قدمت الفرقة القومية للتمثيل والموسيقى بإدارة الفنان عبدالرزاق أبورنيه عرضا مسرحيا مختلفا كرسالة لم يتطرق لها مؤلف قبل أن يضعها الكاتب المسرحي حامد أبوذينه في قالب اجتماعي وطني قومي تماهى معه الممثلون لمسه أحاسيس يشعر بها كل ليبي فما بالكم بفنان بحس مرهف ورؤية لرسالة مجتمعية بمسؤولية جمة تجاه الجميع .. فكانت ثلة شخصت وجسدت أدوارها بإتقان كبار وصغار (( صهيب الراندي , ولاء زهير , أشرف صبري , دنيا الزيتوني , أحمد البي , السيدة زهير , وناصر علي )) والنص المسرحي الذي حمل عنوانا جذابا يقف أمامه القارئ عبر الإعلان متشوقا ناح هذه التوليفة اللفظية لكلمتين إحداهما في اللهجة التونسية والأخرى في اللهجة الليبية ( برشه + هلبة ) يقف راغبا سبر غور المعنى الذي جعل حامد أبوذينه المؤلف والمنتج للمسرحية في آن وماذا أراد بهذا المعنون ؟ ليقول..

نحن امتداد لأرض واحدة باعدت بيننا المسافات إنما في اعتقادي الجازم وأي تونسي وليبي أن الجذور واحدة كعرب ومسلمين وكل مالنا قريب قد يكون واحد مأكل وملبس وعادات وحتى بعض الكلمات ولا نعول عليها إذ في ذات البلد بحدودها الإقليمية التي تضيق المساحة وتوسع مدارك الواعين من الشعوب العربية الواحدة تختلف اللهجة وتتنوع الكلمات .. ولكننا دماء تجري واحدة بمعنى الجوار والأخوة والإنسانية أوجاعنا معا نداويها ما يبكي بنية صغيرة في ليبيا تقف عند حدود تونس يؤلم طفلا تونسيا لا تطبطب على ألمه إلا أيادي ليبية تمتد ضاربة عرض الحائط أي فواصل لم ترسمها الشعوب إنما استعمار قديم بمراميه ( فرق تسد ) واستنزاف للصوص جدد يستنزفون المواطن ليبي تونسي المهم مصلحته على حسابهم ..

المسرحية للمخرج (عادل أبوليفة) باسم ( برشا برشا _ هلبا هلبا ) تتحدث عن وحدة الأمل والمصير والأرض والرؤى رغم الرغم …موسيقى المسرحية للفنان حسن الاحيمر الذي عمل على تركيبة موسيقية صاحبت العروض المكتظة بجمهور متعطش لأعمال كهذه .. مسرحية يديرها الفنان محمد الدوشه وخطت ملامح تنكرية مدروسة لكل الفنانين على الركح حسب الأدوار فنية التنكر سهام ..

** أنهى الممثلون عروضهم الأولى الثلاثة وهم في غاية الإيجابية لردة فعل الجمهور المشجعة حسب الفنان الشاب المتحمس والمتأمل لجديد أشرف صبري .. وعنه علمت المنصة أن عروضا ستقدمها الفرقة خلال الأيام القادمة بإذن الله لذات المسرحية في مدن ليبية مختلفة كما في مدينة طرابلس وسيظل المسرح أستاذ للشعوب .. وتظل الحكمة التي وقفنا عندها جميعا .. أعطني مسرحا أعطيك شعبا .

يذكر أن  مسرح معهد جمال الدين الميلادي بمقر الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون وبمعية الفنان عبدالباسط بوقندة رئيس الهيئة .. تيمنا بنجاحات وتأثير عمالقة الفن الليبي سميت خشبة المسرح باسم الفنان ( عامر الحجاجي ) .