ما يزال بحر المانش يشهد باستمرار حوادث غرق قوارب المهاجرين. وفي أخر حادث شهد ساحل “أمبليتيوز” شمال فرنسا، حادث غرق قارب مكتظ بالمهاجرين، مما أدى إلى مقتل 8 منهم.
وتأتي هذه المأساة الجديدة بعد أقل من أسبوعين من أسوأ حادثة غرق هذا العام في المانش، والتي خلفت 12 قتيلاً، بينهم 10 نساء. وفي المجمل، منذ يناير، لقي 46 مهاجراً حتفهم في هذه المياه أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة، وهو رقم قياسي.
وأعلنت السلطات الفرنسية أن ثمانية مهاجرين لقوا حتفهم في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي ، عندما انقلب قاربهم أثناء محاولتهم عبور بحر المانش من فرنسا إلى المملكة المتحدة، وكان على متنه نحو 60 مهاجراً.
ووفقاً للسلطات، يتحدر ستة قتلى من أفريقيا، وواحد من الشرق الأوسط، وواحد من آسيا.
وذكر بيان صادر عن السلطات البحرية الفرنسية المسؤولة عن القناة وبحر الشمال، أن سفينة إنقاذ فرنسية تم إرسالها إلى المنطقة وأنقذت 53 مهاجرا، فيما تم تقديم الرعاية الصحية للناجين على الشاطئ، قبل نقلهم إلى صالة الألعاب الرياضية في بلدة “أمبلتوز” الشمالية.
وقال البيان “على الرغم من الرعاية الطارئة المقدمة، توفي ثمانية أشخاص”، مضيفا أنه لم يتم العثور على أي أشخاص أثناء البحث في البحر.
وحسب “مهاجر نيوز” قال جاك بيلانت، محافظ “با دو كاليه”، إن ستة أشخاص نقلوا إلى المستشفى “في حالة طوارئ نسبية”، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر 10 أشهر يعاني من انخفاض حرارة الجسم.
وقال إن الناجين من الحادث يتحدرون من إريتريا والسودان وسوريا، وأفغانستان ومصر وإيران. وأضاف أن القارب الذي كانوا على متنه “واجه صعوبات بسرعة وجنح… وتمزق على الصخور”.
وفتح مكتب المدعي العام في “بولوني سور مير” تحقيقا في قضايا “المساعدة على دخول وإقامة أجانب في وضع غير قانوني ضمن عصابة منظمة، مع وضعهم في ظروف مشددة تتمثل في تعريض حياة الآخرين للخطر”، حسبما أفاد باتريك ليليو، نائب المدعي العام في “بولوني سور مير” لوكالة الأنباء الفرنسية، مضيفاً أنه لم تتم أي اعتقالات حتى مساء الأحد.
ومن جانبهم، سارع المسؤولون البريطانيون إلى التعبير عن حزنهم إزاء هذه المأساة الجديدة في المانش، وقال وزير الخارجية ديفيد لامي لهيئة الإذاعة البريطانية “إنه أمر مروع. إنها خسارة أخرى في الأرواح”.