الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-19

6:51 مساءً

أهم اللأخبار

2024-09-19 6:51 مساءً

زراعة الفستق في ليبيا تحقق نجاح كبير وفرصة ذهبية لتحويل الأراضي الجافة إلى ثروة خضراء

ليبيا تسعى لتطوير قطاع زراعة الفستق في المناطق الجافة بتقنيات حديثة

رغم التحديات التي واجهتها ليبيا خلال السنوات الماضية نتيجة الحرب المدمرة، يشهد قطاع الزراعة في البلاد انتعاشًا ملحوظًا بفضل جهود الشباب الذين يستثمرون في مجالات متنوعة، من بينها زراعة الفستق باستخدام تقنيات حديثة.

تعد زراعة الفستق، التي بدأت تنتشر في مناطق مثل ترهونة ومدن الجبل الغربي، واحدة من المبادرات الزراعية التي تسعى ليبيا من خلالها إلى تنويع مصادر دخلها. يُعرف الفستق بكونه من الأشجار المتأقلمة مع الجفاف والمناسبة للأراضي الكلسية، حيث لا تحتاج لري كثيف ولا عناية مستمرة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للزراعة في المناطق الشبه الجافة.

بدأت زراعة الفستق في ليبيا تتطور بشكل ملحوظ، حيث يتم استخدام تقنيات حديثة مثل التطعيم على حامل الطعم الهجين UCB1 والري بالتقطير. هذه التقنيات تساهم في تعزيز إنتاجية الأشجار وتحسين جودة المحصول. يُذكر أن شجرة الفستق المطعمة تبدأ الإنتاج في السنة الرابعة، وتصل إلى ذروة الإنتاج في الفترة بين السنة الثامنة والعاشرة، بإنتاجية تصل إلى حوالي 25 كغ للشجرة الواحدة، ويُباع المحصول غالبًا بسعر 1500 دينار للكيلوغرام جملة.

الفستق: فرصة واعدة للاقتصاد الليبي

الفستق ليس فقط محصولًا يتكيف مع الظروف المناخية القاسية، بل يمثل أيضًا فرصة اقتصادية واعدة. يشير الخبراء إلى أن الطلب العالمي على مكسرات الفستق في تصاعد مستمر، ويمكن لليبيا أن تلعب دورًا رئيسيًا في تلبية هذا الطلب إذا ما تم استغلال إمكانيات البلاد الزراعية بالشكل الصحيح.

ورغم النجاح الذي أحرزته بعض الدول المجاورة مثل الجزائر، التي بدأت تجارب زراعة الفستق في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن ليبيا ما زالت تستورد كميات كبيرة من الفستق، على الرغم من أن المناخ الليبي ملائم جدًا لزراعة هذه الشجرة.

تحديات وفرص

يواجه المزارعون الليبيون عدة تحديات، منها نقص التمويل والتبريرات التي تعيق تنفيذ مشاريع زراعية كبيرة. ومع ذلك، توجد حلول عملية متاحة، مثل جمع وشتل بذور البطم (الفستق الأطلسي) من الطبيعة أو شرائها من مناطق السهوب الجزائرية. هذه البذور يمكن أن تُغرس في التربة الليبية، وتُعد حلاً منخفض التكلفة لبدء زراعة الفستق في المناطق الجافة. كما يُنصح المزارعون بشراء شتلات فستق مطعمة مسبقًا من الأنواع الموثوقة مثل الفستق العاشوري أو الماطري، واستخدامها كبساتين أمهات لإنتاج الطعوم اللازمة لتوسيع زراعة الفستق.

تعتبر عملية التطعيم خطوة حاسمة لضمان جودة المحصول. يتم تطعيم أشجار الفستق في أواخر شهر مايو ويونيو بطريقة العين، ويمكن أيضًا التطعيم في شهري أغسطس وسبتمبر، مع ملاحظة أن شهر يونيو يعدالفترة المثلى للتطعيم. في المناطق الجافة، يُفضل ري الشتلات قبل وبعد التطعيم لضمان نجاح العملية وتعزيز نمو الأشجار.

مستقبل زراعة الفستق في ليبيا

إن تطوير زراعة الفستق في ليبيا يمثل فرصة لتحقيق دخل مستدام للعائلات في المناطق المعزولة، ويفتح آفاقًا جديدة لتنويع مصادر الدخل الوطني بعيدًا عن قطاع المحروقات. على الرغم من التحديات، فإن الالتزام بالابتكار واستخدام التقنيات الحديثة يمكن أن يجعل من ليبيا لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية للفستق.

إيران، التي تواجه حصارًا اقتصاديًا شديدًا، تمكنت من تصدير فستق بقيمة تصل إلى 2 مليار دولار سنويًا. في المقابل، تصدر ليبيا منتجات زراعية بقيمة 300 مليون دولار فقط، في حين تستورد كميات ضخمة من الفستق، رغم الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها لزراعته محليًا.

مع الاستمرار في دعم المزارعين وتعزيز الوعي بأهمية زراعة الفستق، يمكن لليبيا أن تحقق اكتفاءً ذاتيًا في هذا المحصول وتصبح مصدرًا رئيسيًا للفستق على المستوى الإقليمي والعالمي.


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة