وصلوها على أمل قبولهم كلاجئين، لكن وجدوا أنفسهم داخل جدران المنطقة العازلة في قبرص.
يعيش أكثر من 70 مهاجرا داخل مخيمين أنشأتهما مفوضية اللاجئين في المنطقة العازلة بقبرص، وذلك بعد أن دفعتهم السلطات القبرصية إلى هذه المنطقة ورفضت استلام طلبات لجوئهم، وفقاً لرواية المهاجرين والأمم المتحدة.
ومنذ منتصف مايو الماضي، دفعت السلطات في جمهورية قبرص أكثر من 70 مهاجرا إلى المنطقة العازلة، التي تقع تحت مسؤولية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مما اضطر الأخيرة إلى إنشاء مخيمين في “Aglantzia” و”Avlona”، لإيواء هؤلاء المهاجرين
ويحاول المهاجرون عادة الوصول إلى جمهورية قبرص (جنوب) قادمين من الجانب الشمالي (التركي) للجزيرة، وذلك بمساعدة مهربين، على أمل طلب اللجوء في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
وشاعت طريقة الهجرة هذه خلال الأعوام الأخيرة، فيما اتهمت السلطات القبرصية الحكومة التركية بتسهيل وصول هؤلاء المهاجرين عن طريق منحهم تصاريح سفر خاصة بالطلاب، ليصلوا إلى الشق الشمالي ويتسللوا بعد ذلك للجنوبي.
وكان الرئيس القبرصي قد صرح في أعقاب بداية هذه الأزمة، بأن بلاده لن تسمح بتحول المنطقة العازلة إلى طريق جديد للهجرة غير الشرعية.
وقالت مسؤولة التواصل في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في قبرص، إيمليا ستروفوليدو، أن المفوضية تتعاون مع الصليب الأحمر والسلطات المحلية لمحاولة توفير احتياجات المهاجرين، من طعام ومياه ورعاية صحية، موضحة أنهم يتحدرون من سوريا وإيران والعراق، والسودان وأفغانستان وبنغلاديش، ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال والكاميرون بالإضافة إلى فلسطينيين من غزة.
وحذرت ستروفوليدو من أن “جميع طالبي اللجوء العالقين معرضين للعوامل الجوية القاسية والحرارة والغبار والرطوبة، دون الحصول على حقوق الاستقبال التي يضمنها القانون الوطني القبرصي وقانون الاتحاد الأوروبي”،
وأشارت إلى أن المفوضية تلقت “شكاوى حول الثعابين والجرذان في منطقة الخيام ومخاوف من التعرض للأذى، لاسيما الأطفال.
كما أن المنطقة تعج بالبعوض والذباب، ناهيك عن موجات الحر المتكررة. وقد تسبب البعوض في إصابة بعض الأشخاص بالحساسية، وأدت درجات الحرارة المرتفعة إلى حوادث إغماء مع نقل الأشخاص المتضررين إلى المستشفى بسبب تعرضهم لضربة الشمس”.