الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-22

5:38 مساءً

أهم اللأخبار

2024-11-22 5:38 مساءً

تصفية “البيدجا” هل تفتح أبواب الصراع والنفوذ المسلح في غرب ليبيا

Wide Web

في الأول من سبتمبر قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف باسم “البيدجا” في حادثة اغتيال مروعة بمنطقة صياد في جنزور بالعاصمة طرابلس.

كان “البيدجا” أحد الشخصيات البارزة في ملف الهجرة غير الشرعية والتهريب في ليبيا وشغل منصب قائد خفر السواحل في مدينة الزاوية ويعتبر مقتله حدثا مهما في السياق الأمني حيث جاء في وقت حساس تشهده البلاد من صراعات داخلية وتوترات بين الفصائل المتناحرة في طرابلس.

“البيدجا” برز على الساحة الليبية في السنوات الأخيرة بصفته قائدا لخفر السواحل في مدينة الزاوية إحدى المناطق الاستراتيجية على الساحل واشتهر بضلوعه في عمليات تهريب البشر والوقود وهي أنشطة كانت تدر أرباحًا كبيرة بالإضافة إلى تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك العنف ضد المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

وكان “البيدجا” جزءا من شبكة واسعة تدير عمليات تهريب البشر عبر البحر المتوسط حيث يتهم بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المهاجرين المحتجزين في مراكز الاحتجاز وقد ورد اسمه في تقارير دولية متعددة من بينها تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني بليبيا الذي اتهمه بإدارة شبكة ضخمة للاتجار بالبشر وتهريب الوقود.

بالإضافة إلى ذلك تم فرض عقوبات دولية عليه من بينها عقوبات من مجلس الأمن الدولي والمملكة المتحدة والتي شملت حظر السفر وتجميد الأصول وعلى الرغم من هذه العقوبات كان “البيدجا” قادرا على الاحتفاظ بنفوذه داخل البلاد حيث استمر في ممارسة مهامه وكان يحاول إزالة اسمه من قوائم العقوبات عبر إجراءات قانونية مزورة واستغلال العلاقات داخل الحكومة.

وقع الحادث في منطقة جنزور عندما تم استهداف “البيدجا” بوابل من الرصاص أودى بحياته على الفور في منطقة الصياد التي تبعد عن طرابلس بحوالي 30 كيلومترا

وتفاصيل الحادثة ما زالت غير واضحة ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية إلا أن توقيت ومكان الاغتيال يشيران إلى أنه قد يكون مرتبطا بالصراعات الداخلية على السلطة، حيث من المتوقع أن تقوم المجموعات المسلحة المناصرة له بردة فعل تجاه مقتله لا يمكن حصر حجمها

وقد يكون اغتياله كهدف لبعض الجهات النافذة للتخلص منه نظرا لماضيه وعلاقاته المتوترة مع عدة أطراف.

ويعتبر مقتل “البيدجا” ضربة كبيرة للشبكات التي كانت تدير عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية ومن المحتمل أن يؤدي غيابه إلى صراع على السلطة بين الفصائل الأخرى التي قد تسعى لملء الفراغ الذي تركه.

وقد يؤدي هذا الاغتيال أيضا إلى إعادة توزيع السيطرة على المناطق الاستراتيجية في الزاوية والساحل الغربي مما قد يفاقم من التوترات بين الفصائل المتناحرة الأخرى.

مقتل “البيدجا” قد يؤدي إلى زيادة الضغوط الدولية على الحكومة لتطبيق العقوبات بشكل أكثر صرامة وملاحقة الشخصيات الأخرى المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات التهريب وقد يدفع المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده في مراقبة الأنشطة غير القانونية في ليبيا وهو ما قد يؤثر على التحالفات الداخلية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي.

ويعتبر “البيدجا” أحد أبرز قادة شبكات تهريب البشر في ليبيا وبالتالي فإن مقتله قد يؤدي إلى اضطراب في عمليات التهريب لفترة لكن من المرجح أن تسعى شبكات أخرى لملء هذا الفراغ بسرعة.

وعلى الصعيد الدولي من المتوقع أن يستمر المجتمع الدولي في متابعة تداعيات الاغتيال مع زيادة الضغوط على الحكومة للتعامل مع الملف الأمني وتنفيذ العقوبات الدولية بشكل أكثر فعالية.

ويعد مقتل “البيدجا” علامة فارقة في المشهد الأمني وهو يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها البلاد لاسيما في المنطقة الغربية والتي شهدت ايضا خلال شهر يوليو الماضي محاولة اغتيال عبد المجيد مليقطة مستشار حكومة الوحدة الوطنية.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة