الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-16

12:41 مساءً

أهم اللأخبار

2024-11-16 12:41 مساءً

حسن نصر الله بين عملية قتله وتفاصيلها وتاريخه في لبنان وقيادته للجماعة المسلحة والحزب

حسن نصر الله بين عملية قتله وتفاصيلها وتاريخه في لبنان وقيادته للجماعة المسلحة والحزب

أكد حزب الله اللبناني مقتل الأمين العام حسن نصر الله، بعد ساعات من بيان الجيش الإسرائيلي الذي أعلن مقتله.

بيان حزب الله

وجاء ذلك في بيان رسمي للجماعة، قال فيه: “لقد التحق حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم”.

بيان الجيش الإسرائيلي

جاء هذا البيان بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل نصر الله، وأفاد البيان الإسرائيلي بأنه “قضى أمس على المدعو حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله الارهابي وأحد مؤسسيه، كما قضى جيش الدفاع على المدعو علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله الارهابي وعدد آخر من القادة في حزب الله”.

وأوضح أن طائرات سلاح الجو أغارت بتوجيه استخباري دقيق على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية.

تنفيذ العملية

وأفادت معلومات نشرتها مواقع إسرائيلية، أن العملية التي أسفرت عن مقتل نصر الله أطلق عليها الإسرائيليون اسم “النظام الجديد”.

وأوضحت المواقع الإعلامية الإسرائيلية أنه تم إسقاط 80 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع “هايفي هايد” MK84 حيث تزن الواحدة طناً، على مقر حزب الله في وقت كان كبار ضباط حزب الله في المقر.

وأشارت المواقع إلى أن القنبلة المستخدمة قادرة على اختراق التحصينات بعمق يتراوح ما بين 50 إلى 70 متراً تحت الأرض، لافتة إلى أن المقر الرئيسي لحزب الله يوجد في الطابق 14 تحت الأرض.

أما الوحدة التي نفذت العملية، فهي “الوحدة 119” في سلاح الجو بالجيش الإسرائيلي المعروفة باسم “بات”، فيما الطائرات التي نفذت الهجوم هي طائرات “إف 15”.

حسن نصر الله

ويعتبر حسن نصرالله هو رجل دين شيعي يتولى قيادة جماعة حزب الله في لبنان منذ فبراير 1992، وجماعته تعد أحد أهم الأحزاب السياسية في لبنان، ولديها قوات مسلحة خاصة بها إلى جانب الجيش الوطني اللبناني.

ويحظى نصرالله الذي يقود الحزب بشعبية واسعة في لبنان ودول عربية أخرى، وقد كان له دور أساسي في تحوّل الجماعة تاريخياً لدخول الساحة السياسية واكتساب نفوذ في هيكل الحكومة اللبنانية.

وحصل نصرالله على علاقات جيدة مع إيران وزعيمها آية الله علي خامنئي، لم يتم انكارها أو إخفاءها رغم إدرِاج حزب الله وزعيمه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة.

وبقدر ما يملك نصر الله شعبية واسعة، فإن لديه أعداء كثر وأقوياء لذلك لم يكن يظهر علناً لسنوات خوفاً من أن يتم اغتياله من قبل إسرائيل، ومع ذلك كانت تسجيلاته الأسبوعية تقريبا تحظى باهتمام كبير.

بدايات نصر الله

بدأت الحرب الأهلية في لبنان عندما كان عمره 15 عاماً وحينها قرر والد حسن نصر الله مغادرة بيروت والعودة إلى قريته الأصلية في جنوب لبنان البازورية التي ينتمي سكانها إلى الطائفة الشيعية وهناك تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي.

ارتبط نصر الله بسبب الظروف المحيطة به بهويته الشيعية وانضم في سن 15 سنة إلى أهم مجموعة سياسية-عسكرية شيعية لبنانية في ذلك الوقت وهي حركة أمل التي أسسها الإمام موسى الصدر، وهاجر إلى النجف في سن 16 عاماً، وبعد عامين قرر قادة حزب البعث العراقي بقيادة صدام حسين ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لإضعاف الشيعة، وأحدها طرد جميع الطلاب الشيعة اللبنانيين من الحوزات العلمية في العراق، الأمر الذي اضطره لمغادرة العراق.

وقبل مغادرته كان قد تعرف على رجل دين آخر يُدعى عباس الموسوي، الذي يعد أحد طلاب موسى الصدر في لبنان، وتأثر نصر الله بالأفكار السياسية لروح الله الخميني، ولتوافق افكارهما صار الموسوي الذي كان يكبر نصر الله بثماني سنوات مدرساً صارماً ومرشداً مؤثراً في حياته، إلى أن عاد الاثنين للقتال في الحرب الأهلية بلبنان لكن هذه المرة، توجه نصرالله إلى مسقط رأس عباس الموسوي في بلدة النبي شيت في البقاع.

بعد عام من عودة حسن نصرالله إلى لبنان، استولى روح الله الخميني الذي كان يحظى بإعجاب الموسوي وحسن نصرالله، على السلطة في إيران وكان ذلك نقطة تحول في حياة نصر الله، لأنه تمكن في عام 1981، من الالتقاء بقائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في طهران، والذي عيّنه ممثلاً له في لبنان “لرعاية شؤون الحسبة وجمع الأموال الإسلامية”.

وقام بعد ذلك، برحلات متقطعة إلى إيران، حيث أقام علاقات مع أعلى مستويات صنع القرار والسلطة داخل الحكومة الإيرانية.

وكان الشعور المعادي للغرب ركيزة أساسية في النسخة الإيرانية من الإسلام السياسي الشيعي التي روّج لها روح الله الخميني. وأصبحت معاداة إسرائيل “القضية الفلسطينية” واحدة من أهم الأولويات في السياسة الخارجية لإيران بعد الثورة.

وخلال هذه الفترة، كان لبنان الذي كان بالفعل محاصراً بالحرب الأهلية والاضطرابات، كما أنه كان قاعدة رئيسية للمقاتلين الفلسطينيين، وبسبب ذلك هاجمت إسرائيل لبنان في يونيو 1982، واحتلت بسرعة أجزاء كبيرة منها.

تأسيس حزب الله والانضمام له

من هنا قرر الحرس الثوري الإيراني إنشاء مجموعة ميليشيا في لبنان تتبع بالكامل لإيران واختاروا لها اسم  “حزب الله”، وفي 1985 أعلن تأسيس الحزب رسميا، وانضم له الموسوي ونصر الله وكان عمره حينها 22 عاما.

تمكنت المجموعة المسلحة التابعة للحزب بقيادة صبحي الطفيلي، من تنفيذ عمليات ضد القوات الأمريكية في لبنان، وكان لها تأثير كبير.

في منتصف الثمانينيات، توثقت علاقة نصر الله مع إيران وتوجه إلى مدينة قم لمواصلة دراسته الدينية، ثم عاد إلى لبنان لينشب خلاف بينه وبين الموسوي، بسبب تأييد الأخير لزيادة النشاط السوري والنفوذ في لبنان تحت قيادة حافظ الأسد، فيما أصر نصرالله على أن تركز الجماعة على الهجمات ضد الجنود الأمريكيين والإسرائيليين.

وجد نصرالله نفسه في الأقلية داخل حزب الله، وبعد ذلك بوقت قصير، تم تعيينه “ممثلاً لحزب الله في إيران”، وقد أعادته هذه الوظيفة إلى إيران وأبعدته في الوقت نفسه عن الساحة اللبنانية.

ظاهرياً، بدا أن نفوذ إيران على حزب الله يتضاءل، ورغم الدعم الشامل من طهران، ثبت أن التأثير على قرارات حزب الله كان صعباً. تصاعد التوتر إلى درجة أنه في عام 1991 تم عزل صبحي الطفيلي من منصب الأمين العام لحزب الله بسبب معارضته لارتباط الجماعة بإيران، وتم تعيين عباس الموسوي بدلاً منه.

بعد عزل الطفيلي، عاد حسن نصرالله إلى بلاده، بعدما بدت مواقفه حول دور سوريا في لبنان قد تعدلت، وأصبح فعلياً الرجل الثاني في جماعة حزب الله.

قيادة حزب الله

تعرض عباس الموسوي للاغتيال على يد عملاء إسرائيليين بعد أقل من عام من انتخابه أميناً عاماً لحزب الله، وحصل نصر الله في 1992، على قيادة الجماعة كان عمره 32 عاماً.

بادر نصر الله إلى ترشيح بعض المنتسبين وأعضاء “حزب الله” في الانتخابات اللبنانية، وبذلك تمكن من الفوز بثمانية مقاعد في البرلمان اللبناني، وبالتزامن مع ذلك كان الجناح العسكري للحزب لا يزال متهماً بالتخطيط لعمليات إرهابية وتنفيذها، حيث وقع تفجير مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين والهجوم على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين خلال هذه الفترة.

زادت شعبية نصر الله في أعقاب حرب 2006 ، خاصة بعد انسحاب إسرائيل من لبنان وارجاع الفضل في ذلك لحسن نصرالله، ولذلك بدأت بعض الدول تطالب بنزع سلاح حزب الله، فيما تمسّك الحزب بسلاحه.

لاحقاً، توصل نصرالله إلى اتفاق لتبادل الأسرى خلال مفاوضات مع إسرائيل، مما أدى إلى الإفراج عن أكثر من 400 أسير فلسطيني ولبناني ومواطنين من دول عربية أخرى.

ولكن اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان آنذاك، تسبب في تغير الرأي العام ضد حزب الله الذي اتهم بالتورط في اغتياله، ومع ذلك تمكن الحزب من التواجد في البرلمان وتعيين اثنين من أعضائه في الحكومة.

تزايد النفوذ

في صيف عام 2006، نفذ مقاتلو حزب الله عملية على الحدود الجنوبية للبنان، أسفرت عن مقتل جندي واحد وأسر جنديين، فردت إسرائيل بهجوم شرس استمر 33 يوماً، قُتل خلاله نحو 1,200 لبناني، ولكن أسفرت الحرب عن زيادة شعبية نصرالله الذي اعتبر في الدول العربية آخر من يقاوم إسرائيل.

ومع تزايد سلطة الحزب ادعى خصومه أن حزب الله تحوّل إلى دولة داخل دولة، وقالوا إن أنشطته تضعف أمن لبنان واقتصاده، لذلك قررت الحكومة اللبنانية تفكيك نظام الاتصالات الذي كان تحت سيطرة “حزب الله” ووضع شؤون الاتصالات بالكامل تحت سيطرة الحكومة، وبعد رفض نصر الله القرار، سيطرت ميليشياته بشكل كامل على بيروت.

ولكن بعد الانتخابات الأخير في 2022 تراجع تمثيله في المجلس النيابي اللبناني.

واليوم بعد هذا التاريخ الذي يختلف حوله الكثيرين بين مؤيد وداعم ومعارض وساخط يبقى لنصر الله بصمته التي حارب بها إسرائيل والأمريكان حتى أصبح هدفا مهما يعلنون فرحتهم باستهدافه.


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة