الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-16

4:28 مساءً

أهم اللأخبار

2024-11-16 4:28 مساءً

أصحاب الكلام: القسيم _ الموقف

أصحاب الكلام: القسيم _ الموقف عفاف عبد المحسن

عفاف عبد المحسن

 يعتبر الأدب الشعبي عند القبائل الليبية سمة أساسية يتميزون بها بكل ألوانه وهم أجادوا الشعر وحملوه نظمه وقافيته معهم بالإضافة الى لهجتهم المحلية التي تعد من اقرب اللهجات العربية قربا الى العربية الفصحى والتي برغم مرور الزمن فإنها لم تتغير كثيرا على الرغم من اختلاطهم بثقافات وأمم أخرى بفعل عامل الهجرة والاستعمار الأجنبي بعكس الكثير من الشعوب العربية  .. تناول أصحاب الكلام بيننا مجموعة من ألوان الأدب الشعبي الليبي وصلنا معهم في الحلقة الثامنة اليوم لنتعرف على لون جديد من الموروث الثقافي الفني يعرف ( بالقسيم أو الموقف ) ..

قال أصحاب الكلام علي القسيم / الموقف : إن هذا اللون من الشعر الشعبي عبارة عن قصيدة ذات وزن خاص ، ودون لازمه ، يقدمها الشاعر في الغالب وهو واقف ، عندما تبدأ حفلة العرس ، ولا ينضم هدا الوزن في جميع الأغراض ، وإنما يقصر على وصف الطبيعة ، أو ما يعرف بربط العرس .ومن أمثلة هذا اللون للشاعر ميلاد المشاي :

علي أول بادي سميت باسم الله .. وثاني بادي صلوا علي البشير

مبروك ياهل العرس خشيناه .. عايد وزايد بالهناء والخـير

عليكم سلام الله سلمناه .. مـن قلباً مصفي بلا تغتير

وكما نلاحظ في البدء ، المضامين تخص افتتاح الحفل باسم الله واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كدلك تهنئة أهل العرس بفرحهم ، والدعاء لهم بالخير والهناء ، والسلام عليهم من قلب محب صادق ومخلص صافي من أي خبث .

ويتطرق الشاعر بعد أن يكمل الاستفتاح باسم الله والصلاة على الرسول وتهنئة أهل العرس والسلام عليهم إلي أغراض اخري أحياناً تكون وصفية وأحيانا ً أخرى تكون للتشبب والتغزل ، مثل هذه الأبيات التي وردت في قول الشاعر رويعي الفــاخري :

غالي وين تنفذ فيّْ عينه .. نين إنحس يقرا في خفــيتي …

ونين إبقــيت خوف إيشوف شينة … كل نهـــار تصفا فيه نيتـــي 

والشلطامي في قصيدته يقول :

 مانبيه يكشف لي دفينه .. نين إتزول من عينه أثريتي .. لاجل هو سلمي والسكينة .. وهو النسيم نملا بيه ريتي .. وهو البصيص تاخذني إيمينه .. مافي درب يارجلي إخطيتي .. خط الفجر عندي هو جبينه .. وزوله ظل مافارق عشيتي .. كيف إيهون و إسنيني إسنينه .. أن قلت إنسيت ماتابا نسيتي

وعادة ما يربط العرس كما يقولون في آخر القسيم ثم بعد ذلك يجلس الشاعر وأمامه الصفرة ومعه الرداده ، ويقدم بيت طق أو بيت طبيلة على ايقاع معين يختاره وهو يتساوق مع اللحن الذي أعده للقصيدة ، وهكذا يستمر إلي اخر الحفلة يقدم ألواناً عديدة من شعره الذي  نضمه في أغراض مختلفة ، وفي أوزان متعددة تصحبه زغاريد النسوة الحاضرات في حفلة العرس ، وأحياناً تسمع طلقات البارود من الشباب والشيوخ على السواء استحساناً لبيت أو شطرة من الشعر أو تجاوباً مع زغاريد النساء ، حيث تعم الفرحة والابتهاج طيلة الليلة ليلة العرس .في أنواع أخرى من القسيم او الموقف مثل ماجاء على لسان غومه المحمودي مثلا وهو القائد والفارس الليبي رأس حربة مقاومة الأتراك القرمانليين في أواسط القرن 19 من 1795 إلى 1858 بعد ماطلع من طرابلس لصفاقس هربا من ملاحقة القرمانليين له ..هي طويلة ويقول مطلع القسيم فيها

راحت أيَّـام العز ونسيناهم ..  بلا قبض بِعنا عزّهُم وغلاهُم

كــيــف راد البـــاري .. بلا قبض بعنا عزّهم للشـاري

لايـّام كيف الرِّيح ساعـة واري .. وساعات مِثل الحَسْي يَنشَحْ ماهم

ساعات يعكس ريحهم عَ الصَّاري .. وساعات كيف يواجهوا ما ابهـاهـم

وما يزال هناك كلام عند أصحاب الكلام


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة