الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-09-20

6:33 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-09-20 6:33 صباحًا

ليبيا وأمل الوصول: رحلة ذوي الإعاقة بين التحدي والتغيير 

عبد السلام شليبك

عند دخولي للمحطة، لاحظت على الفور الممرات الواسعة، اللافتات الواضحة، ووجود المساعدات المتاحة بشكل يسهل على الجميع، وخاصة الأشخاص من ذوي الإعاقة، التنقل بحرية واستقلالية.

كان هذا المشهد يبعث في نفسي شعورًا بالراحة والتقدير للجهود المبذولة لجعل التنقل في المدينة أكثر سهولة وكرامة للجميع.

محطة واترلو (Waterloo station) محطة قطارات تعتبر من أهم وأضخم محطات قطارات مدينة لندن ،تم انشائها في 11 يوليو من عام 1848 وتم تسيير رحلات دولية منها منذ عام 1994 حتى عام 2007، تشكل جزأ من شبكة مترو أنفاق لندن، أضافة إلى كونها محطة للسفر داخل بريطانيا من خلال شبكة القطارات البريطانية كانت تسير منها رحلات إلى أوروبا(فرنسا وبلجيكا) عبر قطار يوروستار السريع لكن بينما كنت أراقب هذا التقدم، لم أستطع إلا أن أفكر في الوضع في بلدي ليبيا.

في بلدان مثل ليبيا، التي تعاني من آثار الصراعات والتحديات الاقتصادية، تبدو هذه التحسينات التي رأيتها في لندن وكأنها حلم بعيد المنال. واقعنا يختلف تمامًا، حيث يواجه ذوو الإعاقة في ليبيا صعوبات هائلة في التنقل والحصول على الخدمات الأساسية.

 الطرقات غير مجهزة، والمباني العامة تفتقر إلى أبسط التعديلات التي تضمن لهم الوصول إليها، وحتى المواصلات العامة غالبًا ما تكون غير متاحة لهم.
في ليبيا، التحديات لا تتوقف عند البنية التحتية فقط، بل تتعداها إلى نقص الوعي المجتمعي بحقوق ذوي الإعاقة، وغياب التشريعات الفعالة التي تحمي حقوقهم وتضمن لهم العيش بكرامة.

 هذا الواقع يدفعني للتساؤل: متى سنبدأ في بلادنا بتبني مبادرات جدية لتغيير هذا الوضع؟ متى سنرى في ليبيا مدنًا مجهزة بشكل يجعل الجميع يشعرون بأنهم جزء متساوٍ في المجتمع؟
 أعلم أن الطريق طويل وأن التحديات كبيرة، ولكنني أؤمن أن البداية يمكن أن تكون من خلال جهود بسيطة ومبادرات محلية تهدف إلى تحسين حياة ذوي الإعاقة.

 نحن بحاجة إلى رؤية جديدة تأخذ في الاعتبار أن تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات المناسبة لذوي الإعاقة ليس ترفًا، بل هو ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الإنسان.

عندما غادرت محطة واترلو، شعرت بمزيج من الأمل والحزن. الأمل في أن نتمكن في ليبيا من تحقيق مثل هذا التقدم يومًا ما، والحزن لأن الواقع الحالي لا يزال بعيدًا عن تحقيق هذه الرؤية ولكنني أؤمن أن التغيير ممكن، وأنه يبدأ بخطوات صغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الكثيرين.

علينا أن نحلم، ولكن الأهم هو أن نعمل على تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، لنبني ليبيا أفضل وأكثر شمولية للجميع.


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة