أكد المهندس المستشار العلمي للمركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي، علي عبد القادر أكريم، على أهمية مكافحة سوسة النخيل الحمراء، المعروفة بـ”إيدز النخيل”، التي بدأت تظهر في بعض المدن الليبية.
وهذه الحشرة تهدد بشكل كبير إنتاج التمور في ليبيا، وقد تؤدي إلى خسائر فادحة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمعالجة النخيل المتضرر.
تاريخ ظهور الآفة
سجل أول ظهور لهذه الآفة في ليبيا عام 2009 في مدينة طبرق، وتم البدء في مكافحتها، لكن عملية المكافحة توقفت في عام 2011 بسبب الظروف التي مرت بها البلاد.
وبعد ذلك، انتشرت الآفة في عدة مناطق منها سوق الأحد وترهونة عام 2010، وادي الربيع ومنطقة فطرة عام 2014، مدينة بنغازي عام 2016، الجفرة وسرت عام 2019. تم تشكيل لجان لمكافحة الآفة واتخاذ إجراءات احترازية لمنع انتشارها.
أعراض الإصابة بسوسة النخيل الحمراء:
- وجود سائل لزج بني اللون يخرج من موضع الإصابة ويسيل على جذع النخلة ويتصلب عند تعرضه للهواء.
- الثقوب تكون غالبًا في الجزء السفلي من الجذع، نادرًا في قمة النخلة.
- الجروح الميكانيكية قد تؤدي إلى سقوط قمة النخلة.
دورة حياة الحشرة
تتميز سوسة النخيل الحمراء بدورة حياة كاملة تتضمن أربعة أطوار. بعد التزاوج، تضع الأنثى بين 200 و400 بيضة، يفقس البيض خلال 3 إلى 5 أيام، وتتحول اليرقات إلى طور العذراء خلال 60 إلى 90 يومًا، ثم تتحول إلى حشرة كاملة بعد 20 يومًا.
طرق المكافحة:
- العمليات الزراعية: تشمل تحويض الأشجار، التحكم في الرطوبة، تنظيف وتقليم النخيل، وحرق بقايا التقليم.
- المكافحة الميكانيكية: إزالة النخلة بالكامل في حالة الإصابة الشديدة، أو رشها بالمبيد المناسب.
- المصائد الفرمونية: تستخدم لمراقبة الآفة وتحديد مدى انتشارها.
- الطريقة الكيميائية: رش المبيدات الحشرية على جميع أجزاء النخلة، وحقن الجذع في حالة الإصابة الداخلية.
أفضل طرق المكافحة
تتطلب مكافحة سوسة النخيل الحمراء اتباع الإرشادات والتوصيات الصادرة عن المختصين في مكافحة الآفات الزراعية. تم تشكيل لجنة مركزية لمكافحة الآفة لمراقبة وتنسيق الإجراءات.
المدن الأكثر تضررًا
تتركز الإصابة بسوسة النخيل في ثلاث مدن رئيسية: طبرق، بنغازي، والجفرة.
نسبة الإصابة وتأثيرها على الإنتاج
نسب الإصابة تعتبر قليلة مقارنة بعدد أشجار النخيل الكلي. لا تؤثر الآفة بشكل مباشر على الثمار ولكنها تؤثر على الجذع. تتغير نسب الإصابة حسب عمليات المكافحة، وتجارب الدول المجاورة مثل مصر قدمت دروسًا هامة في كيفية مكافحة الآفة. كما حضر الأخصائيون بالمركز الوطني دورات تدريبية متقدمة في القاهرة حول مكافحة سوسة النخيل الحمراء.
تؤكد هذه الجهود ضرورة التصدي السريع للآفة لضمان استدامة إنتاج التمور في ليبيا والحفاظ على هذا القطاع الزراعي الحيوي.