الناير اليعقوبي

تتميز بلادنا بإمكانيات وافرة آسرة  في قطاع السياحة غير مستغلة حتى الساعة، قل نظيرها في بلدان عربية و أجنبية، يرتكز اقتصادها بشكل كامل وكلي على السياحة، الأمر الذي يذيقنا الأمرين من حالة استغراب و أخرى استفهام .

تملك ليبيا ما لا تملكه دول سياحية من مقومات و قدرات، حيث التنوع الثقافي و الطبيعي ،وموارد بشرية تتشوق إلى صناعة ذهب السياحة من أحجار معالم أثرية و تاريخية ، تعود لعصور مختلفة ما يؤهلها أن تكون  واجهة مؤكدة للسُياح من مختلف أنحاء العالم.

ليبيا الزاخرة بكنوز جذب سياحي لا تعد ولا تحصى ، تفتقر إلى قطاع لم تقم له قائمة منذ القدم ، رغم أهميته القصوى في النهوض بالاقتصاد المحلي و توفير فرص العمل ،والرفع من مستوى المعيشة، لتبقى بلادنا غير مُصنفة حتى في ذيل قائمة الدول العربية التي تعرف بالسياحة.

هذا التناقض -الذي يقض مضاجعنا في دولة يستنزف مصدر اقتصادها الوحيد على مدار الساعة، وعلى وجه أرضها خيرات دائمة الاخضرار لا تنقص و لا تتقلص مع مرور الزمن – يُنبهنا إلى ضرورة عاجلة ملحة لإحكام العقل في إدارة قطاع السياحة بحكمة و اقتدار قبل نضوب قوت البلاد.

تحديات تواجه القطاع ازدادت اليوم حدة عن أمس ، كانت وراء تعثر خطاه و خططه ،أولها الأوضاع السياسية والأمنية و الاقتصادية غير المستقرة، و تردي البنية التحتية السياحية ،وعلى رأسها فقر في  الفنادق و القرى السياحية ذات الخدمات الراقية و خاصة الإلكترونية منها.

يضاف إلى التحديات ، تجاهل أهمية التسويق السياحي، ودوره في التعريف و الترويج بالوجهات السياحية ،وغياب قاعدة بيانات و معلومات وافية كافية عن القطاع، والحالة الرثة للمواقع الأثرية والتاريخية ،وبقاء منظومة التشريعات ذات العلاقة بالسياحة دون تحديث.

و بعد .. لن تتغير الصورة الذهنية الليبية لدى سواح العالم، ولن تقوى أركان السياحة ما لم نركن إلى تخطيط استراتيجي واضح فعال لتطوير القطاع، بوقفة جادة حازمة من كافة قطاعات وأجهزة الدولة، عندها فقط ينقرض التناقض وتطابق واجهة ليبيا السياحية عظمة امكانياتها.