في سبتمبر 2023 اجتاحت عاصفة دانيال مدينة درنة مسببة فيضانات مدمرة أدت إلى انهيار سدين وتجريف أحياء سكنية بأكملها.
هذه الكارثة الطبيعية خلفت دماراً هائلاً وأثرت بشكل كبير على حياة السكان مما تطلب استجابة عاجلة ومكثفة من مختلف الأطراف.
وتسبب انهيار السدين في تدفق هائل للمياه عبر المدينة مما أدى إلى تدمير كامل لبعض الأحياء وتدمير البنية التحتية الأساسية. هذا الوضع أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا والمفقودين مما زاد من تعقيد عملية الإغاثة والتعافي.
وفي ظل هذا الوضع الطارئ انطلقت قوافل إغاثية من مختلف أنحاء ليبيا إلى درنة. حافلات من غرب البلاد وصلت محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية بينما قوافل أخرى من سبها ومرزق وزويلة قدمت الأغطية والأفرشة والمواد الطبية ومياه الشرب.
هذه الجهود ترافقت مع دعم من منظمات متعددة مثل الهلال الأحمر وجهاز الإسعاف والطوارئ وجهاز الدفاع المدني بالإضافة إلى فرق من شركة الخدمات العامة من طرابلس ومصراتة بالإضافة إلى ارسال اللواء 444 قتال من طرابلس وحدات عسكرية لدعم جهود الإغاثة وتنظيم العمليات.
جانب آخر من الاستجابة كان التعاون المجتمعي الواسع المواطنون والجمعيات الخيرية في المناطق الساحلية استقبلوا القوافل وقدموا الدعم اللوجستي والإغاثي بينما أعيان ومشايخ التبو من مرزق نظموا قافلة إغاثة تشمل الإبل الحية والأغطية والمواد الأساسية. بالإضافة إلى ذلك أدت أزمة درنة إلى تنظيم أول صلاة عيد فطر بعد الكارثة بحضور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وأعضاء من مجلس النواب ورئيس الحكومة الليبية أسامة حماد ومدير عام صندوق التنمية وإعادة الإعمار المهندس بالقاسم حفتر بالإضافة الى عدد كبير من مسؤولي الدولة مما عزز من روح التضامن والوحدة بين جميع الأطراف.
الكارثة كشفت عن قدرة الشعب الليبي على تجاوز الانقسامات السياسية وتوحيد الجهود في أوقات الأزمات ولضمان استمرار الدعم هناك حاجة ملحة لإعادة بناء المدينة وتقديم المساعدات طويلة الأمد للمتضررين ومن الضروري أيضاً تعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ وتطوير خطط الطوارئ الوطنية بناءً على الدروس المستفادة من هذه الأزمة.
كارثة درنة شكلت اختباراً كبيراً لوحدة الشعب الليبي وقدرته على التعاون في الأوقات الصعبة والجهود المشتركة والإغاثة التي قدمت تعكس قدرة الشعب على التكاتف وتجاوز التحديات مما يعزز الأمل في إمكانية تحقيق التماسك الوطني والتغلب على الانقسامات في المستقبل.