الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-19

4:05 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-19 4:05 صباحًا

كارثة درنة وانهيار سدودها.. فاجعة سببتها الطبيعة وحدها أم كان للبشر دخل فيها؟

كارثة درنة وانهيار سدودها.. فاجعة سببتها الطبيعة وحدها أم كان للبشر دخل فيها؟

كارثة درنة، هل كانت ناتجة فعلًا عن السيول والأمطار الغزيرة، وهل كان هذا السبب هو العامل الوحيد الذي سبب كل هذا الدمار، أم أن انهيار السدين كانا السبب الأساسي في الفاجعة.

هذه الأسئلة طرحت مباشرة بعد وقوع الكارثة، وكانت الإجابات تجمع على أن انهيار السدين هما السبب في عظم حجم الكارثة، وأن السيول لم تكن لتسبب هذا الدمار.

وقد أدى انهيار السدين إلى إطلاق ما يقدر بنحو 30 مليون متر مكعب (39 مليون ياردة مكعبة) من المياه، مما تسبب في حدوث فيضانات في اتجاه مجرى النهر حتى فاض وادي درنة على ضفافه.

بناء السدود

ما سبب انهيار السدين، وهل كانت هناك بوادر أو تحذيرات من انهيارهم؟ الإجابة نعم، ولكن قبل الخوض في تفاصيل هذه البوادر، يمكن العودة لتاريخ بناء السدين والسير به حتى يوم وقوع الكارثة.

بنيت السدود المنهارة من قبل شركة “هيدروتينيكا-هيدرونيرجيتيكا” اليوغوسلافية، في الفترة من عام 1973 إلى عام 1977 للسيطرة على الفيضانات وري الأراضي الزراعية وتوفير المياه للمجتمعات المجاورة، وقد وصفت بأنها سدود بقلب من الطين المضغوط مع درع محيط من الحجر والصخور يبلغ ارتفاعها 75 مترًا (سد أبو منصور)، و45 متراً (سد وادي درنة)، وتبلغ القدرة التخزينية للمياه لسد درنة (وادي البلاد) 1.5 مليون متر مكعب، بينما تبلغ القدرة التخزينية لسد (أبو منصور) عند المنبع 22.5 مليون متر مكعب (1.5 مليون متر مكعب من مصدر آخر).

صيانة السدين

لم يشهد السدين اهتمام وصيانة دورية أو ترميم خلال العقود المتلاحقة والحكومات المتعاقبة على البلاد، حتى بدأت علامات التصدع والتشقق تظهر في السدود، وكان أول بلاغ عن الأمر في 1998 أبلغ عن حدوث التشققات في السدود منذ عام 1998.

وفي هذا الصدد قال نائب رئيس بلدية درنة إن السدود لم تجرى صيانتها منذ عام 2002 ولم تبنى لتحمل مثل هذه الكميات من المياه، وذلك على الرغم من تخصيص أكثر من 2 مليون يورو لهذا الغرض في عامي 2012 و2013، إلا أن شركة إنشاءات تركية تدعى “شركة آرسيل للإنشاءات المحدودة” ادعت أنه حصل التعاقد معها للقيام بأعمال صيانة السد وبناء آخر في عام 2007، وذكرت على موقعها الإلكتروني أنها أنجزت هذا العمل في عام 2012، ولكن وبعد كارثة انهيار السد أغلقت الشركة جميع مواقعها الإلكترونية.

وجاء في تقرير صادر عن هيئة تدقيق حكومية عام 2021 أن السدين لم تجر لهما صيانة رغم تخصيص أكثر من مليوني دولار لهذا الغرض عامي 2012 و2013.

فيما كشفت التحقيقات بعد الكارثة أن نظام التصريف في الوادي كان لا يعمل بالصورة التصميمية لتراكم الطمي منذ العام دون أي صيانة، فضلًا عن رصد تشققات في السدين، إلى جانب بوجود «إهمال في صيانة سدي المدينة» وعدم وجود منظومة إنذار في السدين وإهمال عمليات تنظيف الفتحات العلوية وكذلك الصيانة الدورية.

تحذيرات

وأشار موقع “غلوبال سيكيريتي” أن السد صمم للاستجابة للظروف المناخية التي كانت سائدة في منتصف القرن العشرين، وليس تلك التي نعرفها الآن منذ بداية القرن الحادي والعشرين.

وفي ورقة بحثية نشرت في 2022 ، قال عالم الهيدرولوجيا عبد الونيس عاشور من جامعة عمر المختار الليبية

وأضاف أن تكرار الفيضانات من حين إلى آخر أصبح يشكل تهديداً مستمراً لسكان الوادي ومدينة درنة، كما يُعتبر تآكل التربة في الحوض بسبب مياه السيول مصدر قلق كبير يؤثر سلباً على الغطاء النباتي.

وحذر عاشور من أنه “إذا حدث فيضان هائل فإن النتيجة ستكون كارثية على سكان الوادي والمدينة”.

كما نوهت الورقة إلى ضرورة زيادة الغطاء النباتي بحيث لا يكون ضعيف ويسمع للتربة بالانجراف للحد من ظاهرة التصحر.

تفاصيل وقوع الكارثة

من جانبها قالت إدارة السدود في وزارة الموارد المائية بحكومة الوحدة الوطنية إن تدفق كمية المياه المخزونة في سدي وادي درنة، أدت إلى إضعاف سعة السدود ثم انهيارها، حيث أدى عجز السدّ الأول عن كبح الطوفان إلى التدفق السريع للمياه نحو السدّ الثاني مما أدى إلى إنفجاره أيضاً، كذلك قالت تقارير إن نسبة الأمطار بلغت أكثر من 200 ملم، ما يتخطى القدرة التصميمية للهياكل.

تحرير – هدى الغيطاني


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة