د. محمود عمار المعلول                                                                                                

   
رغم انتشار العلم والمعرفة فإن كثير من الناس لا يعرفون بعض الحقائق ، أي يمكن تجهيلهم وخداعهم واللعب على عواطفهم ، كما هو اليوم فتجد كثير من الناس يعادون الأنبياء والرسل والعلماء المعتبرين رغم وجود العلم والمعرفة ، وعندما يخرج المسيح الدجال يتبعه الثلث ويقتل الثلث ويعاديه الثلث من البشر ، وتذكر كتب التاريخ والأحاديث الشريفة ، إن سيدنا سليمان عليه السلام قد سجن شياطين في البحر أي أوثقهم وقيدهم في البحر ، تسمى بالشياطين الملجمة ، وهذه الشياطين ستخرج في آخر الزمان .
تذكر الأحاديث الشريفة إن من علامات للساعة إنه ستظهر هذه الشياطين في آخر الزمان ، وهذه الشياطين ستفتن الناس أي تخدعهم ، وتضلهم ، وتجعلهم يتبعونها ، وتقرأ لهم القرآن كما ورد في حديث عن عبد الله بن عمر ، وهناك بعض المفسرين قالوا : إن هذه الشياطين تقرأ للناس قرآن مزور محرف للناس مثلما قال مسيلمة الكذاب وغيره من المشعوذين ، أي فتنة للناس ولا يمكن أن تكون الفتنة بقرآن حقيقي ، وبعض المفسرين الآخرين قالوا إنه ليس بقرآن ، ولكنه يشبهه ، وبعض العلماء فسروا إن الشياطين تقرأ للناس قرأن أي يفسروا لهم القرآن الكريم حسب أهوائهم ورغباتهم ، على غير المعنى الذي به نزل .
فما هو تفسير ذلك :
يقول العلماء والمفسرون : إن هذه الشياطين لها القدرة على التصور في صورة مشائخ (رجال دين) فتفتي للناس وتقرأ لهم القرآن وتعلمهم الدين أي تخدعهم وتضلهم وتبعدهم عن الحق ، فربما اليوم يكون هناك شيوخ ورجال دين يتمثل الشيطان في صورهم فيفتي للناس ، وهناك أحاديث شريفة ذكرت ذلك أي أن هناك إمكانية لتمثل شياطين في صورة بشرية ، وقد ورد في الحديث الشريف إن الشيطان له القدرة أن يتصور في صورة أحد الأشخاص حيث ورد حديث شريف يقول : إن الشيطان يتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم : سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث .
أي يأتي رجل يلقي شبهه أو يتكلم في أمر من أمور الدين فيراه المسلم ولكن لا يعرف اسمه ثم يختفي ،، فهذا يمكن يكون شيطان تصور في صورة إنسان كما في الحديث الشريف ، وهناك حديث إن المسلم يفترض أن يسأل ويتحرى عن هذا الرجل ويعرف أصله ونسبه .
والصورة الثانية الأئمة المضلين الذين يظهرون في آخر الزمان ، وهم من البشر ولكن تحركهم وتوسوس لهم الشياطين ، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم تكون قلوبهم كقلوب الشياطين وأجسامهم كأجسام بشر ، أي هم بشر ولكن قلوبهم كقلوب الشياطين .
والله يصلح أحوالنا