نظمت جمعية الروضة المنيرة للتراث احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف في مدينة درنة، وسط أجواء من الفرح والتأمل الديني. الحدث الذي قاده الدكتور عبد المحسن العوكلي شهد حضور نخبة من الأدباء، الكتاب، الفنانين، والشعراء، الذين اجتمعوا لإحياء هذه المناسبة الدينية العريقة.
وفي كلمته الترحيبية، أشار الدكتور العوكلي إلى أن هذا الاحتفال، الذي ينعقد في دورته الثالثة تحت عنوان “احتفال الياسمين بالمديح النبوي”، يمثل استمرارًا لتقاليد مهرجان طرابلس الدولي للمديح النبوي، الذي أقيم لثماني دورات قبل عام 2011 تحت إشراف الشيخ أحمد القطعاني.
وأوضح أن جمعية الروضة المنيرة للتراث، كإحدى مؤسسات المجتمع المدني، تسعى للحفاظ على التراث الديني والثقافي الليبي من الاندثار، خاصة في ظل تصاعد الهجمات التي تنكر الاحتفال بالمولد النبوي وتطعن في السنة النبوية. وأكد العوكلي أن الجمعية تعمل على حماية هذا الإرث الذي نشأ عليه الليبيون منذ الطفولة، مشددًا على ضرورة مواجهة هذه الهجمات بالحفاظ على التراث وإحيائه في المساجد والزوايا.
الاحتفال شهد أهازيج المديح النبوي وتجمعات روحانية في الروضة العيساوية، في رسالة قوية لتأكيد أهمية الحفاظ على التراث الديني والثقافي الليبي، وعدم السماح لأي محاولات لطمس هذه التقاليد المتجذرة في هوية البلاد.
كما شهد الاحتفال تكريم عدد من الشخصيات البارزة في مجال الفن والتراث، حيث تم تكريم الشيخ سعد سعيد المعروف بفضائله وأعماله الصالحة، والشيخ رجب شاهين، والشيخ محمود الزروق، المعروف بكونه شيخ زاوية بن عيسى، والشيخ جاب الله الضراط، شيخ زاوية الرفاعي، والشيخ عبد الله بن عمران، والعديد من المشايخ الآخرين.
كان الاحتفال فرصة لتجسيد الروح الحقيقية للإحياء والتقاليد الدينية التي تربينا عليها، ولتكريم الأعلام الذين ساهموا في الحفاظ على التراث الثقافي والديني.