في اليوم التالي جاء الشاب إلى المكان المتفق عليه، وجلس على الطاولة نفسها التي جلس عليها ورفيقته بالأمس، قبل الموعد بزمن قد تكون طويلة قياساً بالحالة النفسية التي يعيشها الشاب. مر النادل وقال بأدب: هل من حاجة أجابه الشاب في قلق ليس الآن . انشغل بتفتيش الهاتف، فإذا بصوت هادئ يقول هل بإمكاني الجلوس هنا، انتبه بعد برهة من الوقت ، وعلق نظره في المتحدث فإذا بها شابة جميلة، مدورة الوجه، عراقية الأطراف .
فرد قائلاً شكراً جزيلاً لالا. انسحبت بكل هدوء؛ شعر بشيء من تأنيب الضمير فأشار إلى النادل قائلاً طلباتها على حسابي، حاولت كثيراً رفض ذلك ولكنه أصر فوافقت. بعد انتظار وقلق جاء الموعد المتفق عليه؛ زاد خمس دقائق، ثم طلب رقم المعروف لديكم الآن، السلام عليكم مرحباً وبادره بالقول اعتذر اليوم؛ لماذا لماذا ؟؟ ذهبتُ إلى والدتي لمساعدتها، والبحث عن أوراق قديمة تهمني جداً، فرد قائلاً قديمة كم لها، لها عشرون عاماً. أين تسكن والدتك؟ والدتي تسكن في الدخيلة، قال بشيء من التعجب الدخيلة أم الرخيلة ، قالت لالا الدخيلة.
قال حسناً. وتوقف عن الكلام فقالت موعدنا غداً في الموعد نفسه والمكان نفسه . قال يحدث نفسه الدخيلة؟ في الدخيلة!! غريب . تردد كثيراً لإعادة المكالمة، من أجل السؤال عن اسم امها. هل تكون السيدة. الدخيلة ، السيدة، مكان واسم لهما علاقة كبيرة بقصتي . هنا تذكر نصيحة عامل مصري رافقه كثيراً تقول النصيحة لا تصدق اسماً لمصري إلا إذا رأيت جواز سفره؟؟ لأن الاسم في مصر يطلق دون تحفظ وفي حالات كثيرة للتحفظ .
امضى الوقت لوحده في المقهى . كم من سؤال وكم من حيرة، وسأل نفسه هل أنا الآن في صلب موضوعي الطويل . رد بقول فلسفي لا أدري . نسي نفسه في شبه سِنةٌ فإذا بالشابة التي دفع عنها طلباتها تقول شكراً جزيلاً . فقال لا باس لا تهتمي . عاد إلى التفكير ولكن رنة هاتفه قطعت ذلك التفكير . نعم مرحباً، أنا في مقهى البارون، نعم نعم في الإسكندرية، سوف أزوركم في العامرية ولكن في الأيام القادمة؛ شكراً يا عمي وسلامي للعائلة . نلتقي . وتوقف الكلام .
نلتقي مع لوحة ثالثة في الرواية ..
الروائي الدكتور محمد محجوب
فلسفة العلوم _ جامعة بنغازي
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.