مشروع الكفرة الزراعي: الصحراء الليبية تتحول إلى لوحة خضراء لتحقيق الاكتفاء الذاتي

في ظل الجهود المستمرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستدامة الزراعية، يواصل مشروع الكفرة الزراعي الإنتاجي تحويل الصحراء الليبية إلى لوحة خضراء نابضة بالحياة. يمثل هذا المشروع بارقة أمل وازدهار لكل من يساهم فيه، حيث تحمل كل بذرة مزروعة وعدًا بمستقبل مشرق للأرض والشعب.

يعد المشروع أحد المبادرات الحكومية الإنتاجية في ليبيا، حيث ينتج محاصيل زراعية متنوعة تشمل القمح، الشعير، الفول، البرسيم، والخرطان الذي يعتمد عليه بشكل أساسي في تغذية الماشية. خلال الموسم الشتوي لهذا العام، بلغ عدد الحقول المنتجة 30 حقلاً، فيما يجري العمل حاليًا على تجهيز 24 حقلاً إضافيًا للدخول في الإنتاج خلال الموسم الصيفي لعام 2023.

يحتوي مشروع الكفرة الزراعي على 265 دائرة زراعية، وتزيد مساحة كل دائرة عن 100 هكتار. وقد صُمم المشروع لإنتاج 50 ألف طن من القمح والأعلاف، بهدف تلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير، ما يجعله محورًا أساسيًا في دعم الأمن الغذائي في ليبيا.

ورغم التحديات التي يواجهها المشروع نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة وغياب الدعم الكافي، إلا أن الإنتاج الزراعي مستمر. كما تسعى إدارة المشروع لإحياء نحو 25% من إجمالي مساحة المشروع بعد أن كانت الحقول المنتجة في يوليو الماضي لا تتجاوز 6 حقول فقط.

بالإضافة إلى المحاصيل التقليدية، يعمل المشروع على توطين زراعة أشجار الفاكهة الصحراوية مثل نبات القشطة، الأفوكادو، ذهب البرتقال، والمارينجا، في خطوة تعزز من تنوع الإنتاج الزراعي.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع الكفرة الإنتاجي تأسس في ستينيات القرن الماضي بهدف إنتاج 50 ألف طن من القمح يوميًا، سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير.