في مدينة غريان، تنتشر “بيوت الحفر”، وهي تجويفات حفرت بطريقة بدائية داخل سفح الجبل وتعد من التحف المعمارية التاريخية المهجورة. يأمل سكان المدينة أن تساهم السياحة في إحياء هذه المعالم وإبراز أهميتها الثقافية والتاريخية.
تتكون “بيوت الحفر” من مجموعة من التجويفات التي حفرها السكان العرب والأمازيغ قبل 355 سنة، ويبلغ عمرها نحو خمسة أجيال.
صممت هذه البيوت لتلبية أربعة استخدامات رئيسية، مما يعكس أهميتها المعمارية عبر العصور.
أولاً، كانت تستخدم للسكن البشري. ثانيًا، خدم بعضها كأماكن للعبادة، حيث توجد دياميس حفرت كمعابد يهودية ومسيحية قبل أن تُحول إلى مساجد للمسلمين.
الاستخدام الثالث كان عسكريًا، حيث عملت كتحصينات للجنود بهدف المراقبة وصد الهجمات العسكرية خلال الحروب. أما الاستخدام الرابع فكان لدفن الموتى، حيث تم العثور على شواهد أثرية تعود للحكم الفينيقي في ليبيا، مما يعزز من قيمتها كمقابر تاريخية.
وتعتبر “بيوت الحفر” مثالًا على تعددية الاستخدامات والقدرة على التكيف مع مختلف الحقب التاريخية، وهي بمثابة شاهدة على تطور الحياة والمعمار في المنطقة.
ووضعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” حوش الحفر بغريان على قائمة التراث في الدول الإسلامية ضمن 22 موقعاً ليبياً يبرز القيمة المتميزة للمواقع المختارة ويجسد أهمية الحفاظ عليها وصونها.