صرح سليمان الشحومي مؤسس سوق المال الليبي للمنصة عن الأحداث الجارية بمصرف ليبيا المركزي بأن ما يحدث حاليًا في المصرف المركزي هو أمر مربك وصعب للغاية وغير عقلاني. أن تتعرض مؤسسة نقدية مثل البنك المركزي، وهي مؤسسة عريقة، لمثل هذه الهزات العنيفة سواء على مستوى الإدارة العليا (مجلس الإدارة والمحافظ) أو حتى على مستوى الإدارات الدنيا والموظفين العاملين، هو أمر يثير القلق.
وأضاف الشحومي أن الارتباك الذي حدث وحالة الشلل التي يمر بها البنك المركزي حاليًا، يعودان بشكل كبير إلى التخبط وسوء اتخاذ القرارات، خصوصًا قرار المجلس الرئاسي الذي أربك المشهد بالكامل دون أي مبرر أو داعي، خاصة في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة في ليبيا.
أكد الشحومي أن هذا الوضع الاستثنائي يحتاج إلى نوع من التوافق مع الأطراف السياسية الفاعلة في البلاد، سواء كان البرلمان أو مجلس الدولة أو غيرها. صحيح أن المصرف المركزي يحتاج إلى تجديد الشرعية وإعادة ترميم مجلس الإدارة، ولكن ليس بهذه الطريقة التي تمت بها الأمور.
وتابع الشحومي في تصريحه للمنصة أن ما يحدث الآن له انعكاسات كبيرة وخطيرة للغاية، سواء على مستوى المدفوعات الوطنية التي تعثرت أو التي قد تتعثر قريبًا، أو على مستوى المدفوعات الخارجية مثل الاعتمادات والحوالات. هناك حالة قلق كبيرة لدى النظام البنكي العالمي الذي يتعامل مع ليبيا بسبب هذه الأوضاع، بالإضافة إلى حالة ارتباك داخل المؤسسات المصرفية الليبية وبين المواطنين، خاصة بعد احتمال توقف صرف المرتبات لشهر أغسطس، وما قامت به الإدارة الجديدة للبنك المركزي من طلب البنوك التجارية بصرف المرتبات، وهو ما لم تستجب له بعض البنوك لافتقاد هذا الإجراء للكثير من الأصول المهنية والقواعد الإجرائية المناسبة لهذه الحالات.
اختتم الشحومي أنه من الضروري أن تعيد المؤسسات التشريعية في ليبيا النظر بشكل جاد في مسألة إدارة المصرف المركزي، لتجنب حدوث ارتباكات كبيرة في المشهد الاقتصادي الليبي.