كيف قدمت نجلاء عز الدين الهوني لديوان
القيم والقيمة ، وتعريفها وأهميته ودورها، واهتمام الهوني بها في ديوانه صغير الحجم كبير القيمة الثقافية والمجتمعية بعدد قصائده الواحدة والخمسين ضمن خمسة وثمانين صفحة وصفت من حيث محتواها القيمي بما يربو عن تسعين في المئة تحدثت بقيم معرفية أخلاقية وحياتية وبيئية وفكرية ومجتمعية ومكانية ونموذج عنها أبيات تكرم المعلم ودوره قال الشاعر فيها
يحيا المعلّم فهو سرّ وجودنا .. وله الحنوّ بكلّ ما يعنيه
كان الكتاب على الدوام وسيلة .. جمعت قطاف الفكر بين يدينا
أحيوا التّراث وأتقنوا إحياءه .. إنّ التّراث حضارة وعطاء
كقراءة ثانية نعد نحن في مجالنا الصحفي مقدمات الكتب التي قد تحتوي نقاطا ليتمكن من خلالها الكاتب سد الثغرات في قادم كتاباته حتى الثناءات نعدها من باب القراءة المتعمقة في العمل أو مجموعة الأعمال شكلا ومضمونا .. فكيف قيمت نجلاء الهوني مرآة الزمان لتقدمه رغم أنها تكتب أدبا إنجليزيا وتحتفظ به هي الأخرى فلا تنشره حتى مترجما رغم قدرة مفرداتها ومحتواها الأدبي على مزاحمة عديد الأدباء في الساحة الأدبية الليبية !!! فيقول الشاعر الكبير علي الهوني :
«كنت محتفظًا بعديد القصائد إلى أن شجعتني ابنة أخي نجلاء عزالدين الهوني على إصدار هذا الديوان وغيره من الدواوين القادمة ».
ونقول هي القيم المعمقة التي نحتاجها لتصل للأجيال عبر قصيد محكم أو فن أصيل أو لوحة زيتية معبرة تشد المحتج على المحتوى السطحي المصدر لبيئتنا ومجتمعنا .. يدعو كل مهتم بهذا الوطن ليدعم الثمين داحظا به الغث .. فكيف بشاعر قال سوق عبر قصيده للأصيل فكتب :
لغة العروبة والمصاحف مهدها .. مدّت جسور الكيل والميزان
مدنٌ بساحلها الطويل تناثرت .. والخير فوق ترابها يحييها
الأرض نادت تستغيث بأهلها .. ومصير عودة مجدها بيديها
ونحقق الآمال عبر كفاحنا .. بالعلم نبلغ قمّة العلياء
وحين دعاها لتقديم ديوانه لم تتوانَ لوثيق معرفة بمحتوى الإنسان ومكامن الخير في رسالته الأدبية فكتبت نجلاء الهوني مقدمة لمرآيا الزمان :
الذي يميز الشاعر علي الهوني عن غيره أنه مُبدع في مجالات متعددة، ما يجمعهم هو شغفه بالإبداع، فهو الرسام صاحب اللوحات الفنية الرائعة، الذي نجده هنا قد أبدع في رسم لوحاته الشعرية بأسلوب مميز وبكل احترافية، وزخرف كلماته المُتقنة، والمُنمَّقة بدقة متناهية، مما أضفى على شعره صدقا ومصداقية، وهو العازف الذي تلاعب بجماليات اللغة في مواضع مختلفة ليهدينا سمفونية من القصائد، التي لا تخلو من الحكمة والفلسفة والمواعظ، وغيرها من الأفكار العميقة، وهو المفكر المخترع وهذا ما ساعده في انتقاء كلماته وترتيبها ثم تركيبها بحيث تتناغم قوتها مع المواقف، والأحداث، والأماكن … فقد ذكرتني قوّة لغته ورصانة أسلوبه وأنا أقرأ ديوانه ، بالقصائد التي كنا ندرسها في المدرسة لكبار الشعراء، فأشعر أحياناً وكأنه شعر لأحمد شوقي ، أو لأبي القاسم الشابي أحياناً أخرى … كما لن يفوتني تناوله للشعر الحديث في بعض قصائده وهذا التنوع هو سر إبداعه …
خلاصة القول جاء شاعرنا علي الهوني ليضع بين أيدينا ديوانا شعريا قيماً
يستحق القراءة … والله موفق الجميع
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.