحلة دراسية إلى أخرى باحثين عن أنفسهما في موهبة ومهارة تتماشى مع ريعان طفولتهما.. الإجابة أنتم تعرفونها بالتأكيد!